عندما يسود البلاء

عندما يسود البلاء

محمد علي المبروك

كاتب ومحلل سياسي ليبي.

– عندما يصرخ العشرات من اطفال ليبيا المخطوفين طلبا للنجدة ولايجدون من ينجدهم، وآخر ما اعلمه من هذه الصرخات، طفلة في المدينة القديمة بطرابلس عمرها عشرة أعوام خطفت من عدة ايام ولايعلم لها مكان الى الآن وطفلة في طرابلس عمرها تسع سنوات خطفت واستخدمت كسبية يأتونها من حيث لاتدري وعلى ماأتوا عليها ماعادت تتذكر عنوان بيتهم من الصدمة بعد انقاذها من كتيبة في ابوسليم واطفال مدينة صرمان الثلاثة* يصرخون من مكان اختطافهم المعلوم من الجميع ولم يجرؤ احد على انقاذهم بل بعض ممن اتهموا باختطاف الاطفال الثلاثة يسرحون يمرحون امام اعين الليبيين التي تطأطئ من خيبة الحياة.

– عندما تحتل المنطقة الوسطى من ليبيا باجانب متوحشين تحت مسمى الدولة غير الاسلامية وتصبح قطعة من ارض ليبيا تحت سيادة الاجانب ويستعبد اهل المنطقة الوسطى استعبادا بهؤلاء الاجانب.

– عندما تتحول مساكن الاسر الليبية الى مساكن للأحزان وسجونا يعتكفون فيها من غروب الشمس حفظا وحماية لانفسهم ممايجري من جرائم في احياء وشوارع ليبيا.

– عندما تتقسم ليبيا الى شرق وغرب وكل طائفة حاكمة من الطائفتين راضية مرضية بقسمتها على غضب الشعب الليبي على وطنه  الذي قسم الى شرق وغرب وكل خطوات المؤتمر الوطني ومجلس النواب وحكومتيهما ولجنة الدستور هى خطوات لتقسيم ليبيا دون مبالاة او اكتراث لوحدة الوطن.

– عندما يحاط ابناء الشعب الليبي بأتعس معيشة كونية من صورها ان بعضهم يلجأ الى القمامة ليفرز منها طعاما يطعم به أسرته وان بعضهم يموت كمدا من بعد ان كان عزيزا بماله فأصبح ذليلا يكاد يتسول وان بعضهم يقيم في أكواخ لشركات كان يقيم فيها عمال المهن الدنيا وان بعضهم يقيم في مساكن يقيم فيها عمال افارقة وان بعضهم يشغل بناته اللاتي كن عزيزات خادمات لصاحب المنزل المهجر اليه حتى يخفض له ايجار المنزل. وان بعضهم  ماتت زوجته وبعضهم ماتت امه امام كثبان قفلت بها الطرقات الرئيسية تعنتا وهو يعدو بسيارته لإسعاف امه او زوجته.

– عندما يصبح جنوب ليبيا الحبيب على إطلاقه يسبأ ننتظر فراقه وقد اجتاحه الطامعون واقتطع محطات تحت سيادات دولا اخرى.

– عندما تصبح مقرات الدولة مكانا لأكبر الجرائم الاخلاقية  تختطف فيها الاطفال كما خطف اطفال مدينة صرمان الثلاثة ووضعوا في مساكن مصفاة الزاوية التى هى تابعة للمؤسسة الوطنية للنفط ومكانا للجرائم الوطنية حيث يُستقبل فيها افراد تنظيم الدولة غير الاسلامية الاجانب كما يُستقبلون في معسكرات صبراتة وطرابلس.

– عندما تكون (عندما) ظرفا للبلاء في ليبيا لاينتهي نطقها ولاتتوقف كتابتها لفترة طويلة لاحصر ولا احصاء لمابعدها من بلاء من سيادته وزحمته وكثرته.

