حكومة الوفاق لا تسير في خطين متوازيين.. النفق المسدود؟

حكومة الوفاق لا تسير في خطين متوازيين.. النفق المسدود؟

د. ناجي بركات

وزير الصحة السابق بحكومة المجلس الوطني الانتقالي.

عندما نتحدث عن التوافق فيجب أن يشمل الجميع ولن ينجح هذا التوافق الا بالأجماع عليه. حكومة التوافق بليبيا والتي يدعهما المجتمع الدولي والعربي ومعظم الليبيين. يعتبرها المجتمع الدولي والأمم المتحدة حل للفوضى السياسية في ليبيا. الليبيين يعتبرونها حل لمشاكلهم الأمنية والاقتصادية ووحدة ليبيا. للأسف لم يتم التوافق التام عليها والان بدأت في الشهر الثالث ووقتها داخل ليبيا اقل بكثير من خارج ليبيا. كذلك التحدث لليبيين والليبيات كان اقل شيء يمكن ان يفعله رئيسها والذي نسي أنه اختير من المجتمع الدولي والمتحاورين الذين نصبهم المجتمع الدولي، اختير لحل مشاكل الليبيين ولكنه نسى هذا كثيرا وقل الحديث لليبيين وتجاهلهم جميعا بما فيهم قادة المليشيات واعيان القبائل وقادتها السياسيين. لقد بداءة هذه الحكومة تفقد في مصداقيتها أمام الشعب الليبي وتزداد مصداقيتها أمام المجتمع الدولي والذي يصر كل الإصرار بأنها ستنجح رغم أنها لا تغادر بوابة قاعدة بوسته البحرية مند أن وضعت اقدامها في طرابلس

لقد سعدنا جميعنا وما زلنا متفائلين بأن حكومة الوفاق هي الأنسب وليست الأفضل في هذه الظروف وما عليها الا العمل مع الليبيين والمجتمع الدولي في خطين متوازيين. ما قامت به قبلية العواقير في شرق ليبيا وهي من أكبر القبائل في الشرق وخاصة في بنغازي وما حولها، هو ضربة وصفعة قوية لحكومة الوفاق او التوافق. لكنهم أصروا على وحدة ليبيا وبناء ليبيا وعلى هذه الحكومة ان ترقي الى مستوي الكثيرين والقدوم لطبرق لكي تأخذ تأشيرة الدخول لليبيا والبداء في العمل.

هذه الحكومة اصدرت عدة قرارات وأخطارها هو تكوين غرف عمليات للجيش هذا إذا وجد جيش ولكن من سيطر على هذه الغرف هم الجماعات المسلحة والمليشيات وهذا يذكرنا بما قام به الكيب وحكومته بإصدار تشكيل الدروع وبمباركة المؤتمر الوطني. من وراء هذا كله، كانوا الاخوان المسلمين بذلك الوقت والغرض منه سحب البساط من تحت أرجل قادة الجيش. هذه المرة، حكومة الوفاق الوطني قامت بوضع على رأس هذه الغرف ضباط جيش ولكن من يسير في هذه الغرف هم قادة الجماعات المسلحة والمليشيات. كذلك انشاء الحرس الرئاسي والذي يفكرني بكل من الحرس الوقائي أيام الانتقالي ثم اللجنة الأمنية العليا والحرس الوطني وكلها تشكيلات اقترحوها الاخوان ونفذوها والغرض منها هو تحطيم الشرطة والجيش واستمرار الفوضى في ليبيا.

حكومة الوفاق أو التوافق صارت تسير في اتجاه واحد ووضعت كل البيض في سلة واحدة ومن يحرسه هم نفس الأشخاص والجماعات والتي تساهم في تعطيل العملية السياسية بليبيا. كذلك اخدت خط سير دولي وطاف رئيسها الكثير من الدول وهو شيء جيد ولكن نسي أن هناك نالوت وطبرق والبيضاء وبنغازي وأجدابيا وغريان وترهونة وورفلة وسبها وغات والكفرة. هل نسي بأن هذه مدن ليبيا ويجب زيارتها والتحدث للناس وطمأنتهم حتى وألا يوجد شيء يفعله. قوة السلطة تأتي من الشعب والسلطة لها عدة أفرع وكثيرون يفقدونها عندما يتناسون أن هناك شعب يريد التحدث والاستماع الى من هم على اعلي هرم في السلطة. لهذا يجب السير في خطوط متوازية واهمها خط الشعب الليبي

ماذا يجب أن تضع في خطتها هذه الحكومة قبل المائة يوم من عمرها:

