خواطر

خواطر

دخلت الأمم المتحدة إلى ليبيا، كبعثة دعم فنية لمساعدة الليبيين. بدون أي دراسة جدية لواقعهم، ولم تضع في الاعتبار الجانب الاجتماعي، والنفسي وغياب الدولة ومؤسساتها، وانما هي افكار جمعتها من حالمين ليبيين. ودول ذات مصالح وحاولت الامم المتحدة ان تقارن اوضاع ليبيا بكل من افغانستان والعراق. وتستجلب من تجاربها الفاشلة هناك حلول تلبسها الحالة الليبية. وكذلك تجارب بعض الدول التي لديها مجتمع قبلي قوي، ويمارس شكليا الديمقراطية مثل الاردن.

وواقع الحال ان ليببا ليس لديها مشكلة قبلية متأصلة ،وان الناس قد صنع منهم النظام السابق مجتمع كل فرد يبحث عن مصالحه، بمعزل عن الاخرين مع غياب الممارسة السياسية لعقود، وغياب الجانب الفكري الداعم للتحول السياسي، وبوجود نخب هزلية وليست فعلية.. ولعل مما يصنع الحلول هو انه لا توجد بليبيا مشكلة عرقية، أو دينية. والقبائل كان صوتها غائب خلال عامين اضاعتها الامم المتحدة، وعندما جاءت لتساعد في الانتخابات جاءت لليبيين بأسوء نظام انتخابات في العالم، وهو الصوت الواحد وهو يتناسب مع الدول القبلية والمجموعات المؤدلجة وللعلم هو مطبق فقط في افغانستان والاردن.

وبالرغم من المحاولات المتعددة من المجتمع المدني في بنغازي للاعتراض عليه. لكن الامم المتحدة اصرت، واقنعت مفوضبة الانتخابات بصلاحية هذا النظام السيء. وتحججت ان الانتخابات سوف تتعطل.

لقد كانت الامم المتحدة احد اهم اسباب الكارثة بليبيا وخلط الاوراق. ولعل ايضا اتفاق الصخيرات احد كوارثها، فقد جمعت اشخاص ليس لهم اي تأثير علي الواقع الليبي وجاءت بهم كمبارس لأفكار السيد معين اشريم والتي سمعتها منه -أنا شخصيا- قبل الصخيرات بعشرين شهرا و بجزء كبير من تلك التفاصيل الواردة في اتفاق الصخيرات. ولعل تحالف القوي الوطنية رفضها بذلك الوقت -كنت احد شهود تلك الحوارات حينها- ومن خلال هذا الاتفاق جاءت باشخاص مجهولين. والبعض عليهم علامات استفهام واعطتهم صلاحيات رغم انف الليبيين. وصاروا يوقعون علي اتفاقات مشبوهة لا نعلم عنها شيئا. ويهدرون اموال دون خطة ودون شرعية. ولعل مصيرهم سيكون السجن، لعدم وجود شرعية لهم من خلال القوانين الليبية مستقبلا.

الامم المتحدة ضيعت زمن طويل، لايجاد الحلول ولو لم تكن موجودة لوجد الليبيون حلولا لأنفسهم.

لقد صنعت الامم المتحدة كارثة، ساعدهم فيها المندوب الامريكي والانجليزي وقد سمعت منهم -انا شخصيا- واعتقدنا انهم جاؤا بالحلول ولكنهم كانوا حريصين علي تجميع كل ما لدينا، من معلومات وما تحدث به كل الاطراف واجهة الخلاف فقط ،لكي يصنعوا هم الطبخة التي تناسبهم بعيدا عن مصالحنا ولن ننسي بركات السفير الايطالي.

نعم نحن ضحية استخفافنا بأنفسنا،والبحث عن حلول عند الامم المتحدة، التي لم تحل الا ثلاث ازمات من ثلاثمائة ازمة عرضت عليها.

الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.

عبد الهادي شماطة

ناشط سياسي

اترك تعليقاً