نعمان بن عثمان: غرق شكري غانم جريمة نفذت باحتراف

نعمان بن عثمان

أكد نعمان بن عثمان وهو محلل ليبي بارز ومعارض للقذافي لفترة طويلة حادث غرق شكري غانم اكبر مسئول بقطاع النفط في عهد الزعيم الراحل معمر القذافي ما هو الا جريمة نفذت باحتراف . معترفا بأنه ليست لديه أدلة دامغة.

وأضاف المحلل الليبي :”إنها مافيا الطاقة العالمية. الأمر يتصل بالفساد والصفقات السرية. الناس يريدون أن يضمنوا غيابه حتى لا يتحدث”.

وذكرت تقارير اخبارية ان الراحل شكري غانم اكبر مسئول بقطاع النفط في عهد الزعيم الراحل معمر القذافي كان يعاني مشكلات في الأشهر التي سبقت العثور عليه غارقا بنهر الدانوب منذ أسبوعين.

فقد تعرض غانم قبل وفاته لموقف حرج عندما بصق ليبي في وجهه على مرأى من الناس ونعته باللص وكان يتوخى الحذر وهو يتمشى لساعات طوال في فيينا وفقد شهيته للطعام.

وذكرت وكالة “رويترز” انه ربما تحمل الإجابة عن سؤال عمن او ماذا كان شكري غانم يخشى مفتاحا للغز وفاته المفاجئة اذ انه كان واقعا تحت ضغط متزايد للكشف عما كان يعرفه بشأن صفقات مشبوهة مع مشتري نفط أجانب ضمت أفراد عائلة الزعيم الراحل الى نادي أصحاب المليارات.

وكان غانم رئيس الوزراء السابق الذي أدار صناعة النفط الليبية الى أن فر خلال الصراع الذي اندلع العام الماضي يجري مفاوضات قبل وفاته مع المعارضين السابقين لتقديم أدلة وفقا لما ذكره مصدر قريب من تلك المناقشات في طرابلس لوكالة “رويترز”.

لكن غانم شخصيا قال لرويترز في كانون الأول / ديسمبر بعد شهرين من مقتل القذافي وبعد اعتقال ابنه سيف الإسلام :”إنه يخشى العودة الى طرابلس” ، وأضاف “كانوا يجرون مقابلة مع رجل وقذفوه من النافذة”.

وأضاف اثناء جلوسه ببهو فندق وهو يضع عينا على الباب ويتفقد هواتفه المحمولة ولا يبدو عليه الكثير من السحر والمرح اللذين أكسباه الكثير من الأصدقاء “اذا كنت ناجحا فهناك دائما من يريد محاولة النيل منك”.

وقال عامر البياتي وهو كاتب عراقي وجار لغانم كان ينزل للتمشية معه في بعض الأحيان :”إن غانم كان قلقا”. وأضاف “متى كان يرى رجالا عربا كان يتوخى الحذر الشديد”.

لكن آخرين يقدمون رؤية اقل ميلودرامية مثل نيهال جونوردين وهي صديقة له مقيمة في واشنطن وترجع صداقتهما الى ايام دراستهما في جامعة تافتس إنه قبل وفاة غانم ببضعة ايام أخبر صديقا مشتركا بأنه خضع لفحوص طبية ويخشى من ان تكون النتائج سيئة.

وقالت آية ابنة غانم وهي في العشرينيات من عمرها للشرطة إن والدها شعر بتوعك بينما كانا يشاهدان التلفزيون في الليلة السابقة لوفاته.

وقال النائب العام الليبي عبد العزيز الحصادي لرويترز في الثاني من ايار / مايو:” إن لديه أمرا “بإحضار” غانم”. لكن المسئول السابق كان يعتبر شاهدا وليس مشتبها به على الأقل في الوقت الحالي ولن يسجن بالضرورة وقال الحصادي :”إن أمر الاعتقال غير سار دوليا”.

وحيث إن غانم كان يحمل جواز سفر أوروبيا فإنه لم يكن يخشى ترحيله سريعا الى دولة تفتقر الى نظام قانوني مستقر. ومن بين زبائنه في قطاع الطاقة حكومة رئيس الوزراء سيلفيو برلسكوني التي منحته الجنسية الإيطالية بمرسوم رئاسي نشر في كانون الاول / ديسمبر 2008.

ولم تتحدث الحكومة الليبية التي مازالت تسعى جاهدة لفرض النظام في دولة تتمتع فيها الميليشيات المتناحرة بنفوذ كبير عن القضية واكتفت بالتعبير عن دهشتها مشيرة في الوقت نفسه الى أن الشرطة النمساوية لم تجد أدلة على ارتكاب جريمة حتى الآن.

وتقول الشرطة وأسرة غانم إن وحدة التحقيق في جرائم القتل لم تعثر على شيء يتعارض مع وجهة نظرها بأن غانم (69 عاما) داهمته وعكة صحية ربما أزمة قلبية وهو يتمشى على ضفة النهر بالقرب من منزله بعد فجر الأحد 29 نيسان / ابريل غير أن نتائج اختبارات السموم لن تظهر بالكامل قبل عدة اسابيع.

ومنذ وفاة غانم رسمت عشرات الحوارات – مع افراد عائلته وأصدقائه وجيرانه وزملائه السابقين في طرابلس ومسؤولين كانوا يعرفونه على مدى العقود الثلاثة التي كان فيها من الشخصيات المهمة في مقر منظمة البلدان المصدرة للبترول (اوبك) بفيينا – صورة لرجل كان واقعا تحت ضغط متزايد وقلقا على سلامته.

ورآه شخص مؤخرا يحيطه حراس شخصيون على الرغم من أنه تخلى عن حماية الشرطة له بعد فراره من ليبيا الى مدينة كان يشعر فيها بأنها مثل الديار وبدأ تجارة جديدة.

وتحدث آخرون عن عزوف الجالية الليبية التي كانت تقدره ذات يوم عن التعامل معه لأنها تشعر الآن بحرية أن تنبذه بوصفه ألعوبة لنظام فاسد. وقال أصدقاء إن مواطنا ليبيا بصق في وجهه بمطار فيينا هذا العام مما كان له أثر سيء على روحه المعنوية.

وقال رجل كان يعمل مع غانم في ليبيا وظل على اتصال به :”بدا مكتئبا مؤخرا… كانت شهيته للطعام ضعيفة”. وعلى غرار أغلب أصدقاء المسئول الليبي السابق فإنه طلب عدم نشر اسمه.

كما أشار زميل سابق لغانم بقطاع النفط تناول معه القهوة الشهر الماضي الى أن غانم كان متوترا خاصة بشأن استدعاء الحكومة الليبية له ليدلي بشهادته بشأن صفقات مريبة. وقال “كان حزينا جدا لهذا الأمر… وقع تحت ضغط هائل”.

هل أصابه هذا بنوبة أدت الى سقوطه في النهر؟ ام لم يعد يتحمل الوضع بحيث فكر غانم الذي لا يجيد السباحة ليتخلص من حياته؟ ام دفعه التوتر الى الخوف من أن مصالح كبرى ربما تسكته الى الأبد بدفعة في النهر تقضي عليه.

ولم تعثر الشرطة على رسالة انتحار ويبدو الغرق صدفة غريبة للبعض. لهذا ربما لا يكون هذا غريبا في مدينة تعتبر الجريمة فيها مألوفة.

اقترح تصحيحاً

اترك تعليقاً