هل أصبح البحر الأحمر ساحة حرب مفتوحة؟

هل يصبح البحر الاحمر ساحة حرب مفتوحة، التدحرج الخطير للحرب الإسرائيلية على قطاع غزة يهدد بامتدادها إقليميا، ويبدو الصراع على خط التجارة الدولية في البحر الأحمر من أكثر الملفات التي قد تنقل الحرب إلى مرحلة جديدة.

بين قوة المراقبة التي شكلتها واشنطن، وعزوف دول الخليج عدا البحرين عن المشاركة فيها، وإصرار أنصار الله في اليمن على منع السف التجارية المتجهة إلى إسرائيل من المرور، وتعليق غيران بأن البحر الأحمر منطقة تواجد إيراني، وتضرر حركة الملاحة البحرية العالمية، بين كل هذه المتغيرات، يظهر بوضوح خطر اندلاع المواجهة، لتصبح حرب إسرائيل على غزة حربا إقليمية بامتياز.

الحوثي يؤكد الهجوم على سفن في البحر الأحمر

المتحدث العسكري باسم جماعة “الحوثي” في ​​اليمن يحيى سريع، قال يوم أمس “إن الجماعة شنت هجوما بالصواريخ على سفينة تجارية تابعة لشركة إم.إس.سي يونايتد في البحر الأحمر بعد أن رفضت ثلاث نداءات تحذيرية”.

وعلل المصدر هذا الاستهداف بالقول إنه “انتصارا لمظلومية الشعب الفلسطيني” مضيفا أن الجماعة نفذت كذلك هجمات بطائرات مسيرة على مدينة إيلات بجنوب إسرائيل “ومناطق أخرى في فلسطين المحتلة”.

هذا التطور يأتي بعد أكثر من اسبوع من إعلان واشنطن تشكيل قوة مشتركة لحمياة الملاحة في البحر الاحمر، لكن يبدو التحالف نظريا فقط، إذ أن الفعالية على الأرض تبدو غير مقنعة، فكيف تستطيع أي قوة أن تمنع من يمتلك طيران مسير وصواريخ باليستين من إطلاقها متى شاء.  

شركة البحر المتوسط للشحن (إم.إس.سي) أعلنت من جهتها إن سفينة الحاويات يونايتد تعرضت لهجوم في أثناء عبورها البحر الأحمر.

وقالت الشركة في بيان “جميع أفراد الطاقم بخير، ولم يتم الإبلاغ عن وقوع إصابات، وتجري عملية تقييم شاملة للسفينة”.

مصر تسقط  طائرة مسيرة على ساحلها الشرقي

وفي محاولة إثبات الوجود القوي و الفعال، أعلن مصدران أمنيان لرويترز إنه جرى إسقاط مسيرة قرب مدينة دهب السياحية المصرية المطلة على البحر الأحمر أمس في ثاني حادث من نوعه خلال شهر دون تحديد مكان إطلاق المسيرتين.

إسرائيل ايضا توثق طائرات مسيرة

وكانت إسرائيل أعلنت في أكتوبر الماضي إن حركة الحوثي اليمنية أطلقت طائرات مسيرة لضرب أراضيها بعد أن تسببت مسيرتان في انفجارين بمدينتي طابا ونويبع المصريتين على البحر الأحمر.

وقال المتحدث العسكري المصري العقيد أركان حرب غريب عبد الحافظ حينها إن الطائرتين المسيرتين أطلقتا من جنوب البحر الأحمر باتجاه الشمال.

وبعد الإعلان عن التحالف لحماية الملاحة بقيادة واشنطن كثفت حركة الحوثي اليمنية هجماتها على السفن في البحر الأحمر لإظهار دعمها للمقاومة الفلسطينية.

وتستهدف الهجمات ممرا يسمح للتجارة بين الشرق والغرب، لا سيما تجارة النفط، بالعبور من قناة السويس توفيرا للوقت والنفقات بدلا من الدوران حول قارة أفريقيا، لكن شركات الشحن بدأت تغير مسار سفنها لتجنب المنطقة.

شركات الشحن تغير مسارها وتتجنب المنطقة

ومن بين الشركات التي أعلنت موقفا في هذا الصعيد شركة”سي.إتش روبنسون”

التي أعلنت أنها غيرت مسار ما يربو على 25 سفينة لتبحر حول طريق رأس الرجاء الصالح الأسبوع الماضي، ومن المرجح أن يستمر هذا العدد في النمو.

وكذلك شركة “سي.إم.إيه – سي.جي.إم” التي أكدت أمس إنها تعتزم زيادة عدد السفن التي تعبر قناة السويس تدريجيا، بعد أن غير مسار العديد من سفنها باتجاه رأس الرجاء الصالح.

أما شركة يورناف لناقلات النفط البلجيكية فقد أكت إنها ستتجنب منطقة البحر الأحمر لحين إشعار آخر، في حين قالت شركة إيفرجرين التايوانية لشحن الحاويات إن سفنها المتجهة إلى موانئ البحر الأحمر ستبحر إلى المياه الآمنة القريبة في انتظار إشعار آخر، بينما سيتم تغيير مسار السفن المقرر أن تمر عبر البحر الأحمر إلى طريق رأس الرجاء الصالح.

وبدورها أعلنت مجموعة فرونت لاين لناقلات النفط ومقرها النرويج  إن سفنها ستتجنب المرور عبر البحر الأحمر وخليج عدن.

تاريخيا كانت التجارة والمصالح الاقتصادية من الأسباب الباعثة على نشوب حروب طويلة، فالشركات والدول لا تتحمل الخسائر الاقتصادية التي يتسبب بها الخصوم، لذلك تلجأ لخيار الحرب كخيار لحماية التجارة، وهذا الخطر قائم في البحر الأحمر اليوم، طالما لم يتوقف إطلاق النار في قطاع غزة.

اقترح تصحيحاً

اترك تعليقاً