هل نحن منافقون؟

هل نحن منافقون؟

المنافق هو أن يظهر الفرد خلاف ما يبطن فيعطيك كما قال الشاعر من طرف اللسان حلاوةً ويروغ منك ما يروغ الثعلب، ولعمري إن للنفاق تأثيرٌ إجتماعي كبير فهو سبب في انهيار المجتمع وضياعه وما نحن بصدده هنا هو نفاقنا الذي نمارسه يوميا فأضحى جزءاً من حياتنا قال صلى الله عليه وسلَّم: “أربعٌ من كن فيه كان منافقاً خالصاً ومن كانت فيه خصلة منهن كانت فيه خصلة من النفاق حتى يدعها، إذا اؤتمن خان، وإذا حدث كذب، وإذا عاهد غدر، وإذا خاصم فجر”، إنها خصال ذميمة تهدم البناء الإجتماعي، صاحبها لا يطمئن له ولا يرجى منه خيرا، وهل من به هذه الخصال أو بعضا منها ويتصف بالكذب والخيانة والغدر يولّى أمرا من أمورنا ويقلد منصبا ويُسيّر دولةً ويؤتمن على مال ؟ أبدا إن من يفجر في خصامه مع الآخر ويكذب لينال رضى الناس ولينتصر على خصمه لا يمكن أن يوكل إليه أمرا، فاعتبروا يا أصحاب العقول!!!

الذي أراه وأسمعه في كثير من الأحيان من قبل قادة سياسيين أو عسكريين أو وزراء أو إعلاميين أو غيرهم هو فجور وكذب وتزوير للحقائق وتلفيقا للتهم وحربٌ لا هوادة فيها تُستعمل فيها كل الخصائص والأخلاق الذنيئة والذميمة ضد خصم سياسي أو عسكري مزعوم أو غيره فهو طبخةٌ شيطانية لمنافع دنيوية، فهؤلآء يقولون بألسنتهم ما ليس في قلوبهم، يخادعون الناس ويفسدون في الأرض قولا وفعلا يقولون كذبا ليستروا ما يقومون به من أعمال ما أنزل الله بها من سلطان ليخربوا بيوت المسلمين، هذه هي حالهم، تجد منهم سياسيين وغيرهم يتآمرون بمشاركة آخرين ليسوا من دولهم بتخريب بلدانهم فهم يتفنون في المؤامرات، وواقعنا الآن يشهد بذلك !!! ؟؟؟ ولنا في التاريخ عبرٌ. كثير من هؤلآء يكرهون النزول عند أحكام الله وعندما يفتضح شأنهم يروغون ويكذبون ويلوون الحقائق ليبرؤا أنفسهم قال تعالى: “وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا إِلَى مَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ رَأَيْتَ الْمُنَافِقِينَ يَصُدُّونَ عَنْكَ صُدُوداً * فَكَيْفَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ ثُمَّ جَاءُوكَ يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ إِنْ أَرَدْنَا إِلَّا إِحْسَاناً وَتَوْفِيقاً * أُولَئِكَ الَّذِينَ يَعْلَمُ اللَّهُ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَعِظْهُمْ وَقُلْ لَهُمْ فِي أَنْفُسِهِمْ قَوْلاً بَلِيغاً” النساء 60-62، فاحذروا ولا تولوا هؤلآء شيئاً من أمرنا.

إن ما يجري في مجتمعنا أمرٌ محزن من إنتشار النفاق والكذب والخداع والسرقة وكثرة الفتن وحب المال يستوي في ذلك كثيرٌ من مريدي المساجد وغيرهم فتجد الناس تصلي وتتسابق على الصفوف الأولى ولكنهم خارج المسجد أناس أُخر ليس لهم علاقة بالصلاة التي يؤدونها فهي صلاة فارغة لا مضمون لها، ءالله محتاج لصلاة فارغة مثل هذه؟؟؟ أم نحن محتاجين لتأدية صلاة خاويةٌ مثل هذه؟؟؟ منّا من يفرح ويُسرُّ لانتصار أعداء الإسلام والمسلمين على المسلمين ويستهزء بالعلماء، فلا تكونوا مُرّةً فتجعلوا حياة الناس مُرّه.

ألا يعلم أهلنا، ألا يعلم أعضاء البرلمان المتعنتون، ألا يعلم من يدّعون السياسة  !!!أن التودد للإصلاح والكلم الطيب والنوايا الحسنة فيه خير كثير وثواب عظيم، ألا يعلم هؤلآء أنه حتى النميمة في الإصلاح بين الناس خير، أم أن الكذب والنفاق هما الطريق في الحياة لا غيرهما!!!  كم هو مؤلمٌ أن ترى كثير ممن يتصدر المشهد في وطنك كذاب منافق لأن ذلك ما يزيد الوطن إلا ألما وما يزيد الجرح إلا التهابا وما يزيد الناس إلا همّاً. كثير مما نرى ونسمع لا يراعي في الخصومة أدبٌ ولا يلتفت إلى حل لما نحن فيه بل يفجرُ في خصومته ويدّعي ويفتري لتشويه الآخرين، فهو غير صادق مع نفسه خائن لها ولمجتمعه ووطنه لا يُرجى خيره، فمتى ننتهي عن غينا ونعود لرشدنا ونبعد هؤلآء من طريقنا ؟؟؟!!!

 

الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.

نوري الرزيقي

كاتب ليبي

اترك تعليقاً