أعلن الاتحاد الدولي للسكري “IDF” رسميًا إدراج سكري من النوع الخامس ضمن تصنيف داء السكري، بعد عقود من الجدل العلمي، داعيًا منظمة الصحة العالمية “WHO” إلى الاعتراف به عالميًا.
ويُقدّر أن هذا النوع النادر يصيب نحو 25 مليون شخص حول العالم، وخصوصًا في الدول ذات الدخل المنخفض والمتوسط، حيث الوصول إلى الرعاية الصحية محدود.
ويختلف سكري النوع الخامس عن الأنواع الأخرى؛ إذ لا يرتبط بالسمنة أو نمط الحياة أو الحمل أو اضطرابات الجهاز المناعي، بل غالبًا ينجم عن سوء التغذية، وهو ما يجعل تشخيصه صعبًا وغالبًا ما يُشخّص خطأً على أنه نوع آخر من السكري، بينما العلاجات الحالية قد لا تكون فعّالة وربما تلحق الضرر.
وأشار كريغ بيل، الباحث في مجال السكري، إلى أن “فهم النوع الدقيق للسكري الذي يعاني منه المريض أمر بالغ الأهمية لتوفير العلاج المناسب”، موضحًا أن الاعتراف الرسمي بالنوع الخامس قد يفتح الطريق أمام جهود فعّالة لمكافحة هذا المرض الذي طال إهماله.
ومن جانبها، أكدت ميريديث هوكينز، اختصاصية الغدد الصماء في معهد السكري العالمي بكلية ألبرت أينشتاين، أن السكري من النوع الخامس يطال غالبًا سكان آسيا وأفريقيا المتأثرين بانعدام الأمن الغذائي، مشددة على ضرورة اعتماد اعتراف عالمي رسمي لتسهيل التشخيص وتطوير العلاجات.
وقد أنشأ الاتحاد الدولي للسكري هذا العام فريق عمل خاص بالنوع الخامس برئاسة هوكينز، لوضع معايير تشخيصية رسمية وإرشادات علاجية، وإنشاء سجل بحثي عالمي، وتدريب الكوادر الصحية على التعامل مع هذا النوع النادر من المرض.
وقالت هوكينز: “السكري من النوع الخامس يتطلب حذرًا شديدًا عند إدارة مستويات الأنسولين، فقد يحتاج المرضى إلى كميات ضئيلة من الأنسولين التكميلي أو إلى أساليب بديلة لتحفيز إفراز الأنسولين لتجنب انخفاض أو ارتفاع مستويات السكر بشكل خطير”.
وأوضحت مراجعة حديثة أن العلاج غير المناسب قد يؤدي إلى نقص سكر الدم، ما يشكل خطرًا كبيرًا في المناطق التي تعاني من انعدام الأمن الغذائي، ويشمل ذلك أجزاء من آسيا، أفريقيا، أمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي، حيث تتفاقم الفقر والتفاوتات الصحية بفعل عوامل بيئية وسياسية واقتصادية.
هذا ووُصف السكري من النوع الخامس لأول مرة عام 1955 في جامايكا، لكنه ظل نادر النقاش والبحث لعقود. وفي ثمانينيات القرن الماضي اعترفت منظمة الصحة العالمية به، لكنه أثار جدلًا واسعًا بسبب التشخيص الصعب وارتباطه بسوء التغذية وليس العوامل التقليدية للسكري.






اترك تعليقاً