ليبيا وبريطانيا توقعان عددا من الاتفاقيات الثنائية

وقعت ليبيا وبريطانيا عدد من الاتفاقيات الثنائية من اجل تعزيز التعاون الثنائى بين البدين في عدد من المجالات الصحة والتعليم والمجتمع المدنى وبين رجال الاعمال.

جاء ذلك في ختام زيارة قاد بها الدكتور عبد الرحيم الكيب رئيس الوزراء الليبي، للعاصمة البريطانية امتدت يومين، وهي أول زيارة يقوم بها منذ توليه منصبه في العام الماضي.

وقد التقى رئيس الوزراء الكيب خلال زيارته هذه برئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون، ووزير الخارجية ويليام هيغ، ووزير التنمية الدولية آندرو ميتشيل، والوزير بوزارة الداخلية جيمس بروكنشاير. كما اجتمع بالمدعي العام في اسكتلندا فرانك ملهولاند ورئيس شرطة دمفريز وغالواي لمناقشة قضية لوكربي.

وأتاحت هذه الزيارة إجراء مباحثات مفصلة بشأن ما تم إحرازه في عملية الانتقال في ليبيا، والتحديات التي مازال على ليبيا معالجتها. كما أجريت مباحثات مفصلة تناولت ما خلّفه تبعات نظام القذافي، بما في ذلك ضحاياه في كل من المملكة المتحدة وليبيا وعملية المصالحة، وكيفية المضي في تحقيقات صريحة بمختلف الجرائم.

وخلّف نظام القذافي الكثير من الضحايا في ليبيا وفي أنحاء العالم.

وتعبيرا عن تقديره لكافة المتأثرين من ذلك، أبدى رئيس الوزارء الليبيى تقديره لاثنين من ضحايا نظام القذافي بزيارته لموقعين في لندن حيث أطلق النار على ضابطة الشرطة إيفون فليتشر عام 1984 وحيث أطلق النار على محمد مصطفي رمضان عام 1980 خارج مسجد ريجنتس بارك.

ووحسب مراقبين في البلدين فان هذه الزيارة سوف تفتح صفحة جديدة في العلاقات والتعاون ،حيث تتعاون بريطانيا وليبيا حاليا في عدد من الأولويات المشتركة التي تتراوح من الأمن وحتى التنمية وتحقيق الازدهار

ووخلال زيارة رئيس الوزار ءللندن تم التوقيع على اتفاقيات بين البلدين بشأن التعاون الصحي والتعليمي والثقافي وفي مجال المجتمع المدني، وكذلك بشأن الحكومة المفتوحة وتكنولوجيا المعلومات.

كما حضر الكيب غداء عمل استضافه وزير الهيئة البريطانية للتجارة والاستثمار لورد غرين. كان ذلك اللقاء فرصة لمناقشة سبل دعم الشركات البريطانية لليبيا بينما تتطلع نحو بناء اقتصاد قوي.

وقد أعلن رئيس الوزراء الكيب بأن 10,000 طالب بعثات ليبي سوف يسعون للالتحاق بالجامعات البريطانية.

واعرب رئيس الوزارءا الليبيى في ختام زيارته: عن تقديره لاستمرار الدعم من كل من الشعب البريطاني والحكومة البريطانية. إننا نواصل إحراز تقدم حتى خلال هذه المرحلة الانتقالية، حيث نتعاون تعاونا إيجابيا في عدد من المجالات”. .”هناك تقدم في الاستعدادات الجارية للانتخابات، حيث تم تسجيل ما يفوق 2.5 مليون مواطن للتصويت في ليبيا. وهذا يمثل 72% من المواطنين الذين يحق لهم التصويت. ويسعدنا بأن المملكة المتحدة هي واحدة من الدول الستة التي يمكن للجاليات الليبية فيها الإدلاء بأصواتهم في الخارج”.

