أفيقوا قبل فوات الأوان! فما الدهر إلا يومان

أفيقوا قبل فوات الأوان! فما الدهر إلا يومان

نعتني وأتهمني بعض المعلقين على مقال لي  نشر بهذه الصحيفة بعنوان : الطغاة يجلبون الغزاة ..فماذا يريد قادة الصراع في ليبيا اليوم  .. بالخوف وتحداني بعض منهم بذكر اسماء من أعنيهم  من أطراف الصراع السياسي  الدائر في ليبيا  من يتصدرون المشاهد وسالني أحدهم لما لا أتحدث عن القائد العام لقواتنا المسلحة العربية الليبية واذكره باسمه  شخصيا في مقال.. الأمر الذي جعلني اتذكر لوهلة كلمة قصيرة ألقيتها بسم اتحاد شباب العاصمة  في احتفالية الذكرى الثالثة والتسعين  لتأسيس الجمهورية الطرابلسية بمسلاته.

نقول للعملاء وللخونة الذين يحاولون اثارة الفتنة بين الليبيين  بأنه لا عداوة بين الليبيين العدو الأوحد كان هذا الطاغية و الطاعية قد هزمه الله ..الليبيون أخوة في الله ومتحابون وسنبني ليبيا بيد واحدة وقلب واحد ..هذا ما قلته وأنا من الصادقين وكل هدفي ان يدرك الليبيون حجم الصراع والأحداث التي ستمر بها البلاد  بسبب هذه الثورة وهذا التغيير ولم أتوقع ولم ينتظر الليبيون ان يصل بهم الحال الى ما وصلوا اليه اليوم من صراع سلبي مدمر لكيان مجتمعهم ومن فرقة وأحقاد وكراهية وأضغان ومعاناة وألام وأحزان..

