أعلنت القوات المسلحة التابعة لجماعة الحوثي في اليمن، اليوم الجمعة، عن تنفيذ عملية عسكرية نوعية باستخدام صاروخ باليستي فرط صوتي من نوع “فلسطين2” الانشطاري متعدد الرؤوس، استهدفت مواقع حساسة داخل الأراضي المحتلة بمدينة يافا.
وجاء في البيان العسكري الصادر عن الحوثيين في صنعاء أن الهجوم جاء ردًا على “جرائم الإبادة الجماعية بحق الشعب الفلسطيني في قطاع غزة والعدوان الإسرائيلي المستمر على اليمن”، مؤكدين نجاح العملية التي أدت إلى حالة من الهلع بين السكان الإسرائيليين، وتسببها في هروب الملايين إلى الملاجئ وتوقيف الحركة في مطار اللد.
وأشار البيان إلى أن الدفاعات الجوية اليمنية تمكنت من التصدي لعدد من التشكيلات القتالية الإسرائيلية خلال الهجمات الأخيرة على اليمن، مضيفًا أن بعض الطائرات الإسرائيلية أُجبرت على المغادرة، بينما تم إفشال جزء كبير من الهجوم عبر إطلاق صواريخ أرض-جو.
كما وجه الحوثيون تحذيرًا شديدًا إلى جميع الشركات والسفن المدنية والعسكرية التي تتواجد أو تعبر في البحر الأحمر والبحر العربي بضرورة التعريف عن هويتها، مؤكدة أن أي جهة لا تلتزم ستكون عرضة للاستهداف وستتحمل المسؤولية الكاملة عن العواقب.
وأكدت القوات المسلحة الحوثية استمرار تنفيذ المزيد من العمليات العسكرية بوتيرة متصاعدة دفاعًا عن السيادة الوطنية ودعمًا للشعب الفلسطيني في غزة، معربة عن عزمها على المضي في التصدي للعدوان الإسرائيلي حتى وقف الحرب ورفع الحصار.
في المقابل، أعلن الجيش الإسرائيلي عن رصد إطلاق صاروخ من اليمن، حيث تم اعتراضه، فيما شهدت عدة مناطق، منها مطار بن غوريون الدولي قرب تل أبيب، إنطلاق صافرات الإنذار، وتوقيف مؤقت للحركة الجوية حفاظًا على سلامة المسافرين.
يُذكر أن جماعة الحوثي تبنت منذ بداية الحرب في غزة سلسلة من الهجمات بالصواريخ والطائرات المسيرة تجاه إسرائيل، ما أسفر عن اضطرابات أمنية متكررة وفرض حالة توتر متزايدة على الداخل الإسرائيلي.
في غضون ذلك، أعلنت وزارة الصحة في حكومة “أنصار الله” الحوثية، اليوم الجمعة، عن ارتفاع حصيلة ضحايا الغارات الجوية الإسرائيلية التي استهدفت العاصمة اليمنية صنعاء مساء أمس الخميس، إلى 183 قتيلاً وجريحاً، غالبيتهم من النساء والأطفال.
وأوضح المتحدث باسم الوزارة، أنيس الأصبحي، عبر منصة “إكس”، أن “عدد الشهداء بلغ حتى الآن 9 مدنيين، فيما أصيب 174 آخرون، في حصيلة لا تزال غير نهائية”، مشيراً إلى أن “فرق الدفاع المدني تواصل عمليات البحث تحت الأنقاض وانتشال الضحايا”.
وأكد الأصبحي أن من بين القتلى “شهيدتان و4 أطفال”، بينما شملت الإصابات “35 امرأة و59 طفلاً”، ما يسلط الضوء على الطبيعة المدنية لغالبية الضحايا.
ووفقاً للمصادر، نفذت المقاتلات الإسرائيلية 13 غارة جوية استهدفت مجمع الرئاسة ومعسكر النهدين جنوبي العاصمة، بالإضافة إلى مواقع في منطقة حدة ومقر جهاز الأمن والمخابرات في منطقة شعوب وسط صنعاء.
كما استهدفت غارتان منفصلتان أحياء سكنية مكتظة بالسكان، حيث وقعت إحداها في شارع الرقاص بمديرية معين، والثانية في حي سكني بمنطقة حدة بمديرية السبعين، ما أدى إلى وقوع خسائر كبيرة في صفوف المدنيين.
وجاءت هذه الضربات الجوية بعد إعلان جماعة “أنصار الله” الحوثية مسؤوليتها عن تنفيذ هجوم بطائرتين مسيّرتين على أهداف في مدينة إيلات جنوبي إسرائيل، في تصعيد خطير يعكس تنامي التوترات الإقليمية.
ويُعتبر استمرار الهجمات من اليمن جبهة إضافية تجهد إسرائيل في ظل تدهور الأوضاع في غزة، وسط تحذيرات من اتساع دائرة الصراع وتأثيراته على الملاحة الجوية والتجارية في المنطقة.






اترك تعليقاً