عندما يسود المال كغاية!

عندما يسود المال كغاية!

عندما تصبح الغاية نبيلة
تمسي الوسيلة أنبل
وعندما تصبح الغاية رذيلة
تمسي الوسيلة أرذل.
القلب محل الغايات النبيلة
والعقل أداة توفير الوسيلة.
إن الكسب المشروع وسيلة
لتحقيق الغايات النبيلة،
والكسب غير المشروع رذيلة
لتحقيق الترهات المشينة.
أي شيء يفتقر إلى الإمكانيات
سيفتقر بالتالي تحقيقه
ولكن …
عندما يسود المال كغاية !
تغيب العقول وتتحقق الترهات
وتكثر العثرات والأزمات.
عندها يصبح البخس ثمينا
والثمين بخس !
في عالم يصنع فيه المال النفوذ
لتحمل فيه النفوذ وجوه السلطة،
عندما يحكم المال وأدواته البدينة
تباع المبادئ والقيم بأرخص الأثمان
وتنفذ الأوامر المشينة
بدون تحليل أو فلترة !،
فعندما يشتري المال العقول
تصبح العقول مأمورة بإمرته،
كمرئيات تقيم مجريات الأمور
بناء على جيب صاحبها
لا عقله وفكره ومبدئه !،
كأحزاب تؤسس لمصالح بينها
تقضي لبعضها البعض الترهات
وتنهش بعضها البعض على فتات !،
إذا اتفقوا …
فهي محاصصة بينهم.
وإذا اختلفوا …
فهم يشخصون التخمة لبعضهم.
ماذا سيفعل هؤلاء ؟!
عندما يصبح المال منثورا هباء
لا يجد من يلتقطه من الشارع لكثرته،
فلا مال عندها يصنع النفوذ
ولا نفوذ تحمل وجوه السلطة،
عندها تظهر العقول علي حقيقتها
بين عقول سطحية
مليئة بالمادة وترهاتها،
وعقول متفكرة
مليئة بالحكمة والموعظة الحسنة.

الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.

علي بوخريص

كاتب ليبي

اترك تعليقاً