معركة الحسم في دمشق تقترب وغارات على محيط المطار

اقتربت ساعة الحسم في دمشق وفق أوساط المعارضة والثوار الذين يقولون إن المعركة المقبلة في العاصمة ستكون مختلفة عن سابقتها، وأن الثوار تعلموا من أخطائهم في المرة السابقة، وهم اختاروا البدء من خارج العاصمة، وتحديداً من منطقة مطار دمشق الدولي لما له من أهمية استراتيجية عسكرياً، وأهمية في حرب المعنويات التي تكسبها المعارضة يومياً، مع تمدد سيطرتها على الأرض وتراجع قوات النظام التي لم يعد بإمكانها القيام بعمليات هجومية، كما أن استيلاء الثوار على صواريخ “اس أ 16 غيمليت” أرض – جو الروسية الصنع، مكنهم من التخفيف من قدرة الطيران الحربي التابع للنظام من استهدافهم.

وتعرضت أمس مناطق في ريف دمشق بعضها قريب من طريق المطار لغارات جوية وقصف مدفعيعنيف في محاولة للحيلولة دون سيطرة الثوار على مطار دمشق بعدما أصبحوا على بعد لا يتجاوز كيلومترين منه.

وقال “المرصد السوري لحقوق الإنسان” “تعرضت منطقة البساتين الواقعة بين حي كفرسوسة في (غرب) مدينة دمشق ومدينة داريا في ريف العاصمة للقصف من الطائرات الحوامة والحربية، رافقها اشتباكات بين مقاتلين من الكتائب المقاتلة والقوات النظامية في محاولة للسيطرة على المنطقة”، وذلك بعد تعرضها صباح اليوم (أمس) للقصف من القوات النظامية”.

وأشار المرصد الى أن المناطق المحيطة ببلدات ببيلا ويلدا وعقربا وبيت سحم القريبة من طريق مطار دمشق الدولي، تتعرض أيضاً لقصف من الطائرات الحربية “ترافق مع اشتباكات استمرت لنحو نصف ساعة في المنطقة”.

ويتعرض ريف دمشق منذ فترة لعمليات عسكرية متصاعدة، لا سيما منذ الخميس الماضي مع تفجر معارك بين الثوار وقوات الأسد أدت الى إغلاق طريق المطار.

كذلك، أفاد المرصد عن قصف تتعرض له الأحياء الجنوبية للعاصمة السورية في محافظة حلب، وقال إن 14 مقاتلاً معارضاً قتلوا بعد منتصف ليل الجمعة – السبت في اشتباكات مع مسلحين موالين للنظام في بلدة خناصر الواقعة في جنوب شرق مدينة حلب.

وفي المدينة التي تشهد معارك يومية منذ أكثر من أربعة أشهر، دارت “اشتباكات في محيط مدرسة المشاة بين قوات النظام ومقاتلين من كتائب عدة تابعة للثوار” يحاولون اقتحامها بعد حصار مستمر منذ أيام، بحسب المرصد.

كذلك، تعرضت أحياء بستان القصر والسكري في جنوب المدينة والحيدرية، جنوب شرق، للقصف، بحسب المرصد. وفي محافظة حمص دارت اشتباكات عنيفة في محيط مدينة القصير بين المقاتلين المعارضين والقوات النظامية التي تقوم أيضاً بقصف المدينة، بحسب المرصد.

ومع توجه الثوار للحسم في دمشق، كان ائتلاف المعارضة السوري الجديد يقترب من اختيار رئيس وزراء لقيادة حكومة انتقالية بعد محادثات استمرت ثلاثة أيام في القاهرة.

وقال مندوبون إن رئيس الوزراء السوري السابق رياض حجاب الذي انشق في آب الماضي، هو أقوى مرشح لهذا المنصب.

وقال مطلعون في الائتلاف إن من المرجح أن يتم اختيار حجاب الذي يؤيده الأردن ودول الخليج قبل أو أثناء تجمع في منتصف كانون الأول الجاري لمؤتمر أصدقاء سوريا. وقال عضو الائتلاف منذر باخوس إنه يعتقد أن حجاب لديه أفضل الفرص وأنه قام بمخاطرة كبيرة للانشقاق ومنذ ذلك الوقت أعطى انطباعاً بأنه خيار متوازن وهادئ. وباخوس معارض مخضرم اضطر للهروب من سوريا في السبعينات في الوقت الذي أدى فيه قمع دامٍ قام به الرئيس الراحل حافظ الأسد والد بشار الى قتل آلافاً كثيرين في نهاية الأمر.

وفي مؤتمر صحافي عقب اختتام الاجتماعات، قال ائتلاف المعارضة السورية إنه قد يسمح بنشر قوة دولية لحفظ السلام في سوريا بعد سقوط بشار الأسد وإذا تخلى حلفاؤه عن السلطة.

ورداً على سؤال بشأن تصريحات الوسيط الدولي الاخضر الابراهيمي بأن أي وقف لإطلاق النار لا يمكن أن يصمد إلا إذا أشرفت عليه بعثة لحفظ السلام، قال المتحدث باسم الائتلاف وليد البني إن المعارضة قد تقبل نشر مثل هذه القوة إذا تخلى الأسد عن السلطة أولاً.

وقال البني إن الائتلاف مستعد للنظر في أي اقتراح إذا رحل الأسد وحلفاؤه بمن فيهم كبار الضباط في الجيش وأجهزة الأمن. وأضاف أنه إذا تحقق هذا الشرط أولاً فإن الائتلاف يمكن أن يبدأ في مناقشة أي شيء، مشيراً إلى أنه لن تكون هناك أي عملية سياسية حتى ترحل الأسرة الحاكمة وأولئك الذي يعاونون النظام.

وقال إنه يجب على كل من يطرح خطة سياسية أن يعلم أنه بعد مقتل 50 ألف شخص وإصابة 200 ألف آخرين ونزوح خمسة ملايين عن ديارهم لن يقبل السوريون ببقاء من قمعوهم وقتلوهم طوال الأعوام الخمسين الماضية في أماكنهم.

في سياق آخر، قالت متحدثة باسم حلف شمال الأطلسي أمس إن من المتوقع أن يستغرق الأمر أسابيع عدة لنشر صواريخ باتريوت للدفاع عن تركيا ضد اتساع دائرة الحرب في سوريا.

وكانت تركيا طلبت رسمياً من حلف الأطلسي في وقت سابق هذا الشهر نشر الصواريخ بعد أسابيع من المحادثات مع شركائها في الحلف بشأن كيفية تعزيز الأمن على حدودها مع سوريا الممتدة لمسافة 900 كيلومتر.

ويزور وفد من خبراء الحلف تركيا لدراسة المواقع المناسبة لنشر الصواريخ. وإذا نُشر هذا النظام الدفاعي فسوف يكون تحت سيطرة القيادة العليا للحلف.

اقترح تصحيحاً

اترك تعليقاً