مجلس النواب الفاشل.. حزمة الكرناف المخوّخة!

مجلس النواب الفاشل.. حزمة الكرناف المخوّخة!

د. عبيد الرقيق

باحث ومحلل سياسي ليبي

مجلس النواب هذا المركب الهلامي غير المتجانس الذي ولد منقسما عن نفسه منذ البدء، هو في الواقع أشبه بـ”حزمة كرناف امخوّخة”! ولذلك لم يكن في مستوى حرارة الأحداث يوما، ولم يتعامل مع الواقع الليبي بما يقع عليه من مسئولية، فهل مرد ذلك ضعف في الفهم والتقدير لأعضائه، أم أن التسيير الخارجي هو السبب؟!، اعتقد أن هذين العاملين لهما الأثر وهذا ما ترتب عنه حالة من البرود أصابت هذا الجسم الذي طال مداه حتى تيبّست الأعضاء وصارت عاجزة عن الحركة، وما عدنا ننتظر منه خيرا ولو بالقليل.

هذا المجلس الذي لم يعودنا إلا مزيد الفشل والانقسام، خلال سنوات عديدة كئيبة مرت من عمر الشعب الليبي، بعد أن تجاوز مدته الشرعية أضعافا مضاعفة، كنا نتمنى أن ينجز حسنة واحدة في تاريخه، وقد جاءته فرصة تاريخية، بعد أن تأجلت الانتخابات، كان ممكنا أن يعلن عن موعد جديد قريب في جلسة عاجلة له، استجابة لرغبة جامحة لكل الشعب الذي كان على موعد مع الانتخابات في 24 ديسمبر الماضي، إلا أن من تعود على الإخفاق وصار موئلا لكل فشل ذريع استمر في مراكمة فشله وإخفاقاته وأظهر لنا حججا واهية مستندا إلى مبررات وتعليلات سمجة ووقف كالعادة في الموقف الخطأ!.

هذا المجلس الذي بدلا أن يكون جسما تشريعيا فاعلا، وجهازا رقابيا معتبرا، تحوّل إلى مجرد كتل جامدة تتقاسم مصالحها الشخصية الأنانية الضيقة، إلى مجرد حاضنة للفساد الممنهج الذي لم يعد خافيا وفي وضح النهار، لذلك نجد آثار ما يسمون بالنواب حاضرة في كل مؤسسة أو وزارة أو شركة عامة، يتقاسمون المناصب للأقرباء والأصدقاء والأصهار وكل المحاسيب، والصفقات المالية من الاعتمادات إلى المشروعات والعمولات عن كل المعاملات، هم إذا اصبحوا مجرد تجار وسماسرة في سوق سوداء، تأكل ثروة الليبيين وتمتص عرقهم ودمهم.

هذا المجلس الذي صار أعضائه مجرد أرقام في مسبحة الفساد، كل همهم جمع المال بالدولار واليورو والدينار، طبيعي أن يكون شغلهم الشاغل الحفاظ على استمرار وجودهم، فكل يوم أو شهر أو سنة جديدة تضاف إلى سجل إنجازاتهم لأنفسهم ومحاسيبهم فقط، وقد جعلوا بينهم وبين شعبهم جدارا يحجب عنهم الرؤية، فهل يظنون أنهم يمارسون جشعهم وفسادهم بعيدا عن أعين الشعب؟!، وهم مكشوفون، تظهر عوراتهم للشعب الذي بقدر مراكمتهم للمال الفاسد لشخوصهم يراكم عليهم غضبه وسخطه وينتظر فقط لحظة الانقضاض الرهيب التي تبدو أنها صارت وشيكة وشيكة.

نعم وإن طال عمر الباطل فإن الحق سينتصر يوما، وهذا الفشل الصارخ لن يطول أكثر وأتوقع غضبة شعبية عارمة تقتلع كل رؤوس الفساد وتنهي هذا العيث المشين الذي أرهق كاهل الشعب وأهلك الحرث والنسل، فليذهب الفاشلون إلى الجحيم ولتنتصر إرادة الحياة والإعمار لهذا الشعب وإن طال الانتظار، وستحرق نار الغضب حزمة الكرناف المخوخة.

الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.

د. عبيد الرقيق

باحث ومحلل سياسي ليبي

اترك تعليقاً