أقول لكل هؤلاء السادة المعلقين  من وصفوني بالخوف ولكل قاريء اقول ما قاله الرجل العجوز بنصي الادبي البحر والأمواج ( كن أنت لا تخف دركا فما مصير هذه الدنيا الا الزوال .لا تخف فالخوف يدمرك قبل العدو في معظم الاحيان )  أقول هذا تلبية للرد على اتهامهم لي بالخوف  وأنا أحترم شخوصهم وأرائهم وما يقولون بأدب وخلق كريم  وما قد يظنون بالأخرين .ولكن الحق يقول أن بعض الظن أثم.. ولا ضير فيما قال هؤلاء تعقيبا عن  ذلك  المقال فما قالوه متوافق مع المفام  ولا يخفى عليهم بأننا جميعا شئنا أم ابينا  كرهنا أم احببنا جند هذه الأرض الأبية  ليبيا الحبية مسؤولون ومعنيون ومستهدفون في معركة هذا الوطن الذي عجزنا  بحكم ثقافاتنا على انقاذه حتى اليوم  !!!ولهذا  أقول :     كل ليبيا والليبيين استهدفوا  منذ سنين ومستهدفون في هذا الصراع  المحموم الذي تعقدت حلوله ولم يبادر أحد من أطرافه بتقديم أي تنازلات عن مصالح شخصية أوحزبية وقبلية لأجل انقاذ الوطن الجريح بيننا اليوم بل هم مستمرون في صراعهم غير مبالين بدعوات ونداءت وصرخات الوطنيين أصحاب الضمائر الحية من الليبيين .. هذه حقيقة تاريخية لواقع مزريء مهين معاش في ليبيا اليوم ولمهازل ومعاناة جسيمة طالت الليبيين أذكرها في مقالي هذا لتدركوا  حقيقة  ساطعة وأن الوقت قد حان لاستنهاض همم الرجال الافذاذ  وعزائمهم لاحياء الضمائر ومشاعر اللحمة الوطنية والتضحية من اجل انتصار الحق ونبذ البغاء والفرقة والفتنة بين الليبيين وبعث وازع الايمان في قلوبهم  بعدالة السماء .. لأن السيل قد بلغ الزبى والفساد قد انتشر ينخر كيان مجتمعنا ولا خيار لنا اليوم في هذا التوقيت الحرج غير الأخذ بزمام المبادرة لتصحيح المسارمن أجل حاضر أفضل  لوطن يجمعنا على الخير ومن أجل غد مشرق لكل الليبيين و مستقبل زاهر للأجيال .هذا  التوجه الحضاري صار مطلبا واستحقاقا وطنيا دعى اليه الصالحون في ظل وجود من يعتقدون بيننا اليوم بعد أن تسهلت لهم سبل التمكين في الارض  بأن الله بغافل عما يعملون وأنهم ليسوا بملاقيه يوم الحشر وأنهم ضد  الحساب الالهي محصنون كما هي   حصانتهم اليوم ضد المسالة والمحاسبة من طرف الشعب عن ما اقترفوه ويقترفونه من جرائم ضد الانسانية وانتهاكات واعتداءات وتجاوزات وفساد اداري ومالي بمؤسسات الدولة وفي ظل استهتارهم واستخفافهم بارادة الشعب الليبي الكريم !!! والغريب العجيب في أمرهم أنهم لا يأخذون العبرة من تاريخ البشرية ومن نهاية من سبقهم في دنيا عالم الطغيان والعلو في الارض بغير الحق ويتجاهلون حقيقة ان الموت مدركهم  لا محالة أينما كانوا ولو كانوا محاطين بالمليشيات الخارجة عن القانون  ولن ينالوا جزاء ضلالهم الا سوء الخاتمة وان نهايتهم قادمة بارادة الله الذي قهرنا بالموت  نعم هذا ما أقوله صادقا ولا أخاف في قول الحق  لومة لائم والحق لكل قوى الاستبداد واحتكار السلطة ودون الحاجة لذكر اسمائهم أقول .. ان لم يستفيقوا من سباتكم اللعين هذا وتبادروا بالثورة ضد أطماعكم الفانية وعن نزواتكم الشيطانية بوقف عهركم السياسي وتأمركم على  الشعب وغدركم بالقيم الانسانية النبيلة  وتكفوا عن عبثكم بمصير الوطن وأبنائه وعن ارهابكم المليشياوي للجموع  وعن تدميركم لمقدرات الشعب  الليبي ونهب وسرقة ثرواته وتبذير أمواله وان لم تتوبوا توبة  نصوح عن سيئات أعمالكم لله رب العالمين فان مصيركم هو الخسران المبين . فلا توجد لغة أخرى  ولا كتب في الأرض ولا في السماء  تصف  الطغاة وقوى الاستبداد  واحتكار السلطة بغير الطغيان والضلال المبين !!