  1. التحدث للشعب الليبي أكثر وزيارة مدن ليبيا
  2. يجب الذهاب لطبرق ووضع الكرة في ملعب البرلمان ومن يؤيدونه حتى لا تفقد هذه الحكومة تأييد قبائل شرق ليبيا واحدة بعد الأخرى ومن الصعب ارجاع الثقة فيها بعد ذلك
  3. أنشاء مجلس عسكري جديد من خمسة قادة عسكرين ويكون حفتر جزء من هذا المجلس العسكري
  4. رئيس هذه الحكومة يجب عليه زيارة مناطق شرق ليبيا والجبل الغربي وترهونة ورفلة والجنوب الليبي
  5. يجب عدم التسرع في اصدار غرف عمليات اخري والإبقاء على غرفتين فقط كل ما أمكن وتمكين قادة الجيش من تسير هذه الغرف وليس قادة الجماعات المسلحة
  6. يجب الجلوس والتحدث لكل قادة المليشيات والجماعات المسلحة والطلب منهم حل تشكيلتهم والانضمام للجيش كأفراد ويكون هذا بعد حوار ونقاش ولجان تراقب وتنفد هذا
  7. الاستمرار في طلب مساندة المجتمع الدولي في القضاء على داعش ومنع الهجرة غير الشرعية
  8. العمل وبأسرع وقت على رفع المعاناة عن جميع افراد الشعب الليبي وخاصة الاقتصادية والأمنية ووضع حل لتدهور العملة الليبية
  9. يجب حت مجلس الدولة والبرلمان بإصدار بيان أو قرار بإلغاء الحكومتين الآخرتين (حكومة الغويل وحكومة الثني)
  10. يجب الدعوة لعودة الشرطة والجيش بكل مؤسساتهم وتكون تابعة للمجلس الرئاسي

كل ما يريده المواطن الليبي هو العيش بكرامة وتحقيق طموحاته وطموحات لأبنائه والتي طالما حلم بها مند70 سنة أو أكثر. طبول الحرب تلاحق هذا الشعب في الأربع سنوات الأخيرة والظلم تفشي في كل مكان وسرقة المال العام أصبحت أمام الجميع. هذه الحكومة أمامها خياران لا ثالث لهم وهو أم تخرج وتتحدث للشعب وتوضح خططها وكيف التعامل مع المليشيات أو ان تستمر هذه الحروب والتي لا نهاية لها كما بلبنان والعراق. قريبا ستتحرر سرت مرة اخري من الدواعش والازلام وهذا سيضع ثقله على الحكومة حيث من يحاربون في سرت هم الجماعات المسلحة والمليشيات من مصراته والتي ستفرض نفسها بالقوة مرة اخري على الحكومة. لكن ليس هناك غير الحوار والنقاش والحزم في كل الأمور. لهذا السير في خطوط متوازية سيجلب الكثر من النجاح وتربح الحكومة وقت كثير وتتحقق معظم أولوياتها.

رمضان مبارك للجميع وربنا يحفظ لنا هذا الوطن

 

الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.

د. ناجي بركات

وزير الصحة السابق بحكومة المجلس الوطني الانتقالي.

التعليقات: 2

  • على

    يجب استبعاد القبايل من السياسة وينحصر دورها في الغطاء الالجتماعي فقط…

  • فيصل

    ما تزعلش يا سي ناجي .

    تحقيق الطموحات والعيش بكرامة جايه عن طريق حفتر والكواسم اللي أمعاه………
    “يجب عليك ان تعلم يا بني انه كانت هناك فترة من اروع الفترات التي عاشها الشعب الليبي وهي زمن الإستقلال الأول والتي امتدت من 24 ديسمبر عام 1951ميلادية و بولاية المغفور له إنشاء الله الملك إدريس الأول طيب الله ثراه .حتى اليوم الأسود في التأريخ الليبي يوم الإنقلاب المشؤوم 1/9/1969 والدي كان فيه المنقلب حفتر احد اركان تلكم المؤامرة الخسيسة (أحد اعضاء حركة الضباط الوحدويون الأحرار كما يزعمون !!!!!!)
    (إقرأ التاريخ يا دكتور….. ولاكن انصحك ان تقرأ تاريخ ليبيا لا التاريخ الذي قرأته في مدارس الطاغية أشكالون وأمثاله …….حفتر والكواسم اللي معاه.)

التعليقات مغلقة.

التعليقات لا تعبر عن رأي موقع عين ليبيا، إنما تعبر عن رأي أصحابها.

اترك تعليقاً