الشيخان

الشيخان

محمود أبو زنداح

كاتب ليبي متخصص في الشأن العام

الخطاب الديني يجب ألا يكون مركون في زاوية واحدة أو يعبر عن زوايا الصندوق ولايخرج الى الفضاء الكبير الذي يعبر عّن ذاته، لن يكون الخطاب ديني فعال اذا بقى منغلق على نفسه، بل انه لا يسيء الى دين الحق أكثر من إساءته لذاته ويجعل منه دين مصنع من البشر يعبر عّن اله الكهان والرهبان.

الإسلام أعم وأشمل وأكبر مِن ذلك، فتح المجال امام جميع العلوم وناقش كل الجزئيات وادق التفاصيل، بل وتحدى جميع العلوم ،بأن لا حياء في الدين.

لا يمكن أن تقرأ من الورقة وتجعل من نفسك خطيباً على المنبر تدعي الصلاح والإصلاح فأنت هنا لست خطيباً بل أنت قارئ لورقة كتبت لك وايضاً انت ليست مصلحاً عندما تقرأ دائماً لصدق الرسول ونبل الخلفاء فقط.

عصر الْيَوْمَ له قضايا تختلف عن أخلاق قريش وحسن تعامل الصحابة والخلفاء، يمكن لك أن تبصر وتجعل لنا ذلك ربطاً للبصيرة وحسن الخطابة، أيضا في تنويع المعلومات وربط الماضي بالحاضر ولانبقى نسمع للماضي دون حلول أو رد لاجابة الحاضر.

قد جاء مواطن للشيخان في مدينة زليتن وأراد شراء قطعة ارض لأجل بناء عليها مسجد ،فكان من صاحب الأرض أن رفع سعرها.

وهنا سأل المواطن هل اشتري قطعة الارض ام اذهب خارج البلاد الى الدول إسلامية وابني مسجد يكون اقل تكلفة واكثر إحسانا؟

فكان الرد من الشيخ الأول أنه قال وهو يبرر الغلاء وان وطنك اقرب إليك ((الأقربون أولى بالمعروف)) وإن أردت الأجر فلا تبالي.

أما رد الشيخ الثاني أنه قال اذهب إلى الأرض المقدسة تبرع ببناء مسجد تكون فيه الحسنة بعدد اضعافها وابقي علي بقية مالك تنال به انت واهلك الشي الكثير فتحصل على المال والبركة والأجر الكثير ويتحصل صاحب الأرض الذي أعماه الطمع على السيئات.

لم يكن من الشيخين إلا حفظ القرآن وليسوا بأهل فتوى ولكن من باب النصيحة والأخذ بالأسباب.

ولكن عندما يخرج عضو لجنة دار الأفتاء على فضائية ليبية ويصرح بالاجابة رداً على سؤال أحد المتصلين بالبرنامج حول إمكانية زواج شخص لايملك مالاً ولكن يمكن له الاستدانة؟

كان الجواب من الشيخ ان كان هذا الشخص يملك حق رد الدين فعليه الزواج إن خاف على نفسه؟؟ تم ضحك الشيخ وهو يتكلم وأردف بقوله إن كان لا يملك حق رد الدين فلا يتزوج؟ وانتقل الى اجابة السؤال التالي!!

لم يعطي الشيخ النصيحة ولَم يعلم أن هذا الجواب هو قاتل لم أراد الستر والحلال؟؟

لماذا لم يذكر الشيخ أن مثل هذا الشاب قد دخل في باب الفقراء او المساكين وهنا تجب عليهم الزكاة وعلى الشباب الاتجاه الى أبواب الصندوق او العرس الجماعي وغيرها من الحلول، هنا النصيحة واجبة بل تصل الى الفرض!.

ثم من قال ان في المجتمع الليبي هناك من يموت وهو جوعان، نحنز مقارنة بالمجتمعات القريبة يمكن أن يتزوج الشاب ويقيم مع أهله ويأكل معهم ((المسالة هي في تفاهم الازواج وتقدير المسؤولية والنفقة))

او أليس الله ورسوله يأمرون بالزواج والإكثار من الذرية بل إن الرسول يوم القيامة يباهي بِنَا الأمم الأخرى لأجل التوحيد والعدد الكبير.

هنا ينبغي الابتعاد عّن حفظ الأحاديث وقراءة الكتاب فقط وعلينا إيجاد والبحث عن أهل العلم والاجتهاد والبصيرة، الاسلام دين حق ودين النصيحة التي تؤدي الى الطريق الصحيح بالعمل الصالح، علينا ان نعلم ان الاسلام دين بين العبد وربه وليس هناك فاصل أو رهبان اوًكاهن أو شيخ يملك مفاتيح فتح الفروض الربوية في الدنيا وفتح أبواب الجنة في الآخرة.

الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.

محمود أبو زنداح

كاتب ليبي متخصص في الشأن العام

التعليقات: 2

  • عبدالحق عبدالجبار

    اخي العزيز محمود ابو زنداح … بعد التحية والسلام … في من العيب هل هو في المتصل ام الشيخ ؟ انا انصح الشاب المتصل بان يتزوج باقل التكليف ولكن عليه بان لا يأتي بأطفال حتي لا يتعرفون بهذا الشيخ .
    ولَك فائق الاحترام

  • لنا الله

    في حديث عَبْد اللَّهِ بن مسعود رضي الله عنه ( كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَبَابًا لا نَجِدُ شَيْئًا فَقَالَ لَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : يَا مَعْشَرَ الشَّبَابِ مَنْ اسْتَطَاعَ الْبَاءَةَ فَلْيَتَزَوَّجْ فَإِنَّهُ أَغَضُّ لِلْبَصَرِ وَأَحْصَنُ لِلْفَرْجِ وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَعَلَيْهِ بِالصَّوْمِ فَإِنَّهُ لَهُ وِجَاءٌ ) رواه البخاري (5066) ومسلم (1400

التعليقات مغلقة.

التعليقات لا تعبر عن رأي موقع عين ليبيا، إنما تعبر عن رأي أصحابها.

اترك تعليقاً