لمن  يصفوني بالخوف أزيد في القول أن هذا كلامي سأسال عنه أمام رب العالمين أقوله اليوم لهؤلاء الناس لعلهم يتقون و لعلهم عن طغيانهم وضلالهم يرجعون .. ولا يحق لي كانسان مؤمن بعدالة قضيته في هذا الوجود جعل غايته من الحياة شريفة وأتخذ وسيلة شريفة في الدفاع بالكلمة والقلم عن ما أمن به من قيم انسانية نبيلة عادلة ..أن أنال من شخص أحد أو أهين كرامته أوأنتهك حق من حقوقه بالقدر الذي أملك فيه الحق والقدرة والشجاعة الادبية للدفاع عن وطني وعن حق شعبي في الحياة بكرامة وحرية وعدالة اجتماعية والدفاع عن الحق أيهم كان صاحبه وما قمت بكتابته من مقالات ونشر كان مشاركة مني في تحمل المسؤولية تجاه ليبيا وطننا حضن الجميع وكان رؤية صحيحة لمعالم دولة العدالة الاجتماعية  التي أرادها الليبيون من ثورتهم وانتفاضتهم البريئة تلك ولم أصف الا ما حدث في وطني من مهازل وعبث سياسي وما يمر به شعبي من محنة  ومعاناة وما تمر به البلاد من أزمات بسبب سلوكيات المربع الأول وثقافات الاستبداد  البالية التي لم يدرك أصحابها المعاني الانسانية النبيلة  لمفاهيم ومضامين ومعاني الثورة والهدف من التغيير ..فلم يحترموا  قواعد الديمقراطية  ولم يكن لهم أي التزام أخلاقي بميثاق شرف ممارسة العمل السياسي  وأدبياته .. بقدر ما كان هدفهم  احتكار السلطة والمناصب والوظائف القيادية بمؤسسات الدولة والتشبث بأسباب القوة من مال وسلاح.. هذه هي حقيقة  واقع كل هؤلاء دون استثناء وما يدفعني للحيرة  أكثر هو عدم وجود  رؤية مشتركة تجمع الليبيين بمختلف فرقائهم مكوناتهم الاجتماعية والثقافية والسياسية  حتى كتابة هذا المقال ولا مفهوم واضح لدي الكثير عن ماهية الثوابت الوطنية و لا وجود لتوافق مجتمعي على تحديد أهداف ثورة  فبرايرالتي تحولت الى نكبة ومحنة ومستقبل مجهول في ظل واقع مزريء وهيمنة الثقافات البالية على عقول عشاق السلطة والجاه والمناصب والمال من قوى الاستبداد والطغيان  الديكتاتورية بثوبها الجديد.

في ندوة كانت بعنوان : ليبيا الى أين ؟ عقدت في فندق المهاري بالسادس عشرة من شهر أبريل في عام ألفين وأربعة عشرة طلبت في كلمة قصيرة من المشاركين فيها موجها ندائي للمثقفين قائلا : اذا أردتم  للشعب الليبي  خير .. فأرجوكم أفصلوا المال عن السياسة..مال الليبيين خلوه لليبيين ..خلوا الليبيين ينعموا بثرواتهم …خلوا الليبيين يتحولوا الى رجال أعمال ..شبابنا قاعدين تاكسي بيضاء وكحلة .. قاعدين في مخدرات وفي بلاء أسود..أنقذوا الليبيين .الصراع السياسي الدائر الان صراع من أجل الوصول الى خزائن الدولة والاستيلاء عليها !!و أذا أردتم الديمقراطية أحترموا قواعدها بالعمل على وجود قضاء مستقل كسلطة عليا في البلاد وعلى وجود ديوان محاسبة مستقل ما يتبع حد وعلى وجود أجهزة رقابية مستقلة وعلى وجود مفوضية عليا للانتخابات مستقلة تضم أعضاء كل الاحزاب السياسية لايجاد توافق على معاييرجديدة وضوابط صحيحة لامتلاك وتملك السلطة والشرعية غير الاحتكام لعدد الاصوات وعلى وجود مؤسسة اعلامية مستقلة تمارس دورها الحضاري تجاه القضايا المصيرية للوطن وتجاه القضايا العادلة للشعب .وأنتهت مشاركتي بكلمات النوايا ..يا ناس النوايا .الى أين نحن بليبيا سائرون !!م يكن الوقت ليمحنا الفرصة للحديث وعرض ما لدي من قضايا وأفكار وتقديم رؤيتي لدولة العدالة الاجتماعية والمؤسسات الديمقراطية وسيادة القانون ولكني لم أبخل بالجهد والوقت والتفكير والكتابة من أجل الوطن ومن أجل كل الليبيين .فنشرت العديد من المقالات  يمكن لكل قاريء الاطلاع عليها كنت قد شرحت فيها  الأهداف والغايات النبيلة للقضايا العادلة  الشعب صاحب الأرض والمالك الشرعي لثرواتها وصاحب الشرعية الدائمة ومصدر السلطات في البلاد وما أطالب به ودعوت اليه لم يكن من أجل مصلحة شخصية ولا حزبية ولا قبيلة بل