أمريكا تصعّد.. إيران وروسيا والصين تعلن انتهاء العمل بقرار «مجلس الأمن 2231»

بعث سفراء إيران وروسيا والصين لدى الأمم المتحدة رسالة مشتركة إلى رئيس مجلس الأمن والأمين العام للأمم المتحدة، أكدوا فيها أن جميع بنود قرار مجلس الأمن رقم 2231 قد انتهى العمل بها اعتبارًا من 18 أكتوبر 2025.

ووقّع الرسالة كل من أمير سعيد إيرواني، المندوب الدائم لإيران، وفاسيلي نيبينزيا، المندوب الدائم لروسيا، وفو كونغ، المندوب الدائم للصين.

وأوضحت الرسالة أن هذه الخطوة تأتي ردًا على مذكرة ممثلي فرنسا وألمانيا والمملكة المتحدة بتاريخ 20 نوفمبر، مذكّرة بالرسالة السابقة الصادرة عن وزراء خارجية إيران والصين وروسيا في 2 سبتمبر/أيلول 2025 بشأن آلية “العودة السريعة” أو ما يُعرف بـ”سناب باك”.

وشدّدت الرسالة على أن هذه الآلية فقدت صلاحيتها بعد انسحاب الولايات المتحدة من خطة العمل الشاملة المشتركة في مايو 2018 وخرقها الكامل للالتزامات، ما أضعف الأساس القانوني والسياسي لتفعيل آلية الزناد دون معالجة الانتهاك.

وأشارت إلى أن ألمانيا وفرنسا والمملكة المتحدة، إلى جانب الاتحاد الأوروبي، فرضت عقوبات إضافية على إيران رغم التزاماتها بموجب القرار 2231 وخطة العمل.

وأكّدت الدول الثلاث أن الإجراءات الإيرانية، بما فيها تعليق بعض الالتزامات النووية، جاءت ردًا على الانتهاك الأمريكي وأخطاء الترويكا الأوروبية، ولا تشكل سببًا لتفعيل “آلية الزناد”.

كما أوضحت الرسالة أن القرار 2231 وخطة العمل الشاملة المشتركة وثيقتان مترابطتان، وأنه لا يمكن تفسير الفقرة 11 من القرار بمعزل عن المواد 36 و37 من خطة العمل.

وأعلنت الدول الثلاث أن جميع أحكام القرار 2231 أصبحت لاغية بعد 18 أكتوبر 2025، وأن إنهاء العمل بالقرار رسميًا يعزز مصداقية مجلس الأمن والدبلوماسية متعددة الأطراف.

كما جددت إيران وروسيا والصين التزامها بالحوار البنّاء مع أعضاء المجلس، ودعمت الحلول السياسية والدبلوماسية القائمة على الاحترام المتبادل ورفض العقوبات الأحادية وتهديد القوة.

وتأتي هذه الخطوة بعد تصاعد التوترات بين إيران والدول الغربية بسبب انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي في 2018 وفرض عقوبات جديدة على طهران.

ويهدف القرار إلى إعادة التأكيد على السيادة الإيرانية في ملفها النووي وتعزيز الدور الدبلوماسي لمجلس الأمن في معالجة القضايا النووية عبر الحلول السلمية.

وقرار مجلس الأمن رقم 2231 صدر في يوليو 2015 لدعم الاتفاق النووي الإيراني، المعروف بخطة العمل الشاملة المشتركة، بهدف تقييد البرنامج النووي الإيراني مقابل رفع العقوبات تدريجيًا.

ومع انسحاب الولايات المتحدة في 2018 واستمرار التوترات بين إيران والدول الأوروبية، ظهرت آلية “العودة السريعة” أو “سناب باك” التي تهدف إلى إعادة فرض العقوبات، لكن إيران اعتبرت أن هذه الآلية لم تعد صالحة بعد الانتهاكات الأمريكية.

واشنطن تعرض 10 ملايين دولار مقابل معلومات عن شخصيتين إيرانيتين متورطتين في هجمات سيبرانية

أعلن برنامج مكافآت من أجل العدالة التابع لوزارة الخارجية الأمريكية الأربعاء عن مكافأة تصل إلى 10 ملايين دولار مقابل معلومات عن الإيرانيين فاطمة صديقيان كاشي ومحمد باقر شيرينكار، لدورهما في أنشطة إلكترونية ضارة بالبنية التحتية الحيوية للولايات المتحدة وانتهاك قانون الاحتيال وإساءة استخدام الحاسوب.

