هل يصبح الأردن جبهة جديدة ضمن صراع المحاور؟

خلال الفترة القريبة الماضية، لاحظ المراقبون أن الأردن اتخذ خطوة جريئة تمثلت توجيه ضربات عسكرية لمهربي مخدرات داخل الاراضي السورية، بعد أن تكررت الاشتباكات مع المهربين على الحدود أكثر من مرة.

وبحسب التصريحات الأردنية فإن عصابات التهريب المتمركزة في جنوب سورية مرتبطة بمليشيات إيرانية ووحدات عسكرية سورية تتمركز في المنطقة الجنوبية، فلماذا اختارت عمان المواجهة العسكرية في هذا التوقيت وماهي المخاطر التي يتعرض لها الأردن جراء استمرار تهريب المخدرات عبر اراضيه.

خلال الشهرين الأخيرين تعرضت القوات المسلحة الأردنية لسلسلة من الهجمات المتزامنة من قبل المهرّبينَ، الذين استغلوا الطقس،لكن تمكنت القوات العسكرية من صد المهاجمين بنجاح.

ومع وجود معلومات غير مؤكدة بحسب صحيفة “الشرق الأوسط”، عن تورّط رجال أعمال أردنيين ومحسوبين على الطبقات السياسية بهذه العمليات، أعلن رئيس هيئة الأركان الأردني، اللواء يوسف الحنيطي، الأسبوع الماضي، تعزيز منظومة حرس الحدود الإلكترونية، ووضع الخطط والموارد اللازمة لبناء سياج إلكتروني يمنع كل أشكال التسلل والتهريب، فهل يشعر الأردن بخطر ما تمثله دمشق.

الأردن، يعتبر حليفا  للغرب. لكن، في السنوات الأخيرة، واجه تهديدات وتحديات متزايدة عبر توسع النفوذ الإيراني في سورية، وازدياد خطر المواجهة بين إسرائيل و إيران، على خلفية الحرب في قطاع غزة و ملف البحر الأحمر و جنوب لبنان، وبدأ الأردن يستشعر أن إيران ووكلائها ربما يسعون إلى تقويض وزعزعة استقرار الأردن في سياق المواجهة مع إسرائيل.

ومن الواضح أن “الحرس الثوري” الإيراني، أنشأ شبكة من القوات الوكيلة في لبنان وسوريا والعراق واليمن و حتى غزة، وربما يفكر اليوم بنقل وجوده إلى الاردن بطريقة أو بأخرى.

موقع (الحل نت) قال انه حصل على تسريبات تتحدث عن تفاصيل المخطط الإيراني والدور السوري، بيّنت أن إيران تستخدم سوريا كقاعدة وممر لعملياتها وأنشطتها ضد الأردن، وتستغل الحرب السورية وتحالف دمشق مع طهران لتحقيق أجندتها وأهدافها في المنطقة.

وبحسب مصدر دبلوماسي في الحكومة السورية (للحل نت)، فإن وفداً سياسياً من دولة خليجية نقل لوزير الخارجية السورية، فيصل المقداد، مخاوف المملكة الأردنية، والتي حصلت على معلومات تفيد بأن إيران تضطلع بإرسال ودعم مجموعات وميليشيات مسلحة مختلفة، مثل “حزب الله” ولواء “فاطميون” و”الحشد الشعبي”، للعمل والتسلّل في المناطق الحدودية بين سوريا والأردن.

وبحسب المصدر فإن مهمة هذه المجموعات القيام بهجمات وعمليات ضد الأمن الأردني والقوات المسلحة السورية، فضلا عن قيام طهران بتهريب ونقل الأسلحة والمعدات، كالصواريخ والقذائف والطائرات المسيّرة والمتفجرات، إلى هذه الجماعات والميليشيات، عبر الأراضي السورية والمعابر الحدودية الخاضعة للسيطرة السورية

كما تقوم إيران بحسب المعلومات المتوفرة لدى الأجهزة الأمنية الأردنية، بتوفير التدريب والتوجيه لهذه الجماعات والميليشيات، حول كيفية استخدام وتوظيف هذه الأسلحة والمعدات ضد الأهداف والأصول الأردنية.

وفقا للمصدر السوري، فإنه لا يستبعد أن تقوم إيران بتجنيد بعض اللاجئين الفلسطينيين والمواطنين الأردنيين، وخاصة من الفلسطينيين والمجتمعات البدوية، الذين يعيشون في المخيمات والبلدات القريبة من الحدود السورية، والذين يعانون من ضائقة اقتصادية.

واضاف المصدر إن إيران قدّمت لبعض الأشخاص داخل الأردن المال والخدمات والأيديولوجية لتعبئة خلايا وشبكات من هؤلاء المجندين، وبحسب ما نقله الوفد الخليجي، فإن عمّان ترى أن حكومة دمشق لعبت دوراً حاسماً ومحورياً في تسهيل وتمكين المخطط الإيراني، والدور السوري سيكون بمثابة اليد الخفية وراء إسقاط الأردن في يد إيران.

وإذا صحت هذه التسريبات فإن الأردن لابد أن يشعر بالخطر و أن يقوم برد فعل وهو ما حصل بالفعل عندما قام سلاح الجو الأردني بتوجيه ضربات لمخابئ ومخازن مهربين داخل الأراضي السورية.

وإن كان الأردن مطمئنا للدعم الغربي وخاصة الأمريكي فإنه يعلم أن السماح لإيران بالتغلل داخل الأردن سيجهله جبهة ساخنة جديدة بين إيران و إسرائيل و هذا ما لاتريده عمان أبدا، التي تحرص على عدم الانخراط بشكل عملي في صراعات المنطقة،وأن تبقى دولة وظيفية لا تدخل المحاور بل تستفيد من التناقضات.

اقترح تصحيحاً

اترك تعليقاً