محاكم التفتيش تظهر من جديد في ليبيا

محاكم التفتيش تظهر من جديد في ليبيا

ذكرت صحيفة (الرقيب) التي تصدر من مدينة اجدابيا ان صحيفة (أخبار اجدابيا) تعرضت صبيحة يوم الأحد الماضي إلى عملية تخريب وتكسير من قبل مجموعة من الشباب ، وجاء هذا الاعتداء على خلفية قصيدة نشرت في العدد 698 للشاعر الراحل محمد الشلطامي فيها مس فيها الذات الإلهية حسب اعتقادهم.

ما أقدم عليه هؤلاء الشباب من اعتداء على مقر صحيفة لمجرد انها نشرت قصيدة لشاعر أمضى عمره مبشرا بالثورة وطورد وسجن وشرد لأنه وقف بوجه الجلاد شامخا صارخا ومطالبا بالحرية لكل الليبيين .. الشلطامي، رحمة الله عليه ، استخدم ما وهبه الله من ملكة الشعر من أجل هذه الحرية التي أتاحت لهذا الشباب الحق في التعبير عن رأيهم إلا أنهم أساءوا فهمها وإدراك أن حريتهم تنتهي عندما تبدأ حرية الآخرين .. لا أحد يمنعهم أن يعبروا عن وجهات نظرهم في الشاعر الذي هو رمز ـ شاءوا أم أبوا ـ من رموز النضال قال كلمة الحق في وجه السلطان الجائر عندما كان كثيرون ممن يتشدقون اليوم بشعارات الثورة والحرية يصفقون ويهتفون وينتظرون العطايا من الطاغية. ولأجل ذلك كله ذاق الأمرين في زنازين القذافي قبل ان يخرج هؤلاء الشباب المغرر بهم للدنيا.

محمد الشلطامي الشاعر الإنسان، لم يكن يوما ما حاكما ولا متسلقا أو متمسحا بأعتاب حاكم .. عاش فقيرا ومات فقيرا وظل مؤمنا بربه وبوطنه وبحق شعبه في أن يتمتع بالحرية.

من يحركون هذا الشباب ويوجهونه عكس مقاصد الثورة التي دفع الليبيون ثمنا غاليا من أجلها جماعات تريد أن تغلق أبصار وبصائر الناس وتتناغم مع جماعات شبيهة لها قطعت رأس نصب أبي العلاء المعري في سوريا واعتدت على تمثال طه حسين في مصر وهي نفسها تلك الجماعات التي صوبت كاتم الصوت على حسين مروة عام 1987 وأطلقت الرصاص على فرج فود عام 1992 ووضعت السكين على رقبة نجيب محفوظ .. وهي نفسها التي قتلت الحلاج في بغداد العباسيين والسهروردي في حلب أيام صلاح الدين .. ومسلسل هذا الرعب لا يكاد يتوقف عبر التاريخ .. غير أن الحقيقة ستبقى وستشرق الشمس ولو بعد حين.

نحن لا ندافع هنا عن الراحل محمد الشلطامي فالرجل أكبر من ، يحتاج إلى دفاعنا عنه ، ولكننا ندافع عن أنفسنا نحن وعن حق شبابنا وأجيالنا أن تعرف حقيقة رجالها.

الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.

اترك تعليقاً