من سينجح في الاستيلاء علي الحكومة القادمة في ليبيا…. ليبراليون او اسلاميون

من سينجح في الاستيلاء علي الحكومة القادمة في ليبيا…. ليبراليون او اسلاميون

د. ناجي بركات

وزير الصحة السابق بحكومة المجلس الوطني الانتقالي.

بسم الله الرحمن الرحيم

يقول الله تعالى” لأكراه في الدين”

كترة التوقعات والتحليلات لمن سيفوز برئاسة الوزراء بليبيا. الصراع قوى بين القوى الوطنية والاسلاميين وكما في كل الانتخابات ، المعطيات تتغير كل يوم ولكن الجميع  يرشح القوى الوطنية ولكن هذه اراء الشارع والذي رشح لهم وبأغلبية. القرار النهائي سيكون لأعضاء المؤتمر الوطني. هي امانة اعطيت لهم من قبل الشعب الليبي وعليهم اختيار الافضل والأكفاء والانسب لهذه المرحلة. بالنسبة للكيانات او الاحزاب، نقول هذه المرحلة ليست للأحزاب وهذه مرحلة انتقالية والذي يريدها احزاب يبدا في العمل للمرحلة القادمة. اذا لم يتقرر بعد ما هو نوع الحكم في ليبيا.. رئاسي او برلماني.

كل المرشحين لرئاسة الوزراء لديهم حسنات وعيوب ولكن من يجب اختياره يجب ان يكون لديه خبرة سياسية وقياديه وشجاعة في اتخاد قرارات مصيريه من اجل امن واستقرار ليبيا. هذا هو الشخص المناسب لهذه الفترة. نحن لا نريد عالم بأن يكون رئيس وزراء، لأن مكانه في الجامعة او وزارة البحث العلمي .لا نريد انسان متكبر على الناس ورافع خشمه و تواصله مع الناس وحكومته شبه معدومة. لا نريد انسان يحب الظهور بأنه رجل الشارع وقريب من الناس وهو يفقد الخبرة السياسية والاقتصادية والقيادية ويقودونه مجموعه. لا نريد فيلسوف، حيث فلسفته السياسية ستسبب مشاكل وهو سينفرد بصنع القرار كمل يفعل الفلاسفة بتشبثهم برأيهم. لا نريد انسان مهني يتملق للفكر ولديه مشاكل ربما تكون مخجلة له اذا تولى الحكومة. لا نريد انسان خبرته في الحياة بسيطة جدا وكل ما سيقدمه هو انتاج بسيط وصفر من الخبرة السياسية والقيادية واحسن مكان له هو عمله والذى هو جيد فيه ويمكن ان يدرب شباب ليبيا للنهوض بليبيا. لا نريد انسان يقول بأنه هو من سيحل كل المشاكل دون ان تكون له رؤية واولويات اثناء توليه رئاسة الحكومة. واخيرا لا نريد انسان منبوذ اجتماعيا ويدعى بأنه هو الانسب لهذه المرحلة. كل هذه الصفات لا نريدها ولكن نريد من هو وطني ويحب ليبيا وسيكون في خدمة الليبيين والليبيات ويضع حجر الاساس لبناء ليبيا هو وفريقه

لا نريد من هو يقاد بمجموعات  تتستر وراء أيدولوجيات لكسب تعاطف اعضاء المؤتمر الوطني وطرح افكار لأبعاد بعض الشخصيات. هذه الافكار مثل “قانون العزل السياسي والجنسية والزواج من اجنبية او اعطاء صلاحيات كبيرة لرئيس المؤتمر الوطني” هذا مفصل على ناس معينين وليس فيه أي نوع من الحكمة وخاصة الجنسية والزواج من اجانب. صحيح من يداه ملطختين بدماء واموال الشعب الليبي ، يجب محاسبته نهيك  عدم ترشيحه لرئاسة الحكومة او أي منصب في الدولة الليبية الجديدة. من ساند النظام لقمع ثورة 17 فبراير، هذا يحًرم عليه تقلد أي منصب سيادي بالدولة وابعاده عن السياسة . من تثبت عليه انه لص وسارق المال العام، هذا اشر الناس واخرهم من يحمل فكر المقبور، لا مكان لهم هؤلاء. بالنسبة للجنسية، يوجد اكثر من 500,000 ليبي وليبية خارج الوطن. كثير منهم مهنين واصحاب مهنة وحرفة ورؤوس اموال. اولادهم وبناتهم عاشوا خارج ليبيا وهم الان في احسن الاماكن من ناحية المدارس او الوظائف. اذا بدأنا نقول بأن من لديه جنسية اخرى ، لا يجوز له ان يتقلد مناصب في الدولة، سنخسر كثيرا من هؤلاء. صحيح الوظائف السيادية مثل رئيس الوزراء او رئيس الحكومة، يجب ان لا يحمل أي جنسية اخرى ماعدا الليبية. أنا متأكد بأن هنالك غلط كثير في هذا ويعتبر تميز عنصري حسب قوانين حقوق الأنسان. لا نتسرع بخصوص هذا ونترك الامر للمشرعين والدستور الليبي الجديد. اذا اقره الشعب الليبي أنا متأكد سيكون منصف ولكن ليس للجميع.

