وتستمر عبودية الحاكم!

وتستمر عبودية الحاكم!

د. عبيد الرقيق

باحث ومحلل سياسي ليبي

كان ينبغي إننا كشعب ليبي انتفض على الحاكم منذ 10 سنوات وأسقطه لم يعد قابلا أن يستعبد أو يخدع أو أن يستخف به من قِبل أي حاكم من جديد لكن طقوس الديمقراطية العصرية يبدو أنها عصية على الفهم والتطبيق من قِبل الليبيين ولازال الطريق طويلا دونها.

الذين سيخرجون للتظاهر استجابة لنداء الحاكم لمؤازرته ضد قرار الجسم التشريعي بسحب الثقة من حكومته، ترى أين كانوا طيلة السنوات الماضية والشعب يُعاني الأمرين؟!.

إن مجلس النواب الفاشل وقبله المؤتمر المتحول لمجلس الدولة يعملان هنا قبل سنوات عديدة ولم يأتوا من عدم وفشلهم كان واضحا ومستمرا منذ البداية خاصة في ظل حالة الانقسام الحاد بين الأطراف المتصارعة في ليبيا خلال الفترة الماضية ولازالت.

كم كنا نتمنى أن يهب الليبيون في انتفاضة عفوية شاملة تقتلع كل أجسام الفساد وتُنهي هذه الفوضى العارمة التي تعصف بليبيا منذ عقد كامل ولكن يا للحسرة والخيبة فحتى عندما تنادى بعض الوطنيين للتظاهر خذلهم الجميع ولم يجدوا من يقف معهم في الساحة.

إن التظاهر الذي يأتي تلبية لنداء الحاكم هو تجسيد حقيقي للعبودية واستجابة لطمع رخيص، وأي تظاهر أو حراك لا يكون شاملا لكل أجزاء الوطن وبتوافق عام في ظل الانقسام الحالي لا يخدم القضية الوطنية بل يُؤجج حالة الصراع ويعمق الانقسام ويُطيل في عمر الأزمة.

الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.

د. عبيد الرقيق

باحث ومحلل سياسي ليبي

اترك تعليقاً