من لا يقف معنا اليوم فهو ليس منا…… كلنا ليبيا

من لا يقف معنا اليوم فهو ليس منا…… كلنا ليبيا

د. ناجي بركات

وزير الصحة السابق بحكومة المجلس الوطني الانتقالي.

لقد خرج الليبيين والليبيات بأعداد بسيطة وهي حوالي497 الف فقط ذهبوا الى صناديق الاقتراع وهو 14% من اصل 3.400.00 ممن لديهم الحق في الانتخاب من الشعب الليبي وسجلوا عندما انتخب المؤتمر الوطني العام. لقد كان عددهم لم يتجاوز نصف مليون من الناخبين وهذا يدل على ان هنالك مشكلة كبيرة في اقناع الليبيين والليبيات بالتوجه الى صناديق الاقتراع لعدة اسباب وهي:

الاداء السيئ للمؤتمر الوطني العام وشعور المواطنين بأنهم اختاروا هؤلاء الاعضاء وكان اختيارهم سيء ولا يريدون تكرار نفس الشيء لأن من هم موجودين على ارض الواقع ربما لن يختلفوا عن اعضاء المؤتمر الوطني العام

غياب الأمن والأمان وخوف بعض الناس بأن صراعات ستحدث وخاصة أن هذا الاسبوع حضي بالكثير من الانقلابات المعلنة سوء من حفتر أو كتيبة الصواعق والقعقاع

تخفي بعض المرشحين بأنهم مستقلين وهم ينتمون الى تنظيمات وخاصة الإخوان المسلمين، هذا جعل بعض الليبيين والليبيات بعدم إعطاء أصواتهم لأي واحد رغم انهم سجلوا لكي ينتخبوا.

الاشاعات الكثيرة والتي بتها الكثيرون ضد بعض المرشحين بأنهم من الإخوان وهم ليسوا من الإخوان مما اربك العملية الانتخابية وتبعثرت الأصوات حتي يربح مرشح الإخوان

المشهد السياسي في ليبيا وتعطيل الحياة السياسية في ليبيا نتيجة عدة أسباب وأهمها الصراع بين الإسلام السياسي وتحالف القوي الوطنية وتعنت الحكومة والمؤتمر في عدم رحيلهم والذي ولَد الدولة الفاشلة والمشلولة نهائيا. هذا أبعد الناخبين حيث ليس لديهم ثقه في احد.

السلبية المفرطة لدي بعض الناس في عدم مشاركتهم في أي شيء مما من شأنه سيعجل من قيام الدولة ويساعد على بداء العملية الديمقراطية في ليبيا

هل صحيح أنه من لم يذهب الى صناديق الاقتراع ليس معنا وهم ليس مع الشعب الليبي ولكن يجب أن نحترم آرائهم وقراراتهم. كل الأسباب والتي ذكرتها هي وجيهة والكثير يقول لن أكرر ما فعلت مع اختيار أعضاء المؤتمر. لكن في نفس الوقت ، فهو استحقاق يجب على كل ليبي أن يشارك فيه من اجل ضمان مستقبل زاهر لأبنائه ووطنه. هذا هو الغرض من أن يذهب هؤلاء للتصويت. لا يمكن أن يبخل أبن ليبيا عن وطنه بشيء وهذا اتضح جالينا عندما انطلقت ثورة 17 فبراير 2011م. الكثير من الليبيين والليبيات هبوا لنصرة الثوار الحقيقيون ولكن اصيبوا بخيبة أمل مند اعلان التحرير حيث المطامع زادت والصراع السياسي اشعلت ناره. الإسلام السياسي ادخل البلاد في محنة سياسية كبيره وصراعه مع القوي الوطنية. وجود الكم الهائل من السلاح واستمرار تدفق السلاح لليبيا وبمساعدة دول اجنبية لغرض خلق فوضي وأرباك سياسي طويل الأمد ما يحدث في العراق ولبنان. يعرفون أن قيام دولة متقدمة في شمال افريقيا سيحرمهم كثيرا من الإنعاش الاقتصادي في دولهم وكذلك سيقفل عليهم سوق افريقيا.

