“ليبيا إلى أين”.. ندوة حوارية للمنتدى الثقافي العربي ببريطانيا

لندن، عين ليبيا / نجيب عبدالله

ليبيا إلى أين.. هل تتحول الثورة إلى دولة؟

تحت هذا العنوان أقام المنتدى الثقافي العربي ببريطانيا يوم أول أمس الجمعة ندوة حوارية بفندق بلازا شارك فيها د. رمضان بن زير ود. أحمد معيوف والإعلاميان عبدالله الكبير وعلي الحاج حسين وبحضور مجموعة من المهتمين بالشأن الليبي.

وقد أعطيت الكلمة للدكتور رمضان بن زير الذي أشار الى أهمية هذه الندوات من أجل معرفة حقيقة المشهد السياسي الليبي وأكد على أنه عند الحديث عن ثورة فبراير من الضروري الإشارة إلى تواريخ مهمة في عمر هذه الثورة والتي تحولت للأسف إلى ثورة مسلحة توجت بإعلان التحرير يوم 23 أكتوبر 2011 لينطلق الجميع بعد هذا التاريخ نحو بناء الدولة الوطنية الديمقراطية حيت جرت أول انتخابات يوم 7/7/2012 بانتخاب أعضاء المؤتمر الوطني العام، لكن للأسف سرعان ما بدء الصراع على السلطة بين الأحزاب خاصة حزب التحالف وحزب الإخوان، الأمر الدي أعطى ذريعة للسيد حفتر للانقلاب على الشرعية وأعلن عملية الكرامة وأوقف العمل بالإعلان الدستوري تحت مسمى الكرامة واتخذ من المنطقة الشرقية مقرا له، إلا أن العمل لم يلق استجابة بل ظهرت عملية فجر ليبيا لمقاومة هذا الانقلاب وانقسمت البلاد وزادت انقساماً بعد انتخاب مجلس النواب الذي تبنى عملية الكرامة.

تم تناول د. بن زير بإلقاء نظرة عامة عَلى الاتفاق السياسي باعتباره اتفاقا دوليا ملزما لكل الأطراف صدر به قرار من مجلس الأمن الدولي بدعم تنفيذه وأشار إلى أمكانية تعديل هذا الاتفاق وفق الآلية الواردة في الاتفاق السياسي والذي انبثقت عنه الأجسام الثلاثة وهي مجلس النواب والمجلس الأعلى للدولة والمجلس الرئاسي. كما أضاف إلى أن أسرع طريق لكسر الجمود الحالي للعملية السياسية هو الالتقاء المباشر بين مجلس النواب والمجلس الأعلى للدولة لإمكانية تعديل نقاط الخلاف بين الطرفين مع الالتزام بالإطار السياسي لاتفاق الصخيرات حتى نسرع في رفع المعاناة الحالية عن الشعب الليبي.

كما تناول د. بن زير بالشرح والتفصيل مشروعية الأجسام الحالية من عدمها مذكراً بحكم الدائرة الدستورية للمحكمة العليا بعدم مشروعية عمل لجنة فبراير وما ترتب عنها مثل مجلس النواب مذكراً أن الصراع في ليبيا الآن هو صراع سياسي وليس قانوني وأن أغلب المؤسسات في الدولة تدار حسب نظرية الظروف الواقعية.

وفِي ختام مداخلة د. بن زير أكد على أن الأمر الذي يحزنه أكثر هو انحياز ما يسمى بالنخب إلى طرف ضد الطرف الآخر بغض النظر عن المصلحة الوطنية حيت تحول بعضهم إلى “بياعين كلام”، بل بعضهم وللأسف أصبح عميلاً للدول المتورطة في الشأن الليبي والداعمة للطرفين المتنازعين على السلطة.

واختتم بقوله (الليبيون وحدهم القادرون على إخراج بلادهم من الفوضى، وأن ليبيا قادرة على استيعاب كل ألوان الطيف السياسي دون إقصاء أو تهميش لأي تيار من التيارات الوطنية).

