متى ننتهي وتنتهي؟

متى ننتهي وتنتهي؟

من المسئول عن المأساة التي نعيشها ومتى تنتهي؟ متى ننتهي نحن عن غيّنا، متى ننتهي عما نقوم به من خراب وتدمير الوطن؟ جريمة ما يعيشه الوطن اليوم بكل المقاييس؟؟؟، لقد تفاقم وساء الأمر إلى درجة لم تعد تطاق، مواقف مهينةٌ تكاد تكون شبه يومية تلك التي يتعرض لها المواطن ؟؟؟؟؟

تقوده قدماه إلى المصرف ليسحب بعضا من النقود يُلبّي بها حاجيات عائلته فينتظر الساعة تلو الأخرى ليقضي ويُضيّع وقتا طويلا في سبيل ذلك فيرى العجب العجاب يرى صعلوكا مرتديا بدلةً عسكريةً كانت من قبل محرّمةً على الصعاليك أمثاله يدّعي أنه يُنظم المواطنين المنكوبين بلعنة لا يعلمها إلا هم!!! يا ويلهم من شرّ الصعاليك….؟ فالأمر لا يحتاج لتنظيم مواطن يريد أن يسحب مبلغا من المال يعول به أسرته؟؟؟!! يجد نفسه في دوّامة ودائرة الخارج منها مولود والداخل فيها قد يصير مفقودا أو مضروبا أو مقتول ؟؟؟ يخرج الصعلوك شاهرا بندقيته في وجه ذلك المواطن المنكوب ليصرخ في وجهه: أن تنظم وأن قف معتدلا في الطابور وإلا لن تنال اليوم درهما ولا دينارا، يا ويل المواطن … ؟!

يمر الصعلوك ليتفقد الطابور ويخرج منه من يشاء فهو الآمر الناهي فلا موظف ولا مدير بل صعلوك صغير، يأمر من أخرجهم بالدخول داخل المصرف فيتنفسوا الصعداء ليجدوا أنفسهم في طابور آخر ودوامة لا يعلمون كيف سينتهي بهم الحال بالمال أو بالوبال؟؟؟ يخرج الصعلوك مرةً أخرى لينادي من يعرف فيأخذ منه الصك ويتقدم للخزينة ويعطي الصك للموظف ضاربا عرض الحائط بمشاعر وأحاسيس ذلكمُ المقهورين الذين أمضوا ساعات انتظار ليسحبوا حاجاتهم أو ما تفضلوا به عليهم من المال، يمتثل الموظف صاغرا رغم أنفه مستجيبا وملبيا طلب الصعلوك فيأخذ الصك ويعطي النقود لصاحبه، آه يا وطن احتار فيه المواطن بين الصعاليك.

أيها المواطن: قد يغضب الصعلوك لا لشيء لأنه لا يحتاج لشيء يغضبه فيصيح بأعلى صوته: هيا أن اذهبوا إلى بيوتكم فلن تنالوا اليوم درهما واحدا !!! يمتثل الجميع على مضض فلا مديرا ولا أحدا يستطيع أن يراجع الصعلوك في قراره ويطلب رحمته وعفوه، إنه وطني فكفكفوا الدموع!!!

تقود المواطن قدماه التعيستان في جولة أخرى إلى الجوازات لاستخراج أو تجديد جواز سفر وكأن الجواز هبة وليس حقا وكأنه منّةً فليس للمواطن حقوق فهو يملك منها الإسم فقط !!!؟؟ يقف في طابور طويل كالعادة لا يدري ما هي نتيجة وقوفه يمضي ساعات في الإنتظار فالوقت لا يعرف قيمته الصعاليك وكثيرٌ من المسئولين وكذلك كرامة المواطن فهي أيضا غير مهمة، فالصعلوك والمسئول لا يعرفان شيئا عن حقوق المواطنة كما لا يعرفا أن استخراج جواز سفر أو سحب مال من المصرف أو غيرهما من الخدمات هي خدمات غير قابلة للنقاش، فالذي يطرح للنقاش فقط هو كيفية تيسير وتحسين والرقي بتلك الخدمات في سبيل راحة المواطن!!! ولكن يبدوا أن مسئولينا لا يعون حقوق وأبجديات وأسس وأهمية تقديم الخدمات للمواطن بل لا يعرفونها ؟؟؟!!

متى ينتهي صعاليك الحديد ليعيش المواطن بدون حديد؟؟؟، متى ينتهي ويغرب عن وجوهنا صعاليك السياسة؟

إن الملاحظ لما نحن فيه يُحزنه حال الوطن والمواطن لقد أصبح المواطن متسولا داخل الوطن وخارجه، خائفا مرعوبا في كل وقت وحين قد يُعتدى عليه، يضرب، يسرق، يختطف في طول البلاد وعرضها فلا رقيب ولا حسيب فمتى تنتهي وننتهي؟؟؟

الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.

نوري الرزيقي

كاتب ليبي

اترك تعليقاً