للخروج من هذه الازمة السياسية في ليبيا والتي اصبحت معضلة كبيرة . عليه يجب فعل الاتي:

الأطراف المتصارعة علي السلطة، يجب أن تجلس على مائدة واحدة وتقوم بتوقيع أتفاق وميثاق شرف وطني بأنها لن تدخل المعركة السياسية ولمدة 3-4 سنوات. خلال هذه الفترة تعد نفسها الى الانتخابات القادمة وتقوم بتطوير احزابها وتربي حب الوطني لدي مؤيدها

يجب أن تكون هنالك حكومة أزمة من القوي الوطنية والتي ليس لها أي انتماء حزبي أو ديني أو جهوي أو قبلي أو خارجي وتضع من ضمن اولويتها الامن والامان وتجميع السلاح بأي ثمن

يجب أن يتم تجميع كل قادة الثوار الحقيقيون وغير الحقيقيون وامام لجنة من حكماء ليبيا(11 شخصية) وأن يقوموا بتوقيع ميثاق شرف بأن يقووا بتشجيع من هم تحت امرتهم بأن ينتسبوا للجش وأن يقوموا بأخذ اسلحتهم معهم وتسليمها الي أمر المعسكر ومن لا يريد الانتساب، يرجع الى سابق عمله او تكفل الدولة بإيجاد عمل له وتطويره

علي جميع شيوخ القبائل بليبيا أن يجتمعوا ويتبروا من أي شخص ويهدر دمه أذا لم ينظم تحت شرعية الدولة والقانون

يجب أن تكون هنالك مواد في الدستور تشمل هذه النقاط وتسن القوانين بذلك

يجب على دار الافتاء أن تنتخب لجنة وأن يراسها شخص ينتخب من داخل هذه اللجنة وأن تكون كل قرارتها بالفتاوي متفق عليها من قبل أعضاء اللجنة ولا يعتد باي فتاوي شخصية وخاصة اذا تعلق الأمر بأمن الوطن والمواطن والفساد المالي والحريات العامة

أن تكون جميع هذه المواثيق والتعهدات برعاية الامم المتحدة فقط وابعاد كل من تركيا وقطر والامارات ومصر والجزائر ومالي وتشاد والنيجر والسعودية عن أي مشهد سياسي بليبيا وارسال تحذيرات لهم بعدم التدخل في الشأن الليبي وتسليم ما لديهم من اعوان النظام السابق وكذلك الفصح عن أي اموال ليبية مودعة لديهم من أي شخص ليبي او اعوان النظام السابق

كل هذا ريما سيضع ليبيا على الطريق الصحيح وخاصة اذا اكتملت لجنة اعداد مسودة الدستور في 6 اشهر والتصويت عليه بعد هذا بنعم او لا تم تبدأ عملية اختيار البرلمان والرئيس وهذا ان شاء الله سيتم انجازه وبيداء ميلاد ليبيا الجديدة في غضون فبراير 2015م. العمل في خطوط متوازية وبحكمة وأن يكون هم الوطن هو الشيء الأساسي لكل ليبي وليبية اذا صح التعبير. ليبيا تحتاج للجميع واذا لم نزرع اليوم فأننا لن نحصد شيء وستضيع الثورة والثروة والوطن والابناء ونصبح حفاة عراة مرة اخري ويتحكم فينا طغاة جدد وانهم لكثيرون هذه الايام ووربنا يجعل كيدهم في نحرهم ويحفظ ليبيا وشعبها منهم.

ليبيا حرة بعون الله.

الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.

د. ناجي بركات

وزير الصحة السابق بحكومة المجلس الوطني الانتقالي.

اترك تعليقاً