الشروق الجزائرية: نحترم المنتخب الليبي ولكنه ليس بالمنافس المخيف

اختلف مدربون ولاعبون تحدثت إليهم الشروق الجزائرية، في رؤيتهم للمباراة الحاسمة التي ستجمع المنتخب الوطني بنظيره الليبي يوم الأحد القادم، في إطار إياب الدور الأخير المؤهل لنهائيات كاس أمم افريقيا 2013.

ففيما حذر كل من اللاعب السابق منير زغدود، والدولي السابق ولاعب شباب قسنطينة خير الدين زرابي من أن “الخضر” لم يحسموا بعد تأهلهم إلى “كان 2013″، طلب المدربان نور الدين زكري وكمال لموي بعدم منح المنتخب الليبي أكثر من قيمته، لأن المنتخب الوطني أقوى منه بكثير ولا مجال للمقارنة بينهما، فيما اتفق كل من تحدثت إليهم الشروق على ضرورة التركيز على الفوز بالمباراة، قصد تأكيد أحقية المنتخب بالتأهل إلى النهائياتالإفريقية، خاصة بعد الفوز في مباراة الذهاب بمدينة الدار البيضاء المغربية بهدف لصفر.

زهير جلول: الحديث عن المربع الذهبي لـ”كان”2013 سابق لأوانه ويجب التركيز علىلقاء ليبيا

حذّر زهير جلول مدرب النصر العماني من الاستخفاف بالمنتخب الليبي والتفكير في أمور خارج نطاق المباراة بحجة النتيجة المسجلة في لقاء الذهاب، واصفا لقاء العودة المقرر بالبليدة بـ”الصعب والمفخخ”، وقال جلول في تصريح لـ”الشروق” من سلطنة عمان: “قرأت في الصحف في الآونة الأخيرة تصريحات للمدرب وحيد خاليلوزيتش تحدث فيها عن تأهل المنتخب إلى نهائي كأس إفريقيا 2013، ونصف نهائي مونديال 2014، وهذا أمر سابق لأوانه في نظري.. قبل كل شيء يجب التركيز على مباراة العودة أمام ليبيا ونسيان نتيجة الذهاب، لأننا لم نضمن التأهل بعد، هناك لقاء عودة وكل شيء ممكن في كرة القدم، التي علمتنا أن مواجهات مثل هذه تلعب على جزئيات صغيرة..”، وأضاف محدثنا: “لقد شاهدت مباراة الذهاب ولاحظت أن اللاعبين الليبيين لعبوا باندفاع كبير وبطريقة تحمل الكثير من الاستفزاز، لأنهم كانوا يريدون الخروج بنتيجة إيجابية.. وهي التصرفات التي ستتكرر في لقاء العودة ولهذا لا يجب الوقوع في فخ الاستفزازات أو الاستسلام لعامل السهولة.. فلا تنسوا أن الليبيين صرحوا قبل لقاء الذهاب أنهم واثقون من الفوز، لكن عكس ذلك حصل..”.

من جهة أخرى، دعا مساعد مدرب المنتخب الوطني السابق إلى تجنب تكرار سيناريو غينيا ردا على سؤال “الشروق” بالقول: “الجميع يتذكر ما حدث أمام غينيا سمة 2007 وحديث الليبيين عن رغبتهم في تكرار تلك التجربة له مبرراته، لهذا علينا تفادي الوقوع في نفس الأخطاء.. من الناحية المنطقية لو نحضر اللقاء من جميع النواحي وبالأخص من الناحية النفسية سنسجل فوزا عريضا وسنتأهل إلى كأس إفريقيا، وهو ما سيزيد من ثقة لاعبي خط الهجوم.. كما أن التأهل سيكون في صالح كرة القدم الجزائرية المعنية باستعادة سمعتها بعد غيابها عن كأس إفريقيا الأخيرة..”، وفي رده على المقللين من شأن المنتخب الليبي بحجة عدم “تنافسية” لاعبيه، أكد جلول: “صحيح أن ليبيا تمر بفترة صعبة، لكن السؤال الواجب طرحه، هو لماذا تأهل المنتخب الليبي إلى كأس إفريقيا 2012 وغابت الجزائر؟.. تلك الأحكام استثناء وليست قاعدة ويجب الحذر من المنتخب الليبي..”.

إلى ذلك، أكد مدرب النصر العماني عن رضا أنصار وإدارة الفريق عن عمله على رأس النادي رغم الخسارة في المباراة الأولى بالبطولة، “لقد لعبنا أمام نادي ظفار في أكبر داربي بسلطنة عمان، والدليل أن المباراة نقلت مباشرة على التلفزيون، لقد لعبنا مباراة كبيرة أمام فريق يضم 7 دوليين وكنا متفوقين في النتيجة مرتين، لكننا خسرنا في النهاية بعامل الخبرة..” قال جلول، مضيفا: “الإدارة والأنصار راضون عن العمل المنجز بالفريق، حيث أكدوا لي أن ذلك لم يحصل منذ سنوات عديدة، كما أن المحللين والمتتبعين للشأن الكروي بعمان اعترفوا بأدائنا لمباراة كبيرة أمام ظفار، والجميع أشاد بمستوانا، الذي نسعى لتأكيدهفي الجولات المقبلة..” ختم المدرب المساعد الأسبق للمنتخب الوطني.

