مقاصد الحج عظيمة “افْعَـــلْ وَلاَ حَـــــرَجَ”

مقاصد الحج عظيمة “افْعَـــلْ وَلاَ حَـــــرَجَ”

د. علي الصلابي

مؤرخ وفقيه ومفكر سياسي ليبي

من مقاصد الحج العظيمة أن يتربى الناس على ترك الترفّه والتوسع في المباحات؛ ولذا يتخفف الحاج من ثيابه، إلا ثياب النسك؛ إزار ورداء مجردان، ليس فيهما زينة ولا تكلُّفٌ.

وهو تذكير بالفقر المطلق للعبد، وخروجه من الدنيا كما دخلها أول مرة، بما يدعو إلى الاستعداد للقاء الله.

ومن هذا الباب- والله أعلم- جاء النهي عن التطيب، والأمر بترك الأظفار والشعر، وتجنب الوصال الجسدي مع المرأة بالجماع، وترك دواعيه وأسبابه من عقد النكاح فما بعده..

ومع هذا جَعَلَ اللهُ في الحج سَعة لا توجد في غيره من العبادات، ومن هذا ما رواه البخاري ومسلم، من حديث عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما، أن رسول الله ﷺ وقف فى حجة الوداع بمنًى للناس يسألونه، فجاءه رجل، فقال: لم أَشْعُر، فحلقتُ قبل أن أذبح؟ فقال: «اذبح ولا حرج». فجاء آخر فقال: لم أشعر، فنحرت قبل أن أرمي؟ قال: «ارمِ ولا حرج». فما سُئِلَ النبي ﷺ عن شيء قُدِّم ولا أُخِّر إلا قال: «افعل ولا حرج».

وهكذا يحسن أن يكون شعار المفتي فيما لا نص فيه، أو في جنس ما أفتى به النبي ﷺ : «افعل ولا حرج».

والسنة المحمدية تجمع التيسيرات التي تفرقت في كتب الفقه، فإن من العلماء من يأخذ بهذه الرخصة ولا يأخذ بالأخرى، ومنهم من يأخذ بغيرها ويدع هذه، بينما السنة وَسِعَتْ ذلك كله.

فمن قَدَّم أو أَخَّر في أعمال يوم النحر فلا حرج عليه.

وهذا لا يوجد في غير الحج، فلو قَدَّم السجود على الركوع، أو القعود على القيام في الصلاة لما صحت صلاته إجماعًا.

وهكذا ما يتعلق بالنية، وهي من أعظم شروط العبادة، فالحاج ينويه فريضة فينقلب إلى نافلة، كمن قال: سأحج هذا العام نفلًا للتدريب، وأجعل فرضي عامًا آخر، فيقع حجه فرضًا، ولا عبرة بنيته.

ومثله لو حج حجًّا لم يرق له وفرَّط وضيَّع، وقال: أجعله نافلة، وأجعل حجي هذا العام فريضة. فسيكون ما نواه نفلًا هو الفريضة، وما نواه فرضًا هو النافلة، خلافًا لقصده.

وقد ينوي الحج عن غيره فيقع عنه هو، كمَن نواه عن فلان وهو لم يؤدِّ الفريضة، وفي حديث ابن عباس رضي الله عنهما، أن النبيَّ ﷺ سمع رجلًا يقول: لبيك عن شُبْرمة. قال: «مَن شُبْرمة؟». قال: أخ لي، أو قريب لي. قال: «حججتَ عن نفسك؟». قال: لا. قال: «حُجَّ عن نفسك، ثم حُجَّ عن شُبْرمة».

وفي مسألة الحج عن الغير قبل النفس خلاف مشهور.

وقد يُحْرِم بنُسُك مبهم غير معين، كما أحرم عليٌّ رضي الله عنه ، فيما رواه البخاري ومسلم عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قدم عليٌّ رضي الله عنه على النبي ﷺ من اليمن، فقال: «بم أهللت؟». قال: بما أهل به النبي ﷺ فقال: «لولا أن معي الهدي لأحللت».