مع كل عندما من (عندمات) البلايا هذه وغيرها من (عندمات) البلايا هناك مؤتمر وطني وحكومته وهناك مجلس نواب وحكومته وهناك لجنة دستور وهناك رئاسة اركان للمؤتمر الوطني ورئاسة اركان لمجلس النواب ووزارتي داخلية ولا نتاج لهم الا الخمول والذبول ولا يجتمعون الا لتخصيص الاموال والمزايا لانفسهم اونهب واختلاس الاموال ولايهرعون ولايسعون عشقا وولها وولعا الا للسفر والإقامة في فنادق طرابلس وتونس ومصر وتركيا وإيطاليا وفرنسا وبريطانيا وامريكا وحتى كمبوديا حيث السياحة الجنسية ولايعملون الا على تحصين انفسهم من هذه البلايا وتعريض الشعب الليبي لهذه البلايا ومن ذلك يلطمني خيالا ان من يحكم ليبيا هو الشيطان بعينه وان هؤلاء الحكام التشريعيين والتنفيذيين ماهم الا صور يحركها الشيطان حتى يخيل إلينا انهم يحكمون ليبيا فلايحكم ولايتشبث حاكما في بلاد فيها كل هذه البلايا والرزايا دون ان يجاهد في رفع هذه البلايا والرزايا الا الشيطان وعبدته ويلطمني احيانا خاطرا ان مايحدث في ليبيا هو اشبه بعملية اغتصاب مجرم لفتاة محصنة فلايهمه منها الا المتعة وهى تصرخ وتتألم وتبكي بمرارة، وحكام ليبيا ماعلمت لهم هم في ليبيا الا المتعة بتخصيص المال والاقامات الفاخرة والسفر والمزايا من المال العام وليبيا تصرخ تتألم تبكي بمرارة كحال الفتاة المغتصبة ويلطمني تفكيرا في عقلي انهم لايستحون ولايخجلون فمن يستحي اويخجل لايتعايش حاكما مع بلايا وطنه دون ان يجهادها لرفعها او يقيل نفسه بنفسه والحاكم الذي يتعايش مع البلايا متفرجا مشاهدا هو حاكم ميت أولى به الدفن لا حكم البلدان، حاكم مثل هؤلاء لن ينفع معه حوار او نصيحة اوموعظة فمن لم توقظه هذه البلايا التى يعيش في أكبادها الشعب الليبي فلن يوقظه حوار اونصيحة او موعظة، حاكم مثل هؤلاء لاتحاوروه  ولاتنصحوه ولاتعظوه ولاتكلموه بل بأرجلكم اركلوه ومن على كرسيه ألقوه وفي الوحل الذي فيه أوحلكم مرغوه حتى يكون عبرة لمن بعده ذلك ماينبغي ان يحدث لمثل هؤلاء الذين بددوا الشعب الليبي تبديدا وقددوا ليبيا الوطن تقديدا وحسبنا الله من ذلك.

* وانا انهي كتابة هذا المقال طالعتني الاخبار ان مبعوث الامم المتحدة الى ليبيا يطالب في بيان له بإطلاق سراح الاطفال المخطوفين في مدينة صرمان في حين لم يطالب بإطلاق سراحهم لا المؤتمر الوطني ولامجلس النواب ولا إحدى الحكومتين ولا شيوخ دار الافتاء في ليبيا في حين ليس جديرا بهم المطالبة فقط بل التحرك لإنقاذ الاطفال فلا هم تحركوا ولا هم حتى طالبوا كما طالب المبعوث الاممي  لكم الله يااطفال ليبيا والسؤال هنا من هو الذي يراعي الله تعالى او يراعي الشعب الليبي  مبعوث الامم المتحدة الأجنبي الذي يستشعر معاناة الاطفال ام حكام ليبيا واتباعهم الذين لايبالون ولايكترثون لمعاناة اطفال ليبيا؟.. لكم الإجابة. 

الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.

محمد علي المبروك

كاتب ومحلل سياسي ليبي.

اترك تعليقاً