هيهات لطبائع المسلمين من طبيعة الإسلام

هيهات لطبائع المسلمين من طبيعة الإسلام

محمد علي المبروك

كاتب ومحلل سياسي ليبي.

Capture603

امرأة تصرخ صراخا وتزفر نواحا من زوجها الذي يضربها ضربا. ويلقي عليها كرباً. ولا تستطيع منه هربا ، تصرخ في شقتها في إحدى العمارات ، وكل ليلة ضجة صراخها تصم أسماع الجيران فزوجها على مابدا يثب عليها وثبة الوحوش ويضربها ضرب الجيوش ، عذابها يتعاقب كل ليلة ولاسبيل ان تتخلص أو يخلصها احد من عذابها الذي غمسها فيه زوجها ، زوجها المسلم الذي اقبل على المسجد حين كل صلاة والذي أرخى لحيته وأظهر تقواه أمام الجيران.

وذاك رجل ما ترك صلاة في المسجد مرخي اللحية مرفوع الإزار قميصه طويل يتأبط حينا المصحف، قطن في شقة عليا ومياه حمامه تهدر على حمام الشقة السفلية لتتسرب المياه خلال الجدران فيتشقق البلاط ويتهاوى وينسلخ الطلاء قشوراً فيصعد اليه جاره المتضرر ناصحا إياه بإصلاح حمامه فيرد المتظاهر بدينه تعنتاً بانه لن يصلح حمامه.

وفي حي من الأحياء طفلاً يلقي حجراً على حمامة رابضة على غصن شجرة فتطير الحمامة ويرتد الحجر ليقع على سيارة شاب تعلق قلبه بالمساجد،يسير الي المسجد سيرا فسيحا . فلا يستريحا. فيمسك هذا الشاب الملتزم دينا بالطفل ويضربه ضربا مبرحا مقرحا. ادخل الطفل في غيبوبة.

هذه قصص مقتبسة من قصص واقعية وغيرها الكثير من القصص المنافية لدين الإسلام من مسلمين تظاهروا بالتقوى أعماقاً . وبالفضائل اغراقا . وبالإيمان أعماقاً .

وهذه طبائع المسلمين وليس طبيعة الإسلام وكان الأولى ان تكون طبائع المسلمين من طبيعة الإسلام وعجبا لطبيعة المسلمين وليس طبيعة الإسلام وكأن ديننا ما دعانا للرفق بالقوارير وان المسلم لأهله خيرهم لأهله والإحسان الي الجار والعطف والرفق بالأطفال .

ويطل على الناس عبر القنوات الفضائية الدعاة والفقهاء والشيوخ يقدمون وما قدموا النبع الصافي . بل طرحا للإسلام منافي . فيطرحون رؤية التيار أو الجماعة التي ينتمي إليها هؤلاء ليس رؤية الإسلام الذي هو واحد وعندما يقدمون عبر القنوات يقدمون بطرح القائي وليس طرحا علميا دينيا القصد منه هز المشاعر فيرفعون او يعلون صوتا او يهمسون فيما يطرحون . وعلى الكلمات يطرقون . وعلى العبارات يعزفون . والقصد أساسا جذب الانتباه وإثارة السامع وليس الدعوة لله ولدين الإسلام ولو كان هؤلاء يدعون لله وللدين الإسلامي ما اشترطوا على القنوات الفضائية مبالغ عالية مقابل ظهورهم على القنوات فهم لا يدعون لذات الله وذات الإسلام بل يدعون لذات المال وذات الشهرة وذلك فتح الباب على مصرعيه . والسبيل على ذراعيه . لمن يتطلع للمال والشهرة ان يتخذ دين الله اتخاذا لجني المال والشهرة .

هؤلاء هم من جلسوا وراء الآت التصوير جلسة التقي . وكلموا الناس كلام النقي . والحمد لله ان لا احد يملك حقائق ديننا الحنيف ،ومتى كانت الدعوة لسبيل الله بالمال وتيسير الحال وعجبا لهؤلاء الذين يأكلون دنياهم بدينهم ان ذلك ليس من ديننا في شئ.

أما التيارات والتنظيمات التي أسمت نفسها إسلامية وتظاهر أفرادها بالالتزام الديني فان حالها من الدين . كحال الدمع من العين.

وهى تسعى بكل الوسائل والبدائل للسلطة حتى لو كانت هذه الوسائل والبدائل مخالفة بالصريح للدين الإسلامي وبالتالي لا تسعى للإسلام ولا لله تعالى فهم يفجرون السيارات المفخخة دون ان يراعوا ان أذى التفجير قد يلحق بأطفال او نساء او شيوخ او أبرياء ،هذا على افتراض ان لديهم عدواً . وهم يندفعون للمواجهة والقتال وتوريط الأبرياء في سبيل مصالحهم حتى لو سالت الدماء جداول جارية وهذا حدث في مصر من جماعة الإخوان المسلمين.

ويتخذون أساليب في الخداع . هى الضياع . فيرشحون انفسهم مستقلين لخداع الشعوب لنجدهم بعد فوزهم ينتمون إلى تنظيم ديني وهذا حدث في ليبيا مع الإخوان المسلمين بل هم يأخذون دور الحكومات في الثواب والعقاب فينفذون حدود الشريعة ولكن على الضعفاء ، على البسطاء ولا ينفذونها على الحكام فشارب الخمر من البسطاء يجلد على جذع شجرة وشارب الخمر من أعضاء المؤتمر الوطني او الحكومة محصن من تطبيق حدود الشريعة بل من سرق المليارات تلو المليارات. وأودعت في الحسابات . لا تطبق عليه حدود الشريعة وتطبق على من شرب خمراً من البسطاء وذلك حدث في ليبيا.

والله عجبا لهذه الطبائع التي خالفت الإسلام وألقت لذلك الذرائع والذرائع ، ديننا الذي حرم القتل وحرم الغش والخداع وحرم الظلم والتمييز في العقا.

أما حكام المسلمين فهم الأسوأ عالميا وهم الأكثر كلاما والأقل فعلا وعملا والى انفسهم وعائلاتهم ينظرون. والى شعوبهم لا ينظرون. وهم يشبعون. وشعوبهم يجوعون . وبوجع انفسهم وعائلاتهم يشعرون. و بأوجاع شعوبهم لا يشعرون. و لأنفسهم يتفكرون. وعن شعوبهم ينامون . وهم يحيون .وشعوبهم يموتون.

وكأن في تاريخ الإسلام ما كانت خلافة راشدة ،خلافة العظماء . الأنقياء . الذين بسطوا على الأرض عدلا وبهاء ، فلا يأكل خليفة راشد حتى تأكل الرعية ولا يأمن حتى تأمن الرعية ولا يأوي حتى تأوي الرعية ولا يقسم لنفسه وعائلته رزقاً حتى يقسم للرعية وبنفس نصاب الرعايا ، لذلك فان طبيعة الإسلام لا وجود لها في طبائع المسلمين حديثاً فهيهات لطبائع المسلمين حديثاً من طبيعة الإسلام.

الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.

محمد علي المبروك

كاتب ومحلل سياسي ليبي.

اترك تعليقاً