يا رجال.. يا نساء العالم أنقذوا أطفال ليبيا

يا رجال.. يا نساء العالم أنقذوا أطفال ليبيا

محمد علي المبروك

كاتب ومحلل سياسي ليبي.

مع بداية كل يوم تحدث عمليات خطف لأطفال في مراحل عمرية* مختلفة ومع كل يوم يختم زمنه في ليبيا ليبدأ زمن اليوم التالي فيغيب اطفال من مراحل عمرية مختلفة في صور من صور الغياب المرعب الذي يهز بيوت وعائلات ويزلزل ويحرق قلوب امهات ويؤلم اباء واخوة وأخوات ، في ظاهرة غريبة أصبحت طغيانا لم تألفه ليبيا في تاريخها وقد يعود الطفل المخطوف محملا بصدمة نفسية مزمنة مهلكة من بعد دفع فدية او قد لا يعود من بعد غيابه ومن لا يعود قد يكون في هذا الوجود او في غير هذا الوجود ،بلادا أصبحت بحق غابة بشرية لا تعرف للطفولة معنى ولا تعرف لحياة الطفولة اعتبار، تجوس فيها وحوش حيوانية بهيئات بشرية تفتك بأطفال ليبيا وحكام ليبيا الذين عليهم مسؤولية حماية الطفولة لا مهمة لهم الا التفرج والمشاهدة من على منابر ومنصات محمية في هذه الغابة ، يتفرجون ببلادة على وحوش حيوانية تفتك بمعدل يومي بفرائسها من اطفال ليبيا وتمر يوميا حالات من الفتك والافتراس لأطفال دون ان تعلم توثيقا ودون ان تعلن اعلاما وتحدث خفاءً وتكتما دون علم ولا يعلم بها الا من يعيش في داخل ليبيا ولا من يحرك ساكنا بل هناك من يسكن ساكنا على سكنه على صورة من صور اسواق النخاسة الحديثة يباع ويُشترى فيها اطفال ليبيا حتى أصبحت عادة مألوفة لا رادع ولا صادع لها وحتى أصبحت طغيانا يفيض في كل مدن ليبيا.

يا شعوب العالم.. يا حكماء العالم.. يا نساء.. يا رجال العالم.. يا هيئات.. يا منظمات العالم، ان كنا نعيش معا في عالم انساني وليس حيواني.. ان كنا نعيش في عالم يحمي الحقوق الانسانية ولا يفرط فيها، أمامكم ليبيا وقد أصبحت غابة تفترس فيها عينة من اطفال عالمكم المشحون بالقيم الانسانية، لم يبق الا التوجه الى العالم في حين عجز وخمل وكسل وتبلد كل من حكم الغابة الليبية اسميا على مدى خمس سنوات، والحقيقة انه اتخذ جانب التمتع بمشاهدة حالات الافتراس واكمال المشاهدة المثيرة حتى إتمام عملية الافتراس لأطفال ليبيا، لم يبق الا التوجه نحو العالم في حين قيام حكومات ووزارات لا غرض لها الا المشاهدة  وليست عاملة حامية للأطفال، لم يبق الا التوجه نحو العالم في حين ان الشعب الليبي لا يملك أمره الا الانزواء صامتا في كآبته واطفاله أمامه يختطفون، لم يبق الا التوجه نحو العالم في حين لا حماية ولا رعاية لأطفال من اطفال العالم.

ايها العالم.. مر عليك موت العشرات وجرح العشرات وارعاب وترهيب وصدم العشرات من الاطفال الليبيين في حروب اجرامية دموية وحشية، ولإزال يمر عليك بين الحين والآخر أطفالا تحصدهم القذائف او شظاياها والآن يتوقف عندك العشرات من اطفال ليبيا الذين يختطفون يوميا، هل نحن في عالم انساني او عالم حيواني جوفت وفرغت منه القيم الانسانية حتى لا تتحرك لإنقاذ اطفال من اطفال العالم الحديث؟

أطفالنا مثلهم مثل اطفال العالم، اذا ابتسموا كأن الدنيا تبتسم رحابة وبهاء ، أطفالا تصوب أنظارهم اضواء وتنضح لمحاتهم براءة وجاذبية ونقاء وحياء، كأنهم شتولا مروية بمياه نقية منبتها تربة محيية بالحياة النامية غنية، لهم جينات بشرية خيرية، الخير فيهم طفلا ينمو مع نمو طفولتهم الجسمية والعقلية، يبكون يحنون على كل مريض او ضرير ويكرهون كل شر وشرير، في قلوبهم رقة وفي عقولهم دقة، فيهم جاهزية أصيلة  لحياة الكون المتجددة، انقذوا الاطفال والا فلتتوحش الطفولة كما هو العالم المتوحش حتى تدافع عن نفسها في عالم هو حقيقة متوحش، وطنهم لم يحمهم فلتحمهم اوطان العالم.. ابناء وطنهم لم يحموهم فليحمهم ابناء العالم المعاش وهنا فلتسقط القيم الوطنية كما تتساقط أوراق الخريف فلا قيم وطنية بعد الاعتداء على قيم الحياة البريئة لأطفال ليبيا. ربنا أننا نفوض لك امر اطفال ليبيا، ان تجعل لهم عالمك الواسع ببلدانه وخلقك ملاذا وملجأ ومنقذا من بعد ان حولوا عليهم الحياة الى غابة.

_____________________________________________________________________

** ذكري للطفولة هو شامل لجميع مراحل النمو الجسمي والنفسي والعقلي حتى اكتماله وتوقفه عند حدود تكوينية وهو يشمل مرحلة الطفولة الاولى ثم الوسطى ثم المتأخرة ثم الفتوة والتي يصبح فيها الذكر فتى والأنثى فتاة

 

الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.

محمد علي المبروك

كاتب ومحلل سياسي ليبي.

التعليقات: 1

  • محمد.

    نطالب بحماية المدنيين*
    لا أدري متى سمعت كهذي الكلمات لا أذكر؛ ربما لم تكن صدقاً كهذي الكلمات لا اذكر، نسيت تلك الكلمات لأنها لم تكن حقاً، لم تصدر من راعي كذاب ولكن ثغت بها بعض المعزات.
    وكل ما أذكره بعد تلك الكلمات هبت جيوش جرارة في سرعة وعجالة وأُمطرنا بنار ولهب وحديد، وأتضح أنها غارة وتليها غارة.
    في العادة لا أنسى، ربما هي الصدمة وأصوات الانفجارات ورائحة البارود والدخان والارتجاجات وصراخ الأطفال ورعشات النسوة والعجزة، وهدم لإرادة والذات، التي قالوا عنها مركّبةً، قد أنستني وطمست كل العلامات.
    ولكن لم ينسى من هب الينا قبل العودة أن يُبقي شيئاً عليه نقتات.

التعليقات مغلقة.

التعليقات لا تعبر عن رأي موقع عين ليبيا، إنما تعبر عن رأي أصحابها.

اترك تعليقاً