تم تناول الكلمة الدكتور أحمد معيوف الذي تحدث عن ثورات الربيع العربي باعتبارها ثورات واعدة وبارقة للأمل رغم المنزلق الذي أصاب بعضها، مشيدا بالثورة التونسية وذكاء النخب السياسية التونسية التي ساهمت في الدفع بالثورة في الاتجاه الصحيح بعكس الثورة المصرية. وأضاف د. معيوف أن الثورة الليبية قد تذبذبت بين محطات مضيئة وأخرى  سوداء حسب وصفه، مبينا أن  من أهم المحطات المضيئة التوافق على تشكيل المجلس الانتقالي والتفاف كافة الليبيين حوله، وتكوين المجالس المحلية  في كل البلديات تقوم بإدارة شؤونها بنفسها  ،كما عمل المجلس الانتقالي على تكوين تشكيلات مسلحة من الثوار وأفراد من الجيش الذين انضموا إلى صف الثورة بقيادة عبدالفتاح يونس الذي اغتيل  في مرحلة مفصلية في تاريخ الثورة، توجهت أصابع الاتهام إلى الإسلاميين الذين يَرَوْن في الثورة فرصتهم التاريخية لتحقيق حلمهم في تكوين دولة الخلافة حسب وصفه.

أما المحطات المضيئة الأخرى فقد لخصها في انتخابات يوليو 2012 التي وصفها بالنزاهة وكذلك تشكيل لجنة النزاهة الوطنية بعكس قانون العزل السياسي الذي يعتبر نقطة سوداء والذي أطاح برئيس المؤتمر الوطني العام السيد محمد المقريف. وختم د. معيوف مداخلته بقوله إن عملية الكرامة بقيادة الضابط حفتر من أكبر النكبات التي تعرض لها المسار السياسي الليبي والتي تهدف إلى القضاء على الإسلاميين أو الإخوان الأمر الذي التقى فيه مع العسكر في مصر الداعم القوي لحفتر. كما ظهرت عملية فجر ليبيا كردة فعل على عملية الكرامة واعتقد كل واحد منهم بأنه قادر على قهر الآخر بقوة السلاح المتدفق على الطرفين من الدول الداعمة لهما خاصة مصر والإمارات وقطر وتركيا.

تم أخذ الكلمة الإعلامي عبدالله الكبير الذي قال أن التدخل الدولي في مسار الثورة الليبية حمى الآلاف من آلة القتل التي سلطها القذافي على المدن الثائرة ولكننا لم نكن سعداء بهذا التدخل لأننا ندرك أنه بذلك صار هناك شركاء للشعب الليبي في ثورته وسوف يستمر تدخلهم ونعاني الآن من تبعات هذا التدخل. فالانقسام السائد حاليا مرده إلى استمرار القوى الدولية والإقليمية في دعم الأطراف المتصارعة. ثمة معضلة أخرى يمكن أن تفسر لنا اختلاف مسار الثورة الليبية عن الثورة التونسية وهو انعدام وجود حياة سياسية طبيعية طيلة زمن حكم القذافي. فلا أحزاب سياسية ولا انتخابات ولا مجتمع مدني. حالة تصحر انعكست سلبا على أوضاع ليبيا عقب الإطاحة بالقذافي. اليوم رغم كل المصاعب والصراع المتدرج بين القتال العنيف والاشتباكات المحدودة إلا أن الأوضاع إجمالا في ليبيا أفضل مما هي عليه في سوريا واليمن. ونأمل أن يستأنف قادة البلاد حوارهم السياسي للخروج من الأزمة وإنهاء حالة الصراع المسلح.

تم توالت التداخلات من الحضور الذين أجمعوا على ضرورة جلوس كافة الأطراف السياسية الليبية على طاولة المفاوضات حتى تقطع الطريق على أولئك المتربصين بالشعب الليبي الذي يستحق كل التقدير والاحترام.

اقترح تصحيحاً

التعليقات: 1

التعليقات مغلقة.

التعليقات لا تعبر عن رأي موقع عين ليبيا، إنما تعبر عن رأي أصحابها.

اترك تعليقاً