من يشتري صوتي اليوم، يريد بيعي غداً

من يشتري صوتي اليوم، يريد بيعي غداً

أقتربت ساعة الحسم، وأخذ الجميع يجهز عدته وأدواته لأقناع الناخبين بالتأشير على اسمه في يوم الأقتراع، وهذه الأدوات تختلف من شخص لأخر، فمنها ما هو مشرعن وطبيعي، من خلال قيام المرشح بطرح برنامجه الخاص، الذي ينسجم مع برنامج الكتلة التي قرر الترشيح معها، مستخدم وسائل الأقناع الطبيعية من كلام ، عمل وسمعة، ومؤهلات علمية يطرحها أمام الناخبين، وهذا ديدن الشعوب المتحضرة، وهو أمر طبيعي جداً

ومنها ما هو غير شرعي, وهذا تختلف أدواته ايضا, وفقا لما يحمله المرشح من (قيم وأخلاق) وما تتبناه الكتلة التي رشح معها من خطوط حمراء في العملية الأنتخابية, فبعض الكتل لديها كل شيء جائز من اجل الحصول على صوت المواطن, لذلك تجد الأدوات مختلفة, للوصول الى الناخب
منهم من يعمل على تسقيط الأخرين وتنزيه نفسه وكتلته فقط, ولم يترك اشاعة او اسلوب قذر ألا واستخدمه, هذا بالأضافة الى تجنيد الجيوش الألكترونية لمساندته, في حملاته, مستخدماً الكثير من الأموال من اجل ذلك
فيما يذهب اخرين للأ قناع من خلال شراء أصواتهم مقابل مبلغ من المال قل أو كثر.

من يطرح نفسه كمرشح, ويتواصل مع الجمهور, فهذا جهد يحسب اليه, وهذه هي سنة الأنتخابات في جميع دول العالم
لكن المشكلة بالمرشحين والكتل التي تستخدم الطرق الملتوية للحصول على صوت الناخب, بعد أقناعه بأن صوته سوف لن يغير شيئا, وأن نتائج الأنتخابات محسومة للكتل الكبيرة, وصوته مسروق لا محال
لذلك تقترح عليه ان ينتفع من الأنتخابات من خلال بيع صوته لها, بالخصوص هي تتجه بذلك الى المعدمين والفقراء من الشعب.

هنا تطرح عدة اسئلة , اذا كانت نتائج الأنتخابات محسومة لصالح الكتل الكبيرة أو اشخاص محددين بعينهم, لماذا انت ايها المرشح تدفع الأموال الطائلة لشراء الأصوات؟
الطبيعة البشرية تتحدث عن العطاء والعطاء المقابل, تعطيني مال اعطيك صوتي, لكن السؤال لماذا تعطي المال مقابل الحصول على مقعد برلماني, بعبارة اخرى ماذا يعطيك هذا المقعد من مردود؟
وغيرها الكثير من الاسئلة, التي يجب على الناخب ان يطرحها على نفسه, قبل ان يقرر بيع صوته

ربما يقول البعض ما الذي جنيناه من الوطن خلال الفترة الماضية؟ وما الذي سوف نحصل عليه في المستقبل؟ هي نفس الحاجة والفقر, سوف لن يتغير شيء
تأتي الأجابة على الفور , العيب ليس في الوطن, انما العيب في المواطن سواء كان نائب او مسؤول في الدولة مكن, فأساء لهذا التمكين, او في الكثير من المواطنين الذين لم يدققوا في خيارهم, أو الذين قرروا بيع اصواتهم في الأنتخابات السابقة.

ان قرار بيع الصوت, هو قرار بيع الوطن, التصويت لصالح الفاسد مقابل دنانير معددوة, هو بيع مستقبل أطفالك وعائلتك, مساهمتك في وصول السراق الى مراكز القرار, هو بيع لقوت ورزق الأجيال القادمة
نستطيع القول من يشتري صوتك اليوم, هو على استعداد لبيعك وبيع العراق غدا
نقطة راس سطر

الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.

خالد الناهي

كاتب عراقي.

التعليقات: 1

  • عبدالحق عبدالجبار

    القاضي: كفاك تظلماً وارتباكاً ودموعاً، واقسم أن تقول الحق، ولا شيء غير الحق.
    – المتهم: أقسم.
    – القاضي: ضع يدك على الكتاب المقدس، وليس على دليل الهاتف.
    – المتهم: أمرك سيدي.
    – القاضي: هل كنت بتاريخ كذا، ويوم كذا، تنادي في الساحات العامة، والشوارع المزدحمة، بأن الوطن يساوي حذاء؟
    – المتهم: نعم.
    – القاضي: وأمام طوابير العمال والفلاحين؟
    – المتهم: نعم.
    – القاضي: وأمام تماثيل الأبطال، وفي مقابر الشهداء؟
    – المتهم: نعم.
    – القاضي: وأمام مراكز التطوع والمحاربين القدماء؟
    – المتهم: نعم.
    – القاضي: وأمام أفواج السياح، والمتنزهين؟
    – المتهم: نعم.
    – القاضي: وأمام دور الصحف، ووكالات الأنباء؟
    – المتهم: نعم.
    – القاضي: الوطن… حلم الطفولة، وذكريات الشيخوخة، وهاجس الشباب، ومقبرة الغزاة والطامعين، والمفتدى بكل غالٍ ورخيص، لا يساوي بنظرك أكثر من حذاء؟ لماذا؟ لماذا؟
    – المتهم: لقد كنت حافياً يا سيدي.
    | محمد الماغوط | سياف الزهور |

التعليقات مغلقة.

التعليقات لا تعبر عن رأي موقع عين ليبيا، إنما تعبر عن رأي أصحابها.

اترك تعليقاً