نتمنى ان يكون من يأتي الى رئاسة الحكومة تكون ليبيا هي اول اولوياته. انا لا اشكك في كلام أي احد بخصوص هذا الموضوع واريد ان اقول راي وبصراحة في الثلاث الاوفر حظا وعندهم قبول لدى الراي العام ولدي اعضاء المؤتمر الوطني العام.  د محمود جبريل والذى اخدته العزة في المدة الاخيرة اوفر حظا لدي عامة الناس ولكن مازال الكثير من اعضاء المؤتمر الوطني غير مقتنعين به. لديه رؤية وخبرة في القيادة. خبرته السياسية هي الأقوى امام الاخرين وخبرته في قيادة وحل الازمات هي اكبر ما يملك. انظم للثورة مند البداية وكان الشخص الثاني من دخل ليبيا بعد علي الترهوني والثالث علي العيساوي والرابع ناجي بركات. لديه مشكلة التواصل مع الوزراء وعامة الناس والمسؤولين والبعض يري هذا بأنه غطرسه ورافع خشمه. لكن احسن من سيأخذ قرارات شجاعة لحل مشاكل الامن والمليشيات. لديه قبول كبير جدا لدي جميع الدول ماعدا ؟؟؟

السيد عوض البرعصي انضم لفريق المكتب التنفيذي في نهاية شهر يونيو 2011. انسان طيب وقادر اداريا لتسير أي وزارة ولكن قيادة حكومة او دولة فهو لا يصلح لهذا. فهو سياسيا قليل الخبرة وقياديا ضعيف ولن يستطيع اخد قرارات شجاعة لحل مشكلة الامن والمليشيات في ليبيا. لا يصلح ان يكون رئيس في هذا الوقت والاخوان راهنوا عليه حتى تكون اصواته في الجولة الثانية لبوشاقور.

بالنسبة الى  د مصطفى ابوشاقور، انسان عالم وسيرته الذاتية ممتازة بالنسبة لأحد يريد ان يكون رئيس مركز ابحاث او وزارة البحث العلمي. لم اسمع بأن عالم انتخب يوما رئيس وزراء. خبرته السياسية محدودة جدا واكثر وقت احتك فيه بالسياسيين هو الفترة الماضية ومع حكومة الكيب. سيكون صعب عليه صنع قرارات شجاعة لحل ازمة الامن والمليشيات. لديه خبرة في قيادة الفرق ويستمع للناس وليس متعال على الناس. خارجيا غير معروف ماعدا في مجاله العلمي. قضي معظم حياته بأمريكا وبعيد جدا عن المجتمع الليبي. ليس لديه أي جهوية وهو لا يعرف الجبل الغربي وهو من منطقة سيدي موسي وقليل من يعرفه قبل ان يكون نائب رئيس الوزراء في حكومة الكيب. هو الرجل الثاني في الدولة الأن ولكن يأتي متأخر في صنع القرارات وليس لديه أي تأثير يدكر في حكومة الكيب وهو احد الاسباب والتي تقلل من حظوظه. كانت لديه فرصة كبيرة ولكن تأخر في اظهار شخصيته وقوته لليبيين خلال المرحلة الانتقالية. لأعرف مثل دخل الي ليبيا ولكن تقريبا في نهاية يونيو مع الكيب وعاشور الشامس ونعيم الغرياني اذا ذاكرتي لم تخونني عندما قابلتهم فب فندق الفضيل ببنغازي.

