الفساد الإداري في الشركة العامة للكهرباء

الفساد الإداري في الشركة العامة للكهرباء

(الفساد الإداري) في (الشركة العامة للكهرباء)، يبدو أسوأ حالاً مما كان عليه من زمن (عمران أبوكراع).

نُريد هنا أن نسأل السيد الدكتور (عوض البرعصي)، عن إنجاز واحد حققه محاولاً عبره اجتثاث جذور (الفساد الإداري) المستشري في ( النظام الإداري) للشركة ؟ فماذا قدمت يادكتور للقطاع والعاملين به، غير تنفيذ قراراً كان جاهزاً من (زمن المقبور) يتعلق بزيادة الرواتب؟.

فالمدراء الذين نصبهم (أبوكراع)، هم الذين يُديرون الشركة في أيام وزارتك وحتى هذه اللحظة بكل (السلبيات) وثقافة (الفساد الإداري)، المتفشية في أركان الإدارة.. بل أن هؤلاء (المدراء) كانوا أفضل حالاً في زمن (أبوكراع) مقارنة بحالهم اليوم، لأنهم كانوا يرتعبون منه ويخافونه كما لا يخافون الله (عز وجل)، إلا من رحم الله منهم، أما اليوم فقد اطمأنت قلوبهم وتبين لهم أن (الشركة) عاجزة عن الإستغناء عنهم، ولا يمكن لها أن تسير حتى مقدار قيد أنملة من غيرهم .

وللأسف الشديد أن نجد من يتشدقون بـ (الديمقراطية)، سواء في رئاسة المؤتمر، أو في الحكومتين السابقة واللاحقة، هي أبعد ماتكون عن (سلوكياتهم) و(أفعالهم).. فـ (أبجديات) الديمقراطية في (مواطن نشأتها)، تقتضي الصدق والأمانة والشفافية الحقيقية وليس الكلامية، بمعنى أن أي (وزير)، يجد نفسه عاجزاً عن أداء دوره على الوجه المطلوب، يجب عليه أن يبادر بتقديم استقالته ذاكراً كل الأسباب التي دعته إلى ذلك .

وهنا أود أن أسوق حكاية قد تبد (صغيرة) جداً في أحداثها، ولكنها تعكس مدى الإستخفاف والتهميش الذي تمارسه (الإدارة العليا) في حق المستخدمين.. استخفافاً فجاً بكرامتهم وإنسانيتهم وأدنى حقوقهم.. وحتى لا أورط غيري في أمر قد لايُريده لنفسه سأختصر الحديث عن نفسي وحسب، فقد اعتدتُ أن أكتب مثل هذه المقالات حتى في زمن أبوكراع، (وأفوض أمري إلى الله إن الله بصير بالعباد) .

والحكاية باختصار : منذ شهرين تقريباً وردت مكالمة من طرابلس إلينا في طبرق، طالبين مني ومن زميل آخر، السفر إلى طرابلس وذلك لإنهاء إجراءات مبدئية تتعلق بدورة في الشقيقة (مصر).. وهذا يعني السفر إلى طرابلس بجواز السفر، لتسليمه شخصياً للمعنيين بإدارات الشركة للحصول على التأشيرة.. إنه إجراء يبدو في منتهى الجمود والتعقيد والتخلف، ففي مدينة بنغازي توجد (قنصلية) مصرية.. ويمكن إنهاء مثل هذا الإجراء بيسر وسهولة ومرونة من قبل مسئولي الشركة ببنغازي، أم أن هؤلاء المسئولين غير مؤهلين لذلك؟ فلماذا إضاعة الوقت والجهد والمال دون حاجة حقيقية إلى ذلك؟!!!.

ويوم الأربعاء الموافق: (20/03/2013)، وفي تماما الساعة الواحدة ظهراً، وردت مكالمة أخرى تطلب مني ضرورة التواجد في طرابلس يوم الجمعة الموافق: (22/03/2013)، وذلك للسفر إلى القاهرة مقر انعقاد (الدورة).. فتصوروا أن (مواطن) يقيم في طبرق (حيث القاهرة أقرب إليه من أُذنه)، عليه أن يذهب إلى طرابلس، لكي يُسافر إلى القاهرة.. وليس ذلك وحسب، بل عليه أن يمضي ليلة السبت بمطار طرابلس، لأن موعد الرحلة الساعة (5 ص)، وليس ثمة سيارة تنقله من (الإستراحة) أو (الفندق) إلى المطار في مثل هذا الوقت المبكر.. إنه ليس مجرد (استخفاف) بحقوق وقيمة المستخدم وحسب بل واحتقاره، وعدم مراعاة أو وضع أدنى اعتبار أو قيمة أو احترام لمن يرأسهم كالمدير التنفيذي والوزير، لأن مثل هذه تصرفات محسوبة عليهم في النهاية، ومسئولون عليها أمام الله (عز وجل)، ثم الناس.

ناهيك عن الإستمرار الفاضح للمحسوبية والوساطة كما كانت في زمن (أبوكراع) وأكثر، فالأشخاص القريبون من قلوب (المدراء) سواء كانت قرابة منفعة أو قرابة دم، هم دائماً في مقدمة المستفيدين في (الدورات) الخارجية، وفي جني جميع الإمتيازات الأخرى من حوافز مالية وسيارات وخلافه.

