مصالح دونية وأوطان بديلة

مصالح دونية وأوطان بديلة

محمد علي المبروك

كاتب ومحلل سياسي ليبي.

article2-1_23-8-2016

يزداد يوماً بعد يوم الواقع الليبي اغلاقا وتعقدا وتشابكا بما يسمح بأسر ليبيا في هذا الواقع وبما لا يسمح بالانطلاق نحو واقع جديد هو أكثر إشراقا وأوسع آفاقا.

يرجع ذلك الى تقديم المصالح الشخصية والمصالح القبلية والمصالح السياسية ومصالح المناطق عن المصلحة الوطنية العليا لليبيا فلم يعرف في عهد فبراير تقديما للمصلحة الوطنية عن المصالح الاخرى من كل حكوماتها التشريعية والتنفيذية وحكوماتها العصابية المسلحة  ، فينحاز كل طرف جمعي حكومي او جمعي مسلح الى مصلحته الضيقة المغلقة وينظر كل طرف للآخر الذي تتضارب مصلحته معه على انه عدو لا يجب فيه الا الحرب والقتل فيجيش له حربا اعلامية او حربا عسكرية او حربا كيدية اخرى من صورها الاغتيالات والخطف وغيرها وبذلك يعيش الشعب الليبي كالفريسة التي تفترس بتعقيدات او بلايا أنشأها حكام لا انشغال لهم الا بمصالحهم  ويرجع تقديم المصالح الذاتية الشخصية عن المصلحة الوطنية لليبيا الى انعدام الاصالة الوطنية في نفس كل وزير او نائب في مجلس النواب او رئيس حكومة او عضو في المؤتمر الوطني المتحول اسميا الى المجلس الاعلى للدولة وكل قائد عصابة مسلحة فالبقاء في المنصب على اوضاع معقدة متشابكة مغلقة تخنق ليبيا وشعبها هو تقديم للمصالح الذاتية والشخصية على المصلحة الوطنية وهى انانية تعرف لمن به بلادة او به حمق مطلق لأنه إهلاك لوطن وشعب على بقاء حكام وبقاء مناصب لا اصل ولا أصالة وطنية لهم ، الاصالة الوطنية ان تقدم المصالح الوطنية على كل المصالح تقديم صارم لا مجاملة ولا مساومة فيه و ان تجاهد هذه التعقيدات والتشابكات والإغلاقات ومن لم يستطع عليه بالاستقالة او حل ولايته عن ليبيا لا ان يبقى على اعناق شعبا يبكي بمرارة ويبقى على وطن يستنزفه بمصالح شخصية ذاتية ضيقة حتى الاستنزاف النهائي وليبيا الان في حالة الاستنزاف النهائي.

لاحظوا مثالا هو من بالغ الاسفاف ومن خالص الانانية المفرطة التي لا يتصف بها الا البلهاء وهو تقسيم ليبيا الى شرق حكومي مستقل وغرب حكومي مستقل لأجل ان يحكم افراد وحسب دون النظر للمصلحة الوطنية العليا التي تؤدي وأدت الى تقسيم فعلي لليبيا لا يمكن لحم ووصل تقطعه ودون ان يتنازل احدهما لأجل المصلحة الوطنية حتى لا تقسم كما هي مقسمة الآن فالارتفاع الاناني الى اقصاه لا ينزل  بهم الى مصلحة ليبيا والليبيين بل في استمرار (تشبثي) بالمناصب دون ان يهتدوا الى ان ذلك اجراما في حق وحدة ليبيا (ان أحكمكم أو أقتلكم) بالمعنى الماضي افضل واعقل واحكم من أن أحكمكم مع تقسيم ليبيا بالمعنى الحالي ولاحظوا الفرق بين التقسيم او اقتلكم فأقتلكم هي نية لفظية واحكمكم مع تقسيم ليبيا هي واقع فعلي تعيشه ليبيا ومثالا اخر لتمديد مجلس النواب او تمديد المؤتمر الوطني المتحول للمجلس الاعلى للدولة ويقابلهما تمديد لبؤس معيشي يتكبده الشعب الليبي بسبب حكم هؤلاء الذين يقدمون المصالح الخاصة على المصلحة الوطنية تمديدا يخجل منه الذي لا يخجل ويستحي منه الذي لا يستحي فكيف يمددون وتحت سلطاتهم لم تعرف ليبيا إلا البلايا؟ انها الانانية والجشع والطمع على حساب ليبيا وشعبها ولاحظوا أمثلة للمجاملات المسلسلة المتعاقبة في عهد فبراير لعصابات وقبائل ومناطق على حساب المصلحة الوطنية وعلى حساب الصالح العام فقبيلة ليبية ترتهن هويتها في عصابة قفلت موانئ النفط في اكبر جريمة افقار متعمدة لليبيا فتجري مجاملتها حتى افقار ليبيا تماما وعصابات مسلحة تقفل طريقا ساحليا رئيسيا وتسجن اهالي في مناطقهم ولا إرادة وطنية او حتى همة انسانية  لإنقاذ الاهالي من سجنهم وعصابات دينية منحرفة تسرق اموالا ضخمة في مدينة سرت لتكون بهم التنظيم المتوحش المعروف بتنظيم الدولة في سرت ولا من  يحرك ساكنا بل اسكنوا ساكنا عن أموال الليبيين المسروقة وعصابات مسلحة جاملوها فشرعنوها ورسموها لحملها السلاح على حساب السيادة. الوطنية وعلى حساب النظام الوطني وغيرها من المجاملات التي هتكت وأنهكت وأهلكت ليبيا وهي مجاملات لا يسلكها الا الحكام الخونة والدياثة الذين لا يغارون على اوطانهم ولا يمكن لحكام وطنيين ان يسلكوا هذه المسالك، يا حكام ليبيا.. من اتي على بلادا حاكما واتى معه البؤس وأتت معه البلايا فليكرم وطنه وشعبه بالتنحي والاستقالة والا فانه حاكم أحمق وويل الشعوب إذا حكمهم الحمقى فكل حياتهم تصبح حمق. وما فيه ليبيا هو الحمق بعينه.