زرابي : مواجهة ليبيا مفخخة وبزاز بإمكانه تقديم الإضافة للخضر

وصف لاعب شباب قسنطينة، والدولي السابق خير الدين زرابي بأن المباراة التي ستجمع المنتخبين الجزائري والليبي يوم الأحد القادم، بـ”المفخخة”، مشيرا إلى أن المنتخب الوطني لم يحسم بعد تأهله الى كأس أمم افريقيا كما يعتقده البعض، بالرغم من أفضليته مقارنة بمنافسه بعد ما تفوق عليه ذهابا بهدف لصفر.

قال زرابي في حديث مع الشروق “المباراة أمام ليبيا مفخخة، لم نضمن بعد تأهلنا، لأنه لايزال أمام المنتخب 90 دقيقة لتحقيق ذلك”، مضيفا “المنتخب الليبي ليس لديه أي شيء يخسره، لأنه سيسعى لتقديم كل ما لديه، وأعتقد أن المباراة لن تخلو من المفاجآت”. واعتبر اللاعب السابق لنوادي نيم، أجاكسيو، هيبرنيان، غونيون وشببية القبائل والذي سبق له تقمص ألوان المنتخب الوطني لثماني سنوات كاملة بأن الخبرة ستلعب دورا مهما في تحديد المتأهل، وقال “الخبرة ستكون عاملا حاسما لتحديد المتأهل، وأعتقد أن المنتخب الوطني يتوفر على ذلك، سواء تعلق الأمر باللاعبين أم المدرب الذي يملك تجربة كبيرة”، مضيفا “المهم في مثل هذه المناسبات هو تحقيق التأهل فقط”.

وأشاد زرابي بزميله في شباب قسنطينة ياسين بزاز، والذي سجل عودته إلى صفوف المنتخب الوطني، قائلا “فرحت كثيرا لعودة بزاز إلى صفوف المنتخب، لأنه يستحق ذلك، هو لاعب ممتاز وخلوق، وبإمكانه تقديم الإضافة الى خط هجوم الخضر”، مضيفا “خبرته تسمح له بدعم المنتخب في مثل هذه المباريات وأتمنى له حظا موفقا”، وعما إذا لايزال متمسكا بفكرة عودته الى المنتخب، قال زرابي “ذلك مرتبط بحالتي البدنية أولا، هدفي الأول يبقى خدمة فريقي شباب قسنطينة، الذي أسعى لمساعدته على تحقيق نتائج ايجابية، وأنا أبذل كل ما بوسعي للظهور بشكل جيد، ولم لا أحظى بفرصة للعودة الى المنتخب”.

وعن معاناة الخضر على مستوى الدفاع، إضافة إلى غياب بعض اللاعبين المؤثرين عن مباراة ليبيا، قال زرابي “لا أظن بأن المنتخب سيتأثر من هذه الناحية، لأنه وحسب تقدير المدرب فإن كل اللاعبين المتواجدين حاليا في التشكيلة الوطنية ممتازون وبإمكانهم الحفاظ على استقرار المنتخب، وتحقيق نتائج ايجابية”.

وتعقيبا على تصريحات المدرب وحيد خاليلوزيتش الذي قال بأن الفاف اشترطت عليه تأهيل الخضر إلى نهائي “كان 2013” ونصف نهائي مونديال 2014، اعتبر زرابي أن الأمر سابق لأوانه، و قال “علينا أولا أن نتأهل إلى كأس أمم افريقيا 2013، وبعدها نتحدث عن باقي الإستحقاقات”.

زكري: لا يجب تضخيم الأمور لأننا سنلعب أمام ليبيا وليس البرازيل

يرى مدرب مولودية الجزائر ووفاق سطيف السابق، نور الدين زكري بأن المنتخب الليبي في متناول المنتخب الوطني، الذي بإمكانه بسهولة الفوز بالمباراة وتحقيق التأهل إلى كأس إفريقيا 2013، معتبرا بأن المنتخب الليبي محطم من جميع النواحي، وهذا بالنظر إلى الظروف الخاصة التي تعرفها ليبيا، وقال زكري “لا أفهم سبب التخوّف من مواجهة منتخب ليبيا وتضخيم الأمور بهذه الطريقة، وكأننا سنلعب أمام البرازيل أو الأرجنتين”، مضيفا بأن البطولة في ليبيا متوقفة منذ أشهر، واللاعبون يعانون من نقص المنافسة، وهذا عكس التشكيلة الوطنية التي لا تعاني من هذه الناحية.

وقال زكري بأنه لا يوجد مجال للمقارنة بين المنتخبين، مؤكدا بأن المنتخب الوطني يحتل حاليا المركز الرابع والعشرين عالميا وعليه التصرف واللعب وفق قيمته. أما بخصوص غياب بعض العناصر عن هذه المباراة على غرار لاعب خيتافي الإسباني مهدي لحسن ومدافع ميلان جمال مصباح، يؤكد زكري بأنها لن تؤثر أبدا على المنتخب الوطني الذي اعتاد على عدم امتلاك تشكيلة مستقرة، وبإمكان تعويض العناصر الغائبة بكل سهولة، معتبرا أن جميع اللاعبين مؤهلين لخوض هذه المباراة، سواء اللاعبين المحترفين أو المحليين.