وأشار البيان إلى أن شيرينكار يشرف على مجموعة “شهيد شوشتري”، بينما تعمل صديقيان منذ فترة طويلة مع المجموعة، وتجمعهما علاقة وثيقة في تخطيط وتنفيذ العمليات السيبرانية. وتسببت هجمات المجموعة أضراراً مالية كبيرة وتعطيلات للشركات الأمريكية والوكالات الحكومية، مستهدفة قطاعات البنية التحتية الحيوية بما في ذلك الأخبار والشحن والسفر والطاقة والمالية والاتصالات في الولايات المتحدة وأوروبا والشرق الأوسط.

وأوضح البرنامج أن المجموعة نفذت حملة متعددة الأوجه ضد الانتخابات الرئاسية الأمريكية في 2020، وأن وزارة الخزانة الأمريكية أدرجت المجموعة وستة من موظفيها في نوفمبر 2021 بموجب الأمر التنفيذي 13848 لمحاولتها التأثير على الانتخابات.

كما سبق أن سلط البرنامج الضوء على أفراد آخرين من المجموعة لتورطهم بمحاولات التدخل الأجنبي في الانتخابات الأمريكية.

واشنطن تنشر نسخًا أمريكية من شاهد 136 في الشرق الأوسط وتحذر طهران من قدرات مسيّراتها الجديدة

واشنطن نشرت أول سرب من الطائرات الانتحارية المسيرة لوكاس في الشرق الأوسط ضمن خطوة تشير إلى تحوّل لافت في الاستراتيجية العسكرية الأمريكية تجاه إيران، وفق ما ذكره موقع وار زون.

وأوضح قائد الفيلق الخامس في الجيش الأمريكي تشارلز كونستانزا أن الجيش يحتاج إلى قدرات تضاهي الطائرة الإيرانية القتالية شاهد 136، وأشار إلى أن واشنطن تتأخر عن مواكبة الاتجاه العالمي في تطوير الطائرات بدون طيار، في وقت بدأت فيه القوات الأمريكية استخدام مسيرات لوكاس بعد إجراء هندسة عكسية لعدد من المسيرات الإيرانية.

وأشار المتحدث باسم القيادة المركزية الأمريكية تيم هوكينز إلى أن القوات الأمريكية أجرت فحصًا دقيقًا للطائرات الإيرانية وقامت بإعادة هندستها، وأن العمل يجري مع عدد من الشركات الأمريكية لتطوير هذا النوع من التكنولوجيا.

وذكرت صحيفة وول ستريت جورنال أن طائرة مسيّرة أمريكية جديدة تشبه إلى حد كبير المسيرة الإيرانية شاهد 136 عُرضت مؤخرًا، في إطار نهج جديد يعتمد على استلهام تكتيكات الخصوم وتطوير نسخ محسنة منها عبر الهندسة العكسية.

وترافق هذا التطور مع إعلان الجيش الأمريكي تشكيل قوة مهام سكوربيون سترايك لتوفير مسيرات منخفضة التكلفة ومنتشرة بسرعة في الشرق الأوسط، مؤكدة أن سربًا من طائرات لوكاس FLM‑136 يتمركز حاليًا في المنطقة، ويمتاز بمدى واسع وقدرة على العمل بشكل مستقل، إضافة إلى إمكانية إطلاقه عبر المنجنيق أو الصواريخ المساعدة أو الأنظمة الأرضية والمركبات المتنقلة.

وتستند واشنطن في هذه الخطوة إلى إدراك متزايد لدور المسيرات الإيرانية، خصوصًا شاهد 136 التي يصل مداها إلى نحو ألفي كيلومتر وتُستخدم في عمليات عسكرية متعددة منذ عام 2021، وتتميز بتكلفة منخفضة مقارنة بالصواريخ الباليستية والفرط صوتية، ما يمنح إيران قدرة هجومية بعيدة المدى بتكلفة محدودة.

وتصاعدت أهمية المسيرات الانتحارية في الشرق الأوسط خلال السنوات الأخيرة بعد استخدامها في الهجمات على ناقلات النفط والمنشآت الحيوية، وبدأت واشنطن تعزيز حضورها العسكري في المنطقة عبر أنظمة دفاعية وهجومية لمواجهة القدرات الإيرانية المتطورة، في إطار تنافس إقليمي متصاعد يعتمد بشكل متزايد على الطائرات بدون طيار كأداة رئيسية في الصراع غير التقليدي.

اقترح تصحيحاً

اترك تعليقاً