ليبيا.. رحلة الجاهل إلى المجهول

ليبيا.. رحلة الجاهل إلى المجهول

new-article1_8-11-2016

عندما يخجل الصبي الذي لم يبلغ الحٌلم بعد فتلك علامة الصحة النفسية والفطرة السليمة وبداية التمييز بين الخير والشر والنافع والضار.. أما أن يخجل الراشد المثقف عن الاعتراف بعجزه على مواكبة التطورات والتأثير في مجريات الأحداث فتلك هي علامة السطحية والسذاجة.. أفكار مشوشة وملوثة ما زلنا نجترها في مجالسنا الاجتماعية والرسمية ووسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي.. أفكار لا تسمن ولا تغني من جوع أُعدم الطاغية وبقيت الجماهيرية.! إن التركة التي ورثها الشعب الليبي من عهد القذافي هي صفر كبير وحمل ثقيل على كل من له بقية ضمير..

نرى ونسمع كل يوم اجتماعات ولجان في كل مكان وأعيان وحكماء وحكومات – تنسب لنفسها الشرعية – ومظاهرات وبيانات.. و.. و.. ولا حياة لمن تنادي.. أين نحن من كل هذا…؟ بين الحضيض والقاع مسافة ونحن هناك..

كيف نبني وطنا والكل يحمل بندقية.. أزمة الضياع قد حلت فُقدت الثقة فأنفرط العقد وتمزق النسيج وانحلت الأخلاق.. سالت الدماء وأزهقت الأرواح واستفزت المشاعر فأستيقظ الثأر الدفين كثر التساؤل وغابت لغة المنطق فسادت لغة التحدي والعناد.. أثبتنا معاً أننا نتكلم أبجدية واحدة بعدة لغات حتى باتت الفصحى قاصرة على إيضاح المراد فالكل يدلي بدلوه وكل يغني على ليلاه.. غابت الثقة في المستقبل فاختفت العملة وأفلست البنوك وفرغت الجيوب وضاقت الأنفس وجاعت الناس وهاجر البعض.. متى نعيد الثقة في أنفسنا ومتى يثق الليبي في أخيه الليبي ومتى نملك عقلا يميز بين الحق والباطل والصدق والكذب…؟ لن نبني وطنا إلا إذا عادت الثقة ولن تعود إلا أن نتخلى معاً عن السلاح…

فهل ذلك مراد بعيد…؟ ما من ليبي حر عاقل ذو حكمة وبصيرة (وهم نذرُ) إلا ويعلم علم اليقين أن صلاحنا ونجاحنا وقوتنا وهيبتنا بين الأمم لن تكون إلا في وحدتنا وأن التقدم المنشود لا ولن يتحقق إلا بالعلم والعمل وأن يسود العدل بين الناس تلك هي سنة الله في خلقه وإلا سنبقى نرتاد المقاهي والصالونات والمنتديات لغرض الثرثرة وقتل الوقت أو نصبح فخارا يضرب فخارا مثله والنتيجة جمع تكسير في مهب الريح..!

الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.

اترك تعليقاً