ومضى الكيب قائلاً:”إن حكومتي حريصة على ضمان مواصلة تطوير علاقاتنا الممتدة القدم مع المملكة المتحدة. ونحن نتطلع قدما للعمل معا تجاه تعزيز مصالح بلدينا

وفي تصريح له بعد الزيارة، قال وزير الخارجية ويليام هيغ:”لقد حققت ليبيا تقدما ملحوظا في الشهور الاثنى عشر الماضية. وكانت المملكة المتحدة قد وقفت العام الماضي إلى جانب الشعب الليبي في صراعه ضد الدكتاتورية وكفاحه لأجل نيل حرياته الأساسية. ولسوف نواصل دعمنا بالكامل لجهود الحكومة الانتقالية تجاه تشكيل حكومة ديموقراطية في ليبيا تكون منفتحة وتعمل بشفافية وتحترم حقوق الإنسان لكافة مواطنيها. لكن مازال هناك دون شك تحديات بينما تسعى ليبيا للتغلب على سنوات من البؤس إبان حكم القذافي”.

وأضاف، “أن من الضروري أن تبدي ليبيا الجديدة احترامها لحقوق الإنسان وسيادة القانون، وقد أثرت قلقنا حيال تقارير بشأن معاملة المعتقلين في السجون. كما أنه من الضروري أن تعاود الحكومة ضبط الأمن في شوارع ليبيا، وأن يتم دمج الميليشيات بالمجتمع. وقد أكد لي رئيس الوزراء الكيب بأن الحكومة الانتقالية ملتزمة بصيانة حقوق الإنسان، وتعمل على معالجة وتبديد تلك المسائل المقلقة”.

واضاف المسئول البريطانى “ناقشت مع رئيس الوزراء الكيب عملية الانتقال السياسي في ليبيا والانتخابات المزمع إجراؤها. وبينما أنه تم إحراز تقدم، من الضرورة بمكان أن تبقى الاستعدادات جارية على قدم وساق لإتاحة إجراء الانتخابات في الصيف الحالي. وهناك بالطبع ما يفوق 20,000 ليبي في المملكة المتحدة يحق لهم التصويت، وإنني أهنئهم على استطاعتهم ممارسة هذا الحق الذي كافحوا للحصول عليه. كما أفتخر بأننا قدمنا مساعدات هامة لهذه العملية، مثل المساهمة بمبلغ 1.5 مليون جنيه استرليني للأمم المتحدة لتساعد اللجنة الانتخابية الليبية لإعداد وتمويل فرق من المجتمع المدني لمساعدتهم في إدارة حملات تثقيف الناخبين، والتدرب لكي يصبحوا مراقبين محليين للانتخابات”.

وقال هيج هناك تحول جذري بالعلاقات بين بلدينا، وسوف تزداد علاقاتنا قوة. وإنني أرحب بموافقة رئيس الوزراء الكيب على عودة فريق التحقيق الذي يحقق بمقتل إيفون فليتشر إلى ليبيا. وأما بشأن قضية لوكربي، فقد أوضح رئيس الوزراء الكيب بأنه يدرك مدى خطورة تلك الجريمة، وهو يتطلع لتلقي المزيد من التفاصيل من المحققين لإتاحة المضي بهذه القضية باعتبارها تحتل أولوية.”

وقال وزير التنمية الدولية، آندرو ميتشيل: “أخبرت رئيس الوزراء الكيب بمدى إعجابي بالتقدم الذي حققته الحكومة الانتقالية بشأن الانتخابات المزمع إجراؤها، وكذلك في مجال تحسين الأمن. وقد أعرب عن شكره للدور الذي لعبته المملكة المتحدة في توفير المساعدات الإنسانية الضرورية لمساعدة المتضررين من القتال”.

وأضاف “كما أشرت إلى مدى سروري لإرسال مستشار كبير في مجال الشرطة لمساعدة وزارة الداخلية في جهودها بشأن تحسين الأوضاع الأمنية وضبط الأمن. كما سنمول من خلال مبادرة الشراكة العربية التي نديرها وجود مستشار مقيم من صندوق النقد الدولي للمساعدة في تحسين الإدارة والشفافية في كيفية إنفاق الأموال”.

وأعرب ميتشل عن أمله في أن تنظر ليبيا بشأن الاستفادة من التمويل الذي نوفره للتنمية الاقتصادية عبر البنك الدولي ومؤسسة التمويل الدولية والبنك الأفريقي للتنمية.”

اقترح تصحيحاً

اترك تعليقاً