م. أحمد المجدوب
من خلال الاطلاع الشخصى على هذا النوع من التكنولوجيا الحديثة وبالتالى ووددت ان احاول اعداد مختصر من خلال ما استطعت الحصول علية من معلومات من خلال البحث في الانترنت، ومن يبحث هناك كم كبير من المعلومات باللفة الانجايزية والقليل باللغة العربية.
الموضوع يعتبر جديد ولكن هذه التكنولوجيا يتوقع ان يكون لها مستقبل واسع وتطبيقاتها ستعم جل مجالات الحياة، وبالتالى اتمنى من شبابنا الاهتمام والتبحر فيها واتقان على الاقل مجالات تطبيقها.
كانت بداية العالم بالحوسبة التناظرية ومن بعد الحوسبة الرقمية وتاتى الحوسبة الاداركية لتكون مستقبل الحوسبة وتكون الحقبة الثالثة منها، وتعد فيها الدراسات والابحاث والابتكارات سواء من جوانب البرمجيات او الكيانات المادية.
من المعروف أن أجهزة الحاسوب هى الاسرع في العمليات الحسابية والمعالجة من البشر منذ عقود، إلا أنها لم تكن قادرة على إنجاز المهام التي يقوم بها الدماغ البشرى كأمر مسلم به، مثل فهم اللغة الطبيعية أو التعرف على كائنات فريدة في صورة ما.
الذكاء الاصطناعي حيث يتم جعل أجهزة الحاسوب تفعل أشياء ذكية، ليمكن تقرير أي الأعمال هي الأكثر ملاءمة لاتخاذها، ومتى ينبغي اتخاذها وهذه العوامل غالبا ما تأخذ شكل خوارزميات التعلم الآلي.
من بين الاهداف التى تعد بعيدة المدى للحوسبة منذ ظهور الحاسوب، واليوم يستمر العمل للوصول الى تكوين نماذج الحوسبة الاداركية وهى الهدف التالى للوصول الى مزج العلوم المعرفية وخاصة دراسة الدماغ البشري وطريق عمله وعلوم الحاسوب، لتكون نتائجها تأثيرات بعيدة المدى على حياة البشر الخاصة، والرعاية الصحية والأعمال التجارية وأكثر من ذلك.
لحد الان يقول الخبراء انه لا يوجد إجماع واحد على تعريف الحوسبة الادراكية تم الاستقرار عليه، ومع ذلك فإن الأساس هو أن أنظمة الحوسبة الإدراكية تحاول محاكاة عمليات التفكير البشري، وبالتالى يمكن تعريف الحوسبة الإدراكية بانها محاكاة عمليات التفكير البشري في نموذج محوسب، باستخدام خوارزميات التعلم الذاتي التي تستخدم استخراج البيانات والتعرف على الأنماط ومعالجة اللغات الطبيعية، بحيث يمكن للحاسوب أن يحاكي طريقة عمل الدماغ البشري، وبالتالى فان الحوسبة الاداركية هى محاكاة عمليات التفكير البشرى فى نموذج محوسب، فهى تنطوى على انظمة التعلم الذاتى التى تستخدم لاستخراج البيانات والتعرف على الانماط ومعالجة اللغات الطبيعية لتقليد عمل الدماغ البشرى، والهدف من ذلك هو انشاء انظمة تكنولوجية مؤتمتة قادرة على حل المشكلات دون الحاجة الى مساعدة البشر.
تعتمد هذه الأنظمة المعرفية على خوارزميات التعلم العميق بالشبكات العصبية التى هي شجرات معقدة من القرارات التي يمكن للحاسوب إجراؤها للتوصل إلى إجابة، كل ذلك لمعالجة المعلومات من خلال مقارنتها بمجموعة من البيانات التعليمية، وكلما ازداد عدد البيانات التي يتعرض لها النظام، كلما زاد تعلمه وأصبح أكثر دقة مع مرور الوقت.
قد تتضمن أنظمة الحوسبة الإدراكية المكونات التالية:
- ﻣﻌﺎﻟﺟﺔ اﻟﻟﻐﺔ اﻟطﺑﯾﻌﯾﺔ – ﻓﮭم اﻟﻣﻌﻧﯽ واﻟﺳﯾﺎق ﻓﻲ اﻟﻟﻐﺔ، ﻣﻣﺎ ﯾﺳﻣﺢ ﺑﺎرﺗﻔﺎع ﻣﺳﺗوى اﻻﮐﺗﺷﺎف وﺑدء اﻟﺗﻔﺎﻋل ﻣﻊ اﻟﻣﻌﻟوﻣﺎت.
- التعلم الآلي مع الشبكات العصبية – الخوارزميات التي تساعد على تدريب النظام على التعرف على الصور وفهم الكلام.
- الخوارزميات التي تتعلم وتتكيف مع الذكاء الاصطناعي.
- التعلم العميق – للتعرف على الأنماط.
- التعرف على الصور – مثل البشر ولكن بشكل أسرع.
- الاستدلال والأتمتة للقرار – على أساس البيانات التي لا حدود لها.
من المهم الفهم ان الحوسبة الإدراكية لا تتخذ قرارات بالنسبة للبشر، بل تكمل صنع القرارات الخاصة بهم، ومن بين التطبيقات العملية للحوسبة الادراكية الاتى:
اولا: في إطار الرعاية الصحية للمساعدة في جمع المعلومات حول حالة ما، بما في ذلك تاريخ المريض ومقالات المجلات والدوريات المتخصصة وأفضل الممارسات للحالات المشابهة وأدوات التشخيص وما إلى ذلك، وتحليل تلك الكمية هائلة من المعلومات كل ذلك لتقديم التوصية المناسبة، ومن ثم يستطيع الطبيب النظر في خيارات العلاج القائمة على الأدلة استنادا إلى عدد كبير من العوامل بما في ذلك عرض المريض وتاريخه، على أمل اتخاذ قرارات علاجية أفضل، وبالتالى ليس الهدف في هذه المرحلة في استبدال الطبيب، بل توسيع قدرات الطبيب من خلال معالجة الكمية الهائلة من البيانات المتاحة التي لا يستطيع أي إنسان معالجتها والاحتفاظ بها بشكل معقول، وتقديم ملخص وتطبيق محتمل.
ثانيا: بالمثل يمكن إجراء هذا النوع من العمليات لأي حقل يتم فيه الاحتياج إلى معالجة وتحليل كميات كبيرة من البيانات المعقدة لحل المشكلات، بما في ذلك التمويل والقانون والتعليم والصناعة والمصارف والطقس.
ثالثا: سيتم أيضا تطبيق هذه الأنظمة في مجالات أخرى من مجالات الأعمال بما في ذلك تحليل سلوك المستهلك، وبرامج التسوق الشخصية وبرامج دعم الزبائن ووكلاء السفر والمعلمين والأمان وتحديد المخاطر والاحتيال ومجالات التشخيص المختلفة.
اخيرا يتوقع الخبراء ان تكنولوجيا الحوسبة الادراكية في الوقت المستقبلى القريب، ستكون قادرة على معالجة الهواتف أو أجهزة الحاسوب أو السيارات أو البيوت الذكية والحصول على استجابة حقيقية ومدروسة بدلا من المعالجة المبرمجة مسبقا، وعندما تصبح أجهزة الحاسوب أكثر قدرة على التفكير كبشر، فإنها ستوسع أيضًا من قدرات ومعرفة البشر والتنبؤات الدقيقة، وجمع البيانات واستخلاص النتائج، حتى ينتقل الانسان إلى عصر تستطيع فيه أجهزة الحاسوب أن تزيد المعرفة البشرية والإبداع بطرق جديدة تماما.
ستكون عمليات تحليل المشاعر هى إحدى مهام الحوسبة الإدراكية الناشئة، من أجل فهم كامل للغة والفروق الدقيقة في اللغة البشرية.
سيكون الاهتمام متزايد فى مجال معالجة الكلمات بأعمق معانيها اللغوية، فمثلا فى مجال الطب حيث يقوم الطبيب بإدخال بيانات حول مرضاه، وتقوم خوارزميات الحوسبة الإدراكية بتحليلها باستخدام تحاليل مشكلة الإنسان، ويقوم التطبيق بعد ذلك بتقديم بعض الاقتراحات والمعلومات لمساعدة الطبيب على اتخاذ القرار التالي.
من الناحية المثالية سيتعلم أنصار الذكاء الاصطناعي والحوسبة الإدراكية العمل معا، لا سيما في المستقبل القريب حيث أن إمكانات هذه التكنولوجيات لا تزال فى طور التطوير والتحديث، ولن تتحسن التحسينات على الذكاء الاصطناعي والحوسبة الإدراكية إلا مع إدخال تحسينات على التكتولوجيات الأساسية، مثل التعلم الآلي ومعالجة اللغات الطبيعية والتعامل مع الأرشيفات الكبيرة للبيانات غير المهيكلة والمزيد من التركيز على توليد أفكار جديدة لدفع التفكير الآلي إلى الأمام.
اترك تعليقاً