أحلام زلوط الليبي..

أحلام زلوط الليبي..

أحلام “زلوط” أو الديك “المزعوط”، تتحدث عن “ديك” أضاع كل عمره في الحلم بتغيير حاله، ولكنه في النهاية لم يجن غير السراب والأوهام. هذه الشخصية أصبحت تضرب المثل لكل من يعيش على الأوهام والأحلام.

(زلوط) في الحكاية الشعبية السودانية، هو (ديك) تملكه الحاجة (أم الحسن)، وقد سمى بذلك الاسم، من فرط تعبه وضعف جسمه، وريشه (المنتوف) وجلده (المزلَّط). وكان (زلوط) ينام على حبل مشدود بعرض الغرفة الوحيدة التي تسكنها (أم الحسن)، وفي يوم رأى (زلوط) في الحلم ، أنه أصبح ديكاً وسيما،ً وتزوجً من دجاجة جميلة، تمشى (الهوينى) أمامه هي و كتاكيتها الصغار، ورأي في ذات الحلم نسراً كبيراً، يهم باختطاف أحد أبنائه فما كان منه إلا أن قفز عليه مدافعا عن مملكته ، فوقع من الحبل على رأس الحاجة (أم الحسن)، التي صحت من نومها مفزوعة، وضربته و(نتفت) ما تبقى له من ريش يداري جسده، ليكتشف (زلوط) أن الأحلام والأوهام لا تغير من الواقع شيئا.

حكاية الديك زلوط تشبه إلى حد كبير حكايتنا نحن في ليبيا، فقد كنا نحلم بتغيير أوضاعنا والخروج من الجحيم الذي فرضه علينا لا ربعة عقود على يد من اعتبر نفسه القائد المعلم صاحب النظرية التي ستخرج العالم كله وليس ليبيا وحدها من الظلمات إلى النور .. خرجنا إلى الشوارع وقدمنا الشهداء وأسقطنا الطاغية، وعدنا إلى الحبل، واكتفينا بأن نواصل الحلم لكن حلمنا تحول إلى كابوس..

أحلام زلوط كانت من الأحلام المستحيلة، ولكن حلمنا كان ولم يزل قابل للتحقق على أرض الواقع..

ولكن ينبغي علينا أولا أن نقرر أن نغادر الحبل، ونعود إلي الشارع للضغط على من يتولون أمر البلاد، وعلى من يحملون السلاح، ليضعوا السلاح جانبا، ويحملوا معول البناء .. حتى لا تتحول أحلامنا إلي أحلام زلوط..

الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.

التعليقات: 2

  • zidan elmozoghi

    اخى لم نعد نحن الزلاليط وقوفا على الحبل .. بل التف حولنا فاختنقنا به .. وانا مثلك انتظر اسدال الستار , وانبلاج النهار .. فاذا خاصمتنى فلا تحولنى الى مسحوق ..فقط اشح وجهك عنى .. وستجدنى ابكى وانا ابحث بالسلام عن كفك التى واريتها خلف ظهرك .. واذا افترقنا ظهرا لظهر ,, فارسل من فوق كتفك نظره ولكن لاتخلطها بالبارود .. فحتما سنلتقى فى احداثيات الوطن لنسجل معا نقطة تلاقى ( س. ص. ع) .. واذا ازدادت خرائب النفوس .. فحينها من يجاوب نعيق البوم غير البوم ,, ومن يتاجر فى السموم غير ابن الافاعى . ولن تجد غير المنون .. لارعية ولاراعى .

  • عبد السلام

    شكرا على التعليق وعلى الكلمات الصميمة النافذة للعمق في الجرح العربي..

التعليقات مغلقة.

التعليقات لا تعبر عن رأي موقع عين ليبيا، إنما تعبر عن رأي أصحابها.

اترك تعليقاً