ليبيا الحديثة ومكانها في العالم

ليبيا الحديثة ومكانها في العالم

د. محمد وفاء

أكاديمي ليبي

بمناسبة الذكرى التاسعة لثورة 17 فبراير أودّ إعادة نشر ما كتبته في نهاية عام 2011 وما راودني من آمال وطموحات نحو مستقبل واعد لوطني الحبيب.

42 سنة من الانغلاق والتغييب وطمس للهوية عاشتها ليبيا تحت سيطرة الطاغية معمر القذافي خلقت عند الشعب الليبي القوة والحافز لإعادة بناء ليبيا الحديثة “وللأسف من العدم” وأملي كبير في أن يقــــــوم شعبنا ببناء بلده بطريقة رشيدة تتسم بالمنهجية والعقلانية لتحقيق مستقبل واعد و زاهر، إذا إن بسط الحرية بشكل طبيعي داخل الوطن والانفتاح على العالم الخارجي سيؤديان حتما وعلى نطاق واسـع تشجيع روح المبادرة عند المواطن.

إن الحرية في حد ذاتها مغامرة محفوفة بكثير من المخاطر وأخطرها تفاقم التوترات والنزاعات بين أفراد الشعب الواحد حول مدى استعدادهم للمشاركة في صنع مستقبل ليبيا وأخذ مكانهم في هذه البيئة الجديدة.

لذا علينا أن نسلك طريق الحوار المستمر حول كل ما هو أساسي وضروري لضمان مستقبل واعد لليبيا مع مواصلة نشر هذه الرؤية لنضمن وحدة الشعب والوطن من خلال ثقافة مشتركة.

وتتمثل الرؤية المستقبلية حول ليبيا الحديثة في:

  • تشجيع الإبداع: خلق مجتمع زاهر.
  • ترسيخ مبدأ المشاركة: التوزيع المتوازن للثروة في ظل التناغم مع البيئة.
  • إحياء الأمل: خلق صورة لليبيا حاملة الأمل والحرية في العالم.

والسؤال لماذا هذه الرؤية المستقبلية؟.

هي الجمع بين الماضي والمستقبل: أخذ العبرة من الماضي وذلك برفض كل ما عشناه من قهر وظلم وتهميـش والعمل بكل جدية وحزم بعدم تكرار هذه الظاهرة المأساوية وتحقيق الرفاهية والتوازن والسلام لشعبنـــا.

ولننظـر للمستقبل بكل تفاؤل ونجعل من ليبيا دولة مزدهرة ومتقدمة لتحتل المكان المرموق في ظل عملية التحول التي يشهدها العالم الآن، ولتلتحق هذه الرؤية المستقبلية بالقيم المؤثرة في التطورات العالمية الحاليــة.

علينا أن نجد التوازن الأمثل في آن واحد بين دينامكية الإصلاح الشامل والذي يستغرق وقتا طويلا، و بين الحاجة للانفتاح المستمر على العالم الخارجي لمواكبة التطورات الراهنة.

كيف يمكن الحصول على أفضل استخدام لعمليتي الإصلاح الشامل والانفتاح على العالم الخارجي؟.

إن القاعدة الأساسية للوصول لأفضل استخدام هي إرساء وترسيخ الحرية وبصفة نهائية في الثقافة الليبية ولإرساء هذه الثقافة الجديدة علينا أن نأخذ في الاعتبار النقاط التالية:

  • وضع دستور يضمن المبادئ الأساسية لحقوق الإنسان والفصل بين السلطات، ويحقق مبدأ لا قوة فوق قوة القانون ويطلق العنان للقدرات لتبدع وتنتج، (إطلاق عنان القدرات).
  • إنشاء صرح العدالة يضمن لنا المصالحة والوفاق بين أفراد الشعب ويعلمنا احترام القواعد والقوانين ويسمح لنا بأن نتقدم و نتطور، (تحقيق التطور).
  • مبدأ مشاركة الجميع للتفكير في المستقبل والتوصل جماعيا إلى توجهات مشتركة آخذين في الاعتبار خصوصية الوضع في ليبيا والمتطلبات العالمية، (بزوغ الحرية).
  • إعادة بناء البنية التعليمية وتوفير الآليات الضرورية لتطوير التعليم، (خلق روح المبادرة).
  • تنظيم المعاملات الاقتصادية مع العالم الخارجي مع اقتناء ممارسة التعاون وإثبات الذات، (تشجيع الانفتاح).
  • تنفيذ المشاريع التنموية الكبرى باستخدام التقنية الحديثة لخلق قطاع اقتصادي قوي مستقلا عن قطاع النفط، (بحث عن العزيمة).
  • تطوير ونشر ثقافتنا من خلال مشاريع عمرانية وسياحية لتساهم في تحقيق الانفتاح على العالم، (بث الإشعاع).

إن الهدف المنشود هو تغذية النقاش والحوار بصفة منتظمة ومستمرة حول مستقبل ليبيا والمشاركة في مشاريع و أعمال ملموسة تتفق وتنسجم مع هذه الرؤية.

الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.

د. محمد وفاء

أكاديمي ليبي

اترك تعليقاً