هل يرمي النوّاب الدبيبة على قارعة الطريق؟

هل يرمي النوّاب الدبيبة على قارعة الطريق؟

اتفاق الصخيرات سيء السمعة، والذي أسس لمراحل انتقالية أسهمت في انتشار الفساد، وعدم قيام الأجهزة الرقابية بدورها، بل تغاضت عن ذلك وساهمت في استفحاله، تجلّى ذلك من خلال قوائم الموفدون إلى الخارج سواء للدراسة ـو العمل، وصلة القرابة التي تربط بعضهم بأناس متنفذون في (الدولة)، ناهيك عن كبار وصغار السن حيث قانون الدراسات العليا بالخارج يمنع ذلك.

تحول مجلس الدولة المنبثق عن اتفاق الصخيرات من مجلس استشاري استرضائي صرف، توصياته غير ملزمة، إلى غرفة تشريعية ثانية، بمباركة من القوى الدولية لأجل استمرار الأزمة، وكذلك لوجوده في غرب البلاد حيث تخضع لسلطة الميليشيات الجهوية والمؤدلجة، كما يتواجد بها البنك المركزي الذي يرأسه أحد المحكوم عليهم بالفساد المالي قبل الثورة، فوجد مجلس النواب نفسه مجبرا على التعاطي مع الأعلى للدولة، علّ الوصول إلى توافق معه يسهل الوصول إلى انتخابات برلمانية ورئاسية.

بالأمس أعلن عن اتفاق الطرفين على خارطة طريق تمس النقاط الضرورية التي تساهم في حل الأزمة وتُبشر بإجراء انتخابات في الربع الثاني من العام المقبل، ولكن هل يتقبل الدبيبة والمساندين له ذلك وبالأخص الإدارة الامريكية التي يتدخل مبعوثها في كل كبيرة وصغيرة والتشكيك في محاولة المجلسين لرأب الصدع ولمّ الشمل، وعندما يواجه المبعوث الأمريكي بالتدخل السافر في الشأن المحلي يدعي حرصه على الليبيين وتمنيه بعبورهم إلى بر الأمان وبناء الدولة.

والسؤال الذي يتبادر إلى الأذهان، ترى أي المشاكل التي تم حلها بواسطة أمريكا ومن هم على شاكلتها؟ كافة مشاكل دولنا، ما اصطلحت أمريكا على تسميته بالشرق الأوسط الجديد والتي عملت لسنوات على تنفيذه على حساب شعوبنا التي تم تشريد جزء منها ونهب خيراتها وبث الفرقة بين مكوناتها لتظل تحت سيطرتها، والاستفادة من الأموال التي تم تجميدها، أما بخصوص عملية (إيريني) لمراقبة حظر الأسلحة الأممية على ليبيا فإن وجودها شكلي ليس إلا فالأسلحة المتنوعة والمتطورة تتدفق وبشكل مستمر على الـطراف المتنازعة وكل شيء بثمنه بل مضاعف.

السيد الدبيبة يبدو أنه مطمئن إلى مركزه وغير أبه بتوافق المجلسين، وهو يطالب دائما بأن يكون هناك دستور دائم يستفتى عليه الشعب وإلا فإنه لن يسلم السلطة، خطوات تحسب على الخيرين من نواب المجلسين، وقد يكون عدم التوزيع العادل للثروة بين المناطق هو الشرارة لإجبار حكومة الدبيبة على التنحي حيث أنه وخلال فترة حكمه التي جاوزت العامين تم صرف المليارات فيما ما لا يعني بمناطق غرب البلاد (مشاريع ترفيهية)، بينما لم يحظى شرق البلاد وجنوبها بأي من المشاريع الأساسية.

وبعد هل يفلح النواب برمي الدبيبة، الخصم العنيد لهم على قارعة الطريق التي رسماها، لتكون بر الأمان لشعب عانى ولأكثر من عقد ويلات الحروب والقتل والتدمير والتهجير وإهدار المال العام، ليس لنا إلا الانتظار وقد أعلن رئيس مجلس الدولة بأنهم سيشكلون حكومة جديدة موحدة تتولى التهيئة والإشراف على الانتخابات، وفي حالة عدم امتثال الدبيبة (التسليم للحكومة الجيدة) لذلك فسيتم اتخاذ إجراءات أخرى.

الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.

ميلاد المزوغي

كاتب ليبي

اترك تعليقاً