وبالرغم من الأفضلية التي يمنحها نور الدين زكري للمنتخب الوطني لتجاوز عقبة الليبيين، يبقى الحذر مطلوبا بالنسبة له، طالما أن كل شيء ممكن في كرة القدم. وفي ذات السياق يقول زكري بأن المنتخب الوطني مطالب بتفادي الأخطاء التي كان قد ارتكبها خلال مباراة الذهاب بالمغرب، والتي كان بإمكان المنتخب الليبي التسجيل بسببها في عدة مناسبات.

من جانب آخر، لا يرى نور الدين زكري أي سبب لحدوث تجاوزات خلال هذه المباراة، معتبراأن الجمهور الجزائري رياضي وسيحسن التصرف، داعيا وسائل الإعلام إلى تفادي تضخيمالأمور.

لموي: من المفروض أن يكون المنتخب الليبي آخر منافس نخشى مواجهته

قال كمال لموي، مدرب المنتخب الوطني الأسبق، أن المنتخب الليبي، ليس بالمنافس الذي يجب أن يتخوف منه المنتخب الجزائري كثيرا، مشيرا إلى أن الليبيين يحضرون في ظروف صعبة، ومتأثرون بالأحداث التي تمر بها بلادهم.

شدد لموي في تصريح للشروق، على ضرور التأهل لرد الإعتبار للكرة الجزائرية ورسم مستقبل مشرق لها، قائلا: “أتمنى أن يتمكن الخضر من تحقيق الانتصار الثاني بملعب البليدة، أن يتأهلوا لكأس إفريقيا المقبلة، ولكنني متعجب من القيمة الكبيرة التي منحناها للمنافس، فالجميع يعلم أن ليبيا تمر بمرحلة صعبة، ولاعبو المنتخب تم جمعهم في مرحلة صعبة للغاية”. مضيفا: “اليوم لدينا مدرب أجنبي يتقاضى راتبا شهريا كبيرا، وأعتقد بأن المنتخب الليبي آخر منافس نتخوف منه، والأجدر بنا أن نفكر في مستقبل الرياضة بصفة عامة وكرة القدم بصفة خاصة. ويرى محدثنا بأن الخشونة التي يتميز بها اللاعب الليبي، لا تتعدى حدود الرياضة: “الليبيون أناس كرماء وطيبون، فأنا أعرفهم جيدا، لأنني عملت في ليبيا سنتين، ولا أعتقد بأن طريقة لعب الليبيين تختلف عن بقية اللاعبين في العالم، فالاندفاع البدني الذي يعتمدونه يدخل ضمن قواعد اللعبة، وعلى الرغممن أن الخضر أقوى من منافسهم على الورق، إلا أنه لا يجب أن نستهين به، لأن الليبيينيحسنون لعب الكرة إن سنحت لهم الفرصة”.

زغدود: لا يجب إستصغار المنافس والوقوع في فخ استفزازاته

يؤكد المدافع الدولي السابق، منير زغدود على صعوبة المباراة القادمة بين المنتخب الوطني ونظيره الليبي، مطالبا بضرورة توخي الحذر وعدم إستصغار المنافس، الذي سيلعب جميع أوراقه من أجل تحقيق نتيجة إيجابية في هذه المباراة، خاصة مع النهاية التي كانت قد عرفتها مباراة الذهاببالمغرب.

وينصح زغدود العناصر الوطنية بضرورة تفادي الوقوع في فخ الليبيين، الذين سيحاولون إستفزازهم وسيقومون بكل شيء من أجل التأثير عليهم، مؤكدا بأن المنتخب الوطني ما يزال لم يضمن بعد تأهله نهائيا إلى كأس إفريقيا، وهذا بالرغم من فوزه في مباراة العودة.

إلى ذلك، دعا زغدود الجمهور الجزائري إلى ضرورة التحلي بالروح الرياضية، وعدم القيامبأي تجاوزات، مؤكدا على أهمية الإستمرار في تشجيع اللاعبين إلى غاية الدقيقة الأخيرةمن المباراة.

أما بخصوص بعض الغيابات المسجلة خلال هذه المباراة، يرى قائد فريق اتحاد العاصمة السابق بأن التشكيلة الوطنية ثرية وتملك لاعبين في المستوى، ولن يجد المدرب وحيد خاليلوزيتش صعوبات كبيرة لتعويض هذه الغيابات.

وبالرغم من إبدائه بعض التخوّف، يبقى منير زغدود جد متفائل بقدرة المنتخب الوطني على تحقيق الأهم في هذه المباراة، وضمان تأشيرة التأهل إلى كأس إفريقيا، معتبرا بأن نتيجة التعادل ستكون جد كافية للمنتخب الوطني.

اقترح تصحيحاً

اترك تعليقاً