الدعم الخارجي مهم لأى مرشح والجميع يريدون شخص ليس قوي الشخصية وخبرته السياسية بسيطة واجتماعيا مقبول من الناس. لكي يفعلون ما يريدون وينهبون كل ما يستطيعون لهم والى شركاتهم. يخافون السياسي القوي والشجاع في اخد القرارات ومن هو وطني ويحب وطنه وشعبه.  والان الاخوان مستريحين لأن امريكا والغرب اللعين راضين عليهم ومتأثرين بتونس ومصر ويطمحون للخلافة السادسة في شمال افريقيا. القوى الوطنية سهل التعامل معها ولكن صعب فرض السيطرة عليها بعكس  الأخرين، فأمريكا والغرب سيتعامل معهم وستكون الشراكة اقوى لأنهم يعرفون كيف يروضون امريكا والغرب.  نصيب الجماعات الاسلامية قليل لأن القاعدة الشعبية لا تريدهم واذا اخدوا الحكومة ،يعتبر تطاول على ارادة الاغلبية وهذا مهم بالنسبة لا عضاء المؤتمر الوطني وربما سيكون نهاية المجموعات اذا فشلوا في تحقيق طموحات الشعب الليبي. من يأتي الى الحكومة وليس لديه الاغلبية سيحرق نفسه في أي انتخابات قادمه وهذا ما سيحصل لو نجح الاسلاميون في اخد الحكومة. اذا اخدتها القوة الوطنية، فهذه فرصة لتحقيق طموحات الشعب وايصاله الى بر الامان وتحقيق رغبات الشعب لأنه صوت لهم. هنا تكون الديموقراطية الحقيقة قد تحققت.

اذا نجح الاسلاميون سيكون الاقصاء للكفاءات الوطنية كثيرا وخاصة من يصنفونهم بالليبراليين. لكن اذا نجحوا في استرجاع الامن والاستقرار وارساء العدالة وهيبة الدولة شيء جميل ولكن هذا لن يحدث وكل ما يريدونه هو الوصول للكراسي وتثبيت اكبر عدد ممكن من  ممن يساندونهم ويضعونهم في كل مكان حساس . كذلك لن يحلوا الكتائب ولن يكون هنالك جيش ليبي لأنهم يخافون من الجيش حيث الجيش المنظم والحديث لا يعترف بهم. سندخل في فوضي اخرى ومن الممكن ليبيا تدخل في  دوامة العراق ولبنان. الذي لديه السلاح سيفرض نفسه بالقوة ويصبح مجرم لتحقيق رغابته وخاصة اذا تكونت عصابات من هذه المليشيات والتي فعلا ستتحول الي عصابات للنهب والقتل وفرض السيطرة. لن يستطيعوا اخد قرارات شجاعة لحل هذه الكتائب وعمل جيش ليبي منظم او شرطة منظمه؟ سيبقون على اللجنة الامنية العليا والتي هي اخطر من المليشيات وهى دراعهم القوى ولديها الشرعية رغم انها مؤقته. ان لست متشأم ولكن خائف  من ان  ليبيا ستنزلق الى منزلق الفوضى وان شاء الله لن يكون اذا حكُم العقل والمنطق ووضعت تضحيات ثوار ليبيا نصب اعين كل من يجري لكسب كرسي او لغرض فرض ايدولوجيات معينه او فرض انفسهم علي الناس.

احسن طريق واقصره هو عمل ائتلاف بين القوى الوطنية والاسلاميون لتشكيل حكومة تتمثل فيها جميع المجموعات وتكون لها اولويات ويتفق عليها الجميع. اول هذه الاولويات هو تفعيل الجيش والشرطة والقضاء علي كل ظواهر الميلشيات. كذلك تأمين حدود ليبيا وتأمين نقاط العبور الي ليبيا، حيث الآن المخابرات الاجنبية تجند في الليبيين وغير الليبيين لخدمة مصالحهم الشخصية. اذا توحدت الجهود، وشكات حكومة ائتلاف، فأنه حتما ستبدأ مرحلة التغير الى الافضل في ليبيا. الشعب الليبي جاهز هذه الايام لمساندة الحكومة القادمة اذا كان هنالك توافق. اذا انتصرت مجموعه معينة، فأنه حتما ستقصي المجموعات الأخرى ونخسر كفاءات ربما سيكون لها دور سياسي في ليبيا المستقبل. أنا متأكد بأن هذا التوافق موجود والاتصالات قوية بين هذه المجموعات للوصول الى حكومة وفاق وطنية من اجل ليبيا ومن اجل المواطن والشعب الليبي.

الله المستعان

الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.

د. ناجي بركات

وزير الصحة السابق بحكومة المجلس الوطني الانتقالي.

اترك تعليقاً