مايكروسوفت تدفع 5.44 مليارات يورو لنوكيا

نوكيا تبيع أهم ما اشتهرت به ذات يوم
نوكيا تبيع أهم ما اشتهرت به ذات يوم

اعلنت شركة نوكيا الفنلندية للاتصالات وتكنولوجيا المعلومات الثلاثاء انها ستبيع وحدتها الخاصة بالهواتف النقالة وتراخيص لبراءات اختراع الى مجموعة مايكروسوفت الاميركية بسعر اجمالي قدره 5.44 مليارات يورو.

وببيع نوكيا أنشطة الهاتف تختفي شركة عمرها 150 عاما هيمنت على سوق الهاتف المحمول عالميا لكنها تظل من أهم العلامات التجارية في قطاع التكنولوجيا في أوروبا رغم تراجعها الحاد في آسيا وأمريكا الشمالية في السنوات الأخيرة بالتزامن مع بزوغ نجمي أبل وسامسونج.

وكانت نوكيا أكبر بائع للهواتف النقالة منذ العام 1998 وحتى 2012. لكن حصتها من السوق عانت خلال السنوات الخمس الماضية من التراجع نتيجة لتزايد استخدام الهواتف الذكية من منتجين آخرين كالآيفون من أبل اضافة لغالاكسي من سامسونغ.

وأصبحت نوكيا تواجه تحديات أصعب مما كانت تتخيله، فقد انتقلت من كونها أكبر مصنع للهواتف النقالة في العالم دون منازع، إلى شركة تحاول العودة إلى مضمار المنافسة على الأقل، لتفقد الشركة الفنلندية مكانتها من بين الخمسة الكبار في تصنيع الهواتف الذكية في العالم.

وستركز الشركة الفنلندية انشطتها من الان فصاعدا على الخدمات والشبكات، وهو قرار وصفه رئيسها ريستو سيلاسما في بيان بانه “افضل وسيلة للمضي قدما، سواء بالنسبة لنوكيا او لمساهميها”.

وكانت نوكيا ابرمت في آب/اغسطس صفقة لاعادة شراء حصة شركة سيمنز في “نوكيا سيمنز نتوركس”، وقدرها 50 بالمئة من الشركة المشتركة بينهما والمتخصصة في الشبكات العالية السرعة، وذلك من أجل تطوير هذا الشق من انشطتها الذي بات يعتبر حيويا.

كما اعلنت الشركة رحيل رئيسها التنفيذي ستيفن ايلوب على ان يتولى مهامه مؤقتاً ريستو سيلاسما.

وسيعود ايلوب إلى مجلس إدارة مايكروسوفت خلفا للرئيس النفيذي الحالي ستيف بالمر الذي يترك الشركة في وقت ما خلال العام المقبل بعد أن يطلق عملية إعادة تنظيم تهدف لتحويل شركة برامج الكمبيوتر إلى مجموعة لإنتاج الأجهزة وتقديم الخدمات على غرار أبل.

وصفقة بيع وحدة الهواتف النقالة ستبرم في الفصل الاول من العام المقبل بعد موافقة المساهمين والسلطات المختصة، وعندها ينتقل حوالى 32 الف موظف من نوكيا الى مايكروسوفت، بينهم 4700 موظف في فنلندا وحدها.

وبذلك تستحوذ مايكروسوفت التي تساهم اساساً في امداد نوكيا بنظام التشغيل لهاتفها الذكي الاخير “لوميا”، على حوالي نصف رقم اعمال المجموعة الفنلندية، اي ما يعادل حوالى 15 مليار يورو.

وتعادل قيمة الصفقة ربع مبيعات نوكيا في العام الماضي. ومازالت نوكيا – التي ستتقلص أنشطتها بعد الصفقة لتقتصر على أجهزة الشبكات وبرامج تحديد المواقع ومحفظة براءات الاختراع – ثاني أكبر شركة للهاتف المحمول بعد سامسونج لكنها لا تأتي ضمن أكبر خمس شركات في سوق الهاتف الذكي التي تحقق نموا سريعا ومكاسب أكبر.

وتراكمت الخسائر مؤخرا على نوكيا ما ادى الى تدهور الشركة في وقت اطلقت آبل الاميركية الآيفون بنجاح هائل، تلتها شركات اخرى للهواتف الذكية وفي طليعتها سامسونغ الكورية الجنوبية.

ومنذ ذلك الحين تراجعت حصلة نوكيا من السوق بشكل متزايد الى ان اضطرت الى الاعتماد على الهواتف النقالة المنخفضة النوعية والتي لا تتصل بالانترنت من اجل الاستمرار.

وتشكل الهواتف الذكية اكثر من ربع السوق العالمي للهواتف المحمولة، وفقاً لبيانات شركة “آي دي سي”، كما أن السوق بشكل عام يشهد نموا مطردا.

ووسط المنافسة الطاحنة بين العملاقين “أبل” و”سامسونغ” بلغت مبيعات شركات الاتصالات المصنعة 820 مليون هاتف ذكي وجهاز لوحي في العام 2012، مشكلاً ما نسبته 70 بالمائة من مجموع الأجهزة التي بيعت العام الماضي.

اقترح تصحيحاً

اترك تعليقاً