ماذا أقول في ذكرى 17 فبراير العاشرة

ماذا أقول في ذكرى 17 فبراير العاشرة

د. عبيد الرقيق

باحث ومحلل سياسي ليبي

ونحن نعيش ذكراها العاشرة، هناك من يسميها ثورة وهناك من يسميها نكبة!!.. أما أنا فأسميها انتفاضة، انتفاضة شبابيّة الأداة، شرعية المطالب والغايات، مطالبها لم تتعدى حقوق المواطنة في العيش الكريم في دولة ذات ثروات وهبها الله لها، وكانت بمنطلق تظاهري سلمي، استُغِلت الانتفاضة وتم تحويلها إلى تصادم مسلّح، جرّ البلد إلى تقاتل أهلي رهيب، أفضى إلى تشرذم الليبيين وانقسامهم، وتأكد حينئذ الانحراف بفبراير إلى غايات وأهداف، لم تكن يوما مطلبا شعبيا، فكانت للأيادي الخارجية بصمتها وأثرها الكبير الخطير، وها نحن لازلنا نعاني نتائج ذلك وتداعياته حتى الآن.

  • المحصلة أن نظام حكم كان قائما فانتهى، واستبدل بنظام آخر أكثر فوضوية وغوغائية
  • كنا نطمح للتغيير للأفضل لكن ذلك لم يحدث فتغيرنا للأسوأ، وهذه حقيقة لا ينكرها إلا جاحد!
  • الآن لن ينفعنا البكاء على الأطلال، ولن تحجب عنا فوضى الواقع وشدة المعاناة طموحنا في التغيير إلى الأفضل
  • الآن بعد هذه العشر العجاف، يلزم أن نكون قد اقتربنا أكثر إلى مرحلة إعادة التفكير وتحكيم العقل لا العاطفة، فلن يفيدنا التمترس وراء المكابرة والعناد
  • نحن اليوم في مسيس الحاجة للتمسك بثوابت وطنية واحدة، بؤرتها المصير المشترك في وطن واحد يجمع كل الليبيين دون أي تحفظ أو استثناء
  • نحن اليوم ينبغي أن نكون اكثر نضجا من ذي قبل فقد صقلتنا بل “عصرتنا” معاناة 10 سنين قاسية، ولم يعد أمامنا إلا الانطلاق إلى الأمام لإحداث التغيير المنشود إلى الأفضل والأحسن بحول الله
  • إنه ليس بعد العسر إلا اليسر، فلنجدد الأمل وننطلق جميعا إخوة متحابين متصالحين متسامحين نتعاون لبناء ليبيا الجديدة، دولة عصريّة مدنيّة يتساوى فيها كل الليبيين حقوقا وواجبات

أجزم أننا قادرون على تخطي العقبات والوصول إلى بر الأمان، بالإخلاص والتصالح والتسامح والله ناصرنا ومؤيدنا وإلى الأمام.

الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.

د. عبيد الرقيق

باحث ومحلل سياسي ليبي

اترك تعليقاً