 

———————————————————————————————-

من كتاب “افعل ولا حرج”  للدكتور الشيخ “سلمان عبدالله العودة”

الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.

د. علي الصلابي

مؤرخ وفقيه ومفكر سياسي ليبي

التعليقات: 2

  • موسي

    مقاصد الحج هي ان يلتقي المسلم بالمسلم فتختفي العنصرية ويندمج الناس وتتبادل الحضارات والاحرام مغزاه ان يلتقي هولاء الناس علي نفس المستوي لافرق بين غني وفقير (اي مؤتمر عالمي للمسلمين)

  • عرباوى

    طقوس الحج والطواف حول الكعبة هي عادات وثنيه قديمة كانت موجودة في شبه الجزيرة العربية قبل ولادت محمد ابن عبد الله… وذكر التاريخ الإسلامي بان كانت هناك أكثر من ثلاثة وعشرين كعبه في شبه الجزيرة العربية قبل ضهور الإسلام…فمثلا كانت هناك كعبة في الطائف واخري في اليمن كانت قبائل الجاهلية العربية تنصب اصنامهم فيها وتحج اليها لطلب الاستقامة والمساعدة والغفران…ولكن بما ان كل الشعاب كانت تودى الى مكة…اختفت الكعبات الأخرى تدرجيا…واصبحت كعبة مكة هي الكعبة التي تحج اليها القبائل العربية أيام الجاهلية…ويقول التاريخ بان كان هناك اكثر من ثلاثة مئة وستين صنما منصوبا حول الكعبة في مكة…. وبالنسبة الى طقوس الحج فهي وكما ينقل علماء المسلمين انفسهم كانت تمارس قبل الاسلام بكثير ومنها الطواف والسعي بين الصفا والمروة ورمي الجمرات وعلى رأس تلك الطقوس طقس القرابين اي طقس الاضاحي كما يسموه المسلمون… حتى ان الايام الثلاث الاول التي تلي يوم ذبح القرابين كانت تسمى ايام التشريق وسبب هذه التسمية يعود الى تشريق اللحوم وتجفيفها كوسيلة لحفظها في المناطق ذات الطقس الحار…ولا ننسى الحجر النيزكي المكسر المسمى بالحجر الأسود… اذ اكتسب هذا الحجر اهمية خاصة قبل الاسلام وجاء الاسلام وزاد في اهمية ذلك الحجر الى مرحلة التقديس الأعظم… وهو بالنهاية عبارة عن صخرة نيزكية مكسرة الى عدة قطع… ابقى عليها محمد بل وزاد في قدسيته الى درجة خالية… اذ افضل ما يجدر على المسلم فعله هو تقبل ذلك الحجر… فاذا لم يستطع فيمسح عليه…وعليه طقوس الحج عند المسلمين في وجه نظري…هي تقوس وثنيه… فالصلاة حول مبنى مكعب من الحجر (مكة)…والطوفان بين صخرتين من الحجر (الصفا والمروة)…ورمي الحجر بالحجر( رمى الجمرات) والوقوف على حجر( وقفة عرفة) وتقبيل الحجر (الحجر الأسود) وذبح القرابين الى الحجر…كلها أشياء تجعل الانسان العاقل يسئل نفسه…هل يوجد ديانة وثنيه اكثر من ذلك؟!.. والمضحك والمبكى فى نفس الوقت يكتب هذا الدجال ويقول لكم ” أفعل ولا حرج” …ويا أمة ضحكت من جهلها الأمم!
    • قال الفيلسوف العربي أبو العلاء المعرى:
    • عاشوا، كما عاشَ آباءٌ لهم سَلَفوا، • وأورثُوا الدّينَ تقليداً، كما وَجَدُوا
    • فما يُراعونَ ما قالوا، وما سمعوا؛ • ولا يُبالونَ، من غيٍّ، لمن سجدوا

التعليقات مغلقة.

التعليقات لا تعبر عن رأي موقع عين ليبيا، إنما تعبر عن رأي أصحابها.

اترك تعليقاً