مصر, سؤال يحتاج إلى إجابة

مصر, سؤال يحتاج إلى إجابة

وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم . ما يحدث في مصر الآن له أوجه كثيرة كنا نتمنى أن لا تحدث , ولكن له فائدة عظيمة , فائدة يجب أن ينتبه لها الثوار العرب في كل الوطن العربي.

التخلص من النظام الفاسد لا يكون أبدا بالتخلص من رأس أو رؤوس النظام , بل بالتخلص من الصف الثاني والثالث , ومن القواعد المختفية له.

اتضح لكل محلل عاقل أن من كان يحكم مصر حقيقة هو المجلس العسكري , وليس الواجهة الظاهرة وهو حسني مبارك وبعض المنتفعين الذين يحاكمون الآن , بل كان المجلس العسكري , وعندما عرف المجلس العسكري أن ورقة مبارك قد احترقت قام بإزاحتها , وتصدر هو مباشرة للموقف , مستغلا حب الشعب المصري للجيش المصري , وهذا يفسر سر تفويض حسني مبارك للمجلس العسكري مخالفا الدستور , إذ انه كان يجب تفويض رئيس المحكمة الدستورية العليا لعدم وجود مجلس شعب . وهذه النقطة تكلمت عنها كثيرا.

الآن أصبح الصراع واضحا مكشوفا, وظهر حقيقة من هم أطراف الصراع .

الشعب مقابل المجلس العسكري , وكل محاولة لصرف الأنظار وتغيير وجهة الصراع إلى صراع بين المجلس العسكري والإخوان المسلمون , أو بين المجلس العسكري والحركة الإسلامية , هي محاولة لذر الرماد في العيون.

هو صراع بين عسكرة الدولة أو مدنيتها,

أو إن تكون السلطة المدنية لا علاقة لها بالجيش , أن تحكم البلد سلطتان , سلطة العسكر وسلطة مدنية , وفي نفس الوقت لا علاقة للسلطة المدنية بالعسكر . بينما تتدخل السلطة العسكرية في الشئون المدنية.

نختلف مع بعض أحزاب أو منظمات المجتمع المدني ولكن الخلاف هو تكتيكي , ولكن الخلاف بين مدنية الدولة أو عسكرتها هو خلاف استراتيجي.

بالطبع قوة الوطن العسكرية مهمة جدا , ولكن أن تكون هذه القوة العسكرية أو ما نسميه قوة الحديد والنار هي المسيطر الحقيقي على الدولة , فهنا نقع في الفساد,

قوة روسيا وأمريكا وبريطانيا وفرنسا العسكرية هي تحت ألإدارة المدنية , ولم تكن أبدا للقوة العسكرية السيطرة في أي وقت إلا حل الفساد والخراب.

يجب أن نفهم الدرس.

قد يخرج أشخاص يسبون في الإخوان المسلمين , وسأكون معهم , وقد يخرج آخرون يسبون السلفيين , وسأكون معهم , وقد يخرج آخرون يسبون الليبراليون , وأنا معهم,

ولكن هذا ليس وقت تصفية حسابات . بل هو وقت لإنقاذ الشعب من سلطة قيادة عسكرية تملك الحديد والنار , وأي تصفية حسابات سيكون وقتها فيما بعد.

لنؤجل الخلافات بين القوى المدنية المختلفة حتى تنتهي اكبر أزمة تحيق بمصر العرب , وتتخلص من سلطة العسكر , ومن سيطرة الفساد , وبعد ذلك سيكون هنالك وقت لتصفية الحسابات.

وأتذكر المثل الصيني الذي يقول , “لا تجعل إصبعك أكبر من القمر” , بمعنى لا تضع إصبعك أمام عينك لتراه اكبر من القمر , بل يجب أن ترى الأشياء بأهميتها , وبحجمها الحقيقي,

هل نحن مع سلطة مدنية للدولة , أم مع سلطة عسكرية ؟ هذا هو السؤال الذي يحتاج إلى إجابة الآن.

وعلى طريق الحرية والكرامة نلتقي

الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.

اترك تعليقاً