جانب اخر يتعلق بتقديم المصالح الدونية عن المصلحة الوطنية لليبيا وذلك عندما يتخذ اي وزير او نائب في مجلس النواب او عضو مؤتمر وطني او قائد عصابة مسلحة وطنا بديل غير الوطن الليبي بشكل علني كما اتخذ نواب محلس النواب الليبي أوطانا اخرى غير ليبيا في تونس ومصر وتركيا وبشكل مخفي كما اتخذ بعض الوزراء ورؤساء الحكومات وقادة العصابات المسلحة أوطانا بديلة في اوروبا بعد النهب والسرقة فما يهم  هؤلاء من الوطن الليبي الا ما يأخذوا منه المزيد او ينهبوا منه المزيد أو يسرقوا منه المزيد من اموال لكنزها في اوطانهم البديلة وطالما لهم أوطانا بديلة فلن يبالوا بما يحدث وسيحدث في ليبيا.

ليس من الشرف بل هو خزي لكل حاكم في منصبه تحديدا ان يتخذ وطنا بديلا عن وطنه ووطنه بهذه الحالة المنحطة فذلك مدعاة إلى اللامبالاة وعدم الاكتراث بالوطن الأصلي ومدعاة للنهب والسرقة من الوطن الأصلي والايداع والاكتناز في الوطن البديل وهو امر واضح فاضح وواقع على مدى سنوات فبراير لنواب مجلس النواب وبعض رؤساء ووزراء الحكومات البائدة وبعض قادة العصابات المسلحة إلا القليل القليل من الشرفاء ممن استقالوا مبكرا ولم يغتنموا من وطنهم إلا الألم عليه.

الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.

محمد علي المبروك

كاتب ومحلل سياسي ليبي.

التعليقات: 1

  • عبدالله ابوبكر عبدالله

    نعم نحن مع البنيان المرصوص كمبدا ولكن كيف . متي ومن يتقذم هدا البنيان اليست هناك حكومه دات ميزانيه بامكانها جمع وتشجيع من لهم الخبره والدرايه بميادين الحرب والقتال بعيدا عن الزج باناس لاخبره ولا معرفه سابقه في هدا المحك تاركين مصيرهم للمجهول تحت عبارات الشجاعه والتضحيه. لمادا لانكون صرحاء ونطلب المساعده ممن يدعون بانهم اصدقاء او علي الاقل مدنا بما نحتاج من تقنيه ومعدات متقدمه ناهيك عن اليات لتفكيك و تفجير الالغام والسيارت الملغمه من بعد قبل ان تفتك باعز اولادنا واباناءواخوتنا حتي لا نعطي كلاب الموت الفرصه للتشفي .نقف اجلالا لاولك البرره اللدين قدموا ويقدمون ازواحهم رخيصه علي مدبح الوفاء لهدا الوطن بعيدا عن اي تملق .مداهنه او التفكير في منصب ومااكتر هولاء .وهنا يحضرني هدا القول قد ينعم الله بالبلوي وان عضمت و يبتلي الله بعض القوم بالنعم.

التعليقات مغلقة.

التعليقات لا تعبر عن رأي موقع عين ليبيا، إنما تعبر عن رأي أصحابها.

اترك تعليقاً