أزمة السيولة، من المسؤول؟ 

أزمة السيولة، من المسؤول؟ 

د. سليمان سالم الشحومي

‏مؤسس ورئيس مجلس إدارة سوق المال الليبي السابق

138473

القول بأن رأس مال البنوك يستخدم لدفع الأموال المستحقة لأصحاب الحسابات الجارية كالمرتبات هو كلام غير صحيح قولا واحدا، البنوك تدفع الأموال عندما يدخل للحسابات عبر تحويلات من الجهات التي تدفع المرتبات، البنوك تقوم أساسا علي الودائع وتقوم بتدويرها في شكل خدمات مصرفية أخرى مثل الاقراض والاعتمادات وغيرها لتحقيق العائد اما راس مال البنك فهو يستخدم في النفقات الاساسية التي تخص البنك وليس لسداد أموال ومستحقات تحويلات المرتبات ، ولكن البنك ملزم قانونا بسداد أموال المودعين واصحاب الحسابات متي أصبحت فعلا بالحسابات وقبلها البنك، وإذا لم يسدد تلك الأموال يكون البنك قد وقع في أزمة.

الوضع في ليبيا الان ان البنوك لا تصلها الأموال من الجهات الحكومية التي تصرف المرتبات وبالتالي فان البنك قانونا غير معني بسداد الأموال مالم تصل اليه نقدا او يتم ايداعها عبر آلية المقاصة ويتبعها التسوية النقدية.

المشكلة الان ان اغلب اصحاب الودائع قاموا بسحب إيداعاتهم من البنوك وبالتالي لم يعد بإمكان البنك ان يستخدم أموال باقي المودعين في سداد المرتبات التي لم تصل مبالغها النقدية الي البنك من الحكومة ولو استخدمها فانه سيتعرض لمشكلة خطيرة ومهما كان راس مال البنك فهو لا يكفي حتى لسداد مرتبات شهر واحد ناهيك عن كونه غير جائزة قانونا.

البنوك تعمل عبر استخدام ما يسمي الخصوم الإيداعية وهي الودائع من قبل زبائن البنك وليس باستخدام راس ماله فرأس ماله ملك لملاك البنك ويستخدم لإدارة نشاط البنك وليس لسداد اموال المودعين.

المشكلة مركبة ومعقدة ويمكن تلخيصها انها أزمة ثقة في البنوك الليبية بسبب ضعف الأداء وانعدام السرية وتوقف الخدمات المصرفية، وازمة مصرف ليبيا المركزي الذي يبدو انه لم يتمكن من المعالجة في وقت مبكرة ناهيك عن انقسامه وتخبط سياساته وإجراءاته، وازمة حكومة لم تتمكن من ان تقوم بواجباتها تجاه الوطن والمواطن في ضَل تفشي الفساد بشكل منقطع النضير.

وللحديث بقية

الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.

د. سليمان سالم الشحومي

‏مؤسس ورئيس مجلس إدارة سوق المال الليبي السابق

التعليقات: 2

  • ع عبدالسيد

    السبب الرئيسى فى الازمة هو المصارف نفسها مثمثلة فى الموظفيين والمدراء فى سنة 2011 حدتث ازمة سيولة بعد ان خاف الموطننين على اموالهم فى المصارف ولكن حلت بإرجاع العملة السابقة وإعادة التدولها سنة 2012 اعاد عدد كبير من المواطنيين اموالهم الى المصارف وعادت الى المصارف عافيتها ولكن بعدها مند سنة 2013 بدأت تظهر بعد المشاكل التى افقدت المواطن ثقته فى المصارف ومنهم على سبيل المثال لا الحصر
    – انقطاع التيار الكهربى ( كانت تحل بشراء مولد لتشغيل المنظومة المصرفية لا تكلف شى امبر مولد يشغل مصرف ممكن 2500 دينار)
    – أعطال المنظومة ولساعات طويلة (مفتعلة لماذا )
    – توزيع العملة الاجنبية بين العامليين فى المصرف فقط ومنع المواطن منها

    انا كا مواطن لما نريد فلوس للعلاج للشراء وأتى الى المصرف كل يوم مرة الضى مقطوع مرة منظومة ومرة الموظف لم يأتى مما اطر الموطن الى سحب امواله

  • عبدالقادر السنيني

    الموضوع هو تجويع ممنهج بأوامر من القوى الدولية العظمى. الغرض من ذلك هو تطويع الشعب الليبي وسلب إرادته. لاحظوا أعزائي أن جميع تصريحات كوبلر تتضمن عبارات من هذا القبيل “الشعب الليبي يعاني من نقص السيولة وانقطاع الكهرباء وتردي مستوى الخدمات. على الليبيين الإسراع في اعتماد حكومة الوفاق لتُحل مشاكلهم”! واللبيب من الإشارة يفهم.

    و اسلمتو

التعليقات مغلقة.

التعليقات لا تعبر عن رأي موقع عين ليبيا، إنما تعبر عن رأي أصحابها.

اترك تعليقاً