على مين يا طبرق؟

على مين يا طبرق؟

على مين ياطبرق؟ عبارة قالها أحد أبناء طبرق وهو يشاهد مدينته طبرق التى يعرفها حق المعرفة وهى تتلألأ أضوائها عبر نوافذ الطائرة، نعم أنبهر بهذا الجمال الخادع فى الليل، وهو يعلم مسبقا بزيف هذا الجمال الخافى للقبح الذى يراه تحت ضوء الشمس.

طبرق تلك المدينة التى لها مكانة خاصة فى قلبى، وتربطنى صداقة ببعض ابنائها ويشهد لشبابها بنبل أخلاقهم وكرم ضيافتهم، ونوضح بخصوص عنوان المقال فقد أصبحت هذه العبارة قول مأثور للتعبير عن مدى الزيف والخداع والتضليل لا أكثر.

مجلسى النواب والدولة يتفقان على الجدول الزمنى لتنفيذ أعادة تشكيل السلطة التنفيذية، وسيبدأ التنفيذ أعتبارا من 18 نوفمبر، ونحن كما نعلم أن مؤتمر باليرمو سينعقد يومى 12 و13 نوفمبر، وحينما تم تسريب معلومات مؤكدة عن الخطة البديلة التى ستلجأ الأمم المتحدة الى تنفيذها حال فشل التوصل الى حل للأزمة فى أجتماع باليرمو، والتى مفادها أن الأمم المتحدة ستعمل على أنعقاد مؤتمر وطنى جامع لليبيين يتقدم بطلب الى مجلس الأمن الدولى لسحب الأعتراف من جميع المؤسسات الليبية السياسية وتمرير قانون يطالب ليبيا بتنظيم أنتخابات عامة فى غضون ستة أشهر.

بالأمس خرج علينا جماعة مجلسى النواب والدولة ليعلنوا أنهم توصلوا الى اتفاق على جدول زمنى لتنفيذ إعادة تشكيل السلطة التنفيذية وهو كالتالى:

  • تشكيل لجنة تضم مقررى مجلسى النواب والدولة وممثلا عن البعثة الأممية تتولى الأشراف على عملية تشكيل السلطة التنفيذية كاملة، من تقديم التزكيات الى أعتماد المجلسين.
  • تكون فترة تقديم التزكيات فى مدة لاتتجاوز أسبوعا أبتداء من يوم الأحد الموافق 18 نوفمبر 2018 حتى يوم الأثنين الموافق 26 نوفمبر 2018.
  • تقام المجاميع الأنتخابية الثلاثة خلال الفترة من 2 إلى 6 ديسمبر 2018.
  • تضمين الأتفاق السياسى المعدل بالأعلان الدستورى من قبل مجلس النواب حسب اللوائح المعتمدة وذلك فى جلسة رسمية فى 11 ديسمبر 2018.
  • اعتماد المجلس الرئاسى الجديد من قبل المجلسين فى جلسة رسمية بعد تضمين الأتفاق السياسى المعدل مباشرة.

نلاحظ أن الجدول الزمنى للأتفاق مهزوز ويعبر عن عدم ثقة بين الطرفين بأن تفعل كذا وبعدها أفعل أنا كذا، وهذه الآلية الرخيصة التى تخفى ورائها الكثير من التعديلات لحساب مجلسى النواب والدولة ولم يخبرونا صراحة ماحل بالمادة الثامنة من تفاهم؟ نعم يمكنكم تضليل الشعب الليبى ولكن لن تتمكنوا من خداع وتضليل الأمم المتحدة والحاضرين بمؤتمر باليرمو لأنهم على علم مسبق بكل خفايا الأمور، ولقد تناسيتم أن المجلس الرئاسى الذى تطالبون بتغييره سيكون حاضرا قى شخص رئيسه بأعتباره أحد الأجسام الثلاثة المنبثقة عن الأتفاق السياسى، وكما يقولون “الشاة بعد ذبحها أما كلها حلال أو كلها حرام فلا يعقل أن يكون الموخر حلال والمقدم حرام”.

محاولة فاشلة من مجلسى النواب والدولة للفت أنتباه المجتمعين بمؤتمر باليرمو القادم، ولكنهم لن ينخدعوا لأن مجلسى النواب والدولة لا يمثلان أى ثقل سياسى أو عسكرى، وسيتم التركيز على المجلس الرئاسى ورئيسه السراج والقيادة العامة للجيش والمشير خليفة حفتر، وما على مجلسى النواب والدولة سوى الألتزام بالدور المرسوم لهما بالأتفاق السياسى، أما بخصوص مايعلنون عنه هذه الأيام من ثوابت لن يتم التنازل عنها ، فهى مجرد أدعاءات كاذبة ومزيفة ، وسوف يرجعون بعد أجتماع باليرمو عن كل ثوابتهم التى يصدعون بها رؤوسنا الآن.

وللعلم مجلسى النواب والدولة لن يستطيعا معارضة ماسيتم أقراره فى أجتماع باليرمو القادم لأنهم يعلمون أن الخطة البديلة للأمم المتحدة تعنى نهايتهم.

الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.

سعيد رمضان

كاتب ليبي.

اترك تعليقاً