أما من هم مثلي فقد يتم ترشيحهم إلى أول (دورة) في كل حياتهم بعد ربع قرن من عطائهم، فرغم أنني (والمنة والفضل لله وحده)، أول من أسس أول مركز للتدريب على مستوى المحطات البخارية بالشركة، وذلك بتكليف من المهندس (جمعة لاربش) عليه رحمة الله.. ولأننا عملنا وكل من وضع يده معي بجدية وبنية صادقة وخالصة، فقد وفقنا الله تعالى في (تلييب) المحطة ومكاتب التوزيع والصيانة السريعة لطبرق وضواحيها؛ (من امساعد شرقاً إلى عين الغزالة غرباً، ثم إلى الشعبة والجغبوب جنوباً)، بعد أن كانت تعج بالأجانب، وذلك خلال الفترة من: (1983)، إلى أن تم اعتقالي في: (18/02/1989) والزج بي في معتقل أبوسليم بتهمة (التستر على جبهة الإنقاذ التي أسسها المقريف)، ولم يتم إطلاق سراحي إلا في: (20/01/2002)، وبالطبع لايفوز بالدورات في دول (أوروبية)، إلا المقربون جداً والأحباب وأصحاب المنافع المتبادلة مع هؤلاء (المدراء)، عليهم من الله تعالى مايستحقون، وستلاحقهم حتماً الدعوات واللعنات من كل المظلومين.

فأين أنت يامعالي (وزير الكهرباء) في حكومة (زيدان)، من مثل هذه الممارسات المخجلة والمؤسفة؟ وهل يستمر نفس الحبل على نفس الجرار؟ أم أنكم وضعتم خطة أو حتى مجرد محاولة نحو تحقيق إصلاح حقيقي وفاعل في أركان الإدارة الغارقة في (الفساد والبيروقراطية)، وسُيذكر لك في تاريخ ليبيا الجديدة؟.

قال (العلي الجليل) في محكم كتابه: “إنما ذلكم الشيطان يُخوفُ أولياءه فلا تخافونهم وخافون إن كنتم مؤمنين (175)” آل عمران.

فيا أعضاء (الحكومة) أو (المؤتمر) أو أي (وزير)، لا تخافوا (الثوار) ولا (المليشيات المسلحة) ولا أية (ضغوط) خارجية أو حزبية التي قد تُملى عليكم.. بل خافوا الله إن كنتم مؤمنين حقاً، عندها سيصرف الله تعالى ويدفع عنكم كل كيد ومكر واعتداء.. والعبرة أمامكم فالذي أذل ونزع ملك (المقبور)، ليسوا (الثوار) ولا (الناتو)، بل الله (عز وجل)، فقلوب جميع المخلوقات في يده سبحانه يقلبها كيف يشاء، وكل هؤلاء وغيرهم مجرد (جنود لله تعالى)، يقول تعالى: “ولله جنود السموات والأرض وكان الله عزيزاً حكيماً”، ويقول: ” وما يعلم جنود ربك إلا هو وما هي إلا ذكرى للبشر (31)” المدثر. فيُسخرها لمن يشاء من عباده لتخدمه، ويُسلطها على من يشاء منهم لتهزمه.. فاتقوا الله تعالى في أماناتكم وأعمالكم، قبل أن يُباغتكم المولى (عز وجل) بما قد لاتحبونه أبداً لأنفسكم، في صحتكم وأهلكم وأموالكم وأمره بين الكاف والنون.

أصلح الله حلنا وحال أوطاننا.. ودمتم بسلام.

استدراك: (لستُ فيدرالياً ولا حزبياً ولا أنتمي إلى أي تنظيم من أي نوع، بل مجرد مواطن بسيط عاشق لدينه ومحب لوطنه).

الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.

التعليقات: 7

  • عبدالمنعم

    حسبنا الله ونعم الوكيل في كل من أراد بالاسلام والمسلمين وبلاد المسلمين شرا

  • عزالدين بعيو

    سيد محمد اري ان شركة الكهرباء والي هه اللحظة تدار بنفس الوجوه السابقة ابان حكم القرذافي ! وهم من يتقلدون المناصب وبصورة شبة وراثية ! لكن الفرق انه قبل ال17 فبراير كان هناك بعض من الرقابة ولو انها لم تكن بالفعاله لكنها موجودة ! حاليا ثم تكريس ماكان موجود من فساد مالي واداري وبنفس الوجوة تقريبا ! وفي ظل غياب اي سلطة رقابية او قانونية للدولة تمادي هؤلاء في السرقات والنهب !
    نعم هم نفس وجوه بوكرع والطيب المصلي وعلي ساسي وغيرهم مثل حدود ةالكثيرين
    يملكون الكثير من اللميزات والهبات من سيارات ومكاتب وشقق فاخرة !!

  • احمد

    اين انتم يا سيادة رئيس المجلس الرئاشي من الفساد في الشركة العامة للكهرباء هدا قطاع مهم متى نتخلص من عصابات النهب اموال الشركة اموال الليبيين لا ندري لمادا تجتمعون بهم وقلتم سوف ندعمهم هل سيستمر هدا الفساد حسبنا الله ونعم الوكيل

    تفاصيل الخبر على الرابط التالي: https://www.eanlibya.com/send-article

  • حسبي الله ونعم الوكيل فيك كلب فساد حمار خلي يمسك شرطة المولف سجون وزارة

  • اسمع اعطني فلوس 2500000دينار افتح الكهرباء او تصل بي شرطة

  • حسبي الله ونعم الوكيل فيك حرم الله سبحانه قال تعالى سورة الاعراف 36(38) غاز بللكهرباء اتصل بي شرطة قول شركة يمسك بالكهرباء عبد السلام ياحمار السلام عليكم ورحمه الله وتعالى وبركاته

  • سعد

    و الله ابوكراع افضل 100 مرة من الوجوه الحالية، ياسيد عزالدين بعيو ياسر من التسلق انت و بعض المنافقين هل نسيت ايام بنغازي.

التعليقات مغلقة.

التعليقات لا تعبر عن رأي موقع عين ليبيا، إنما تعبر عن رأي أصحابها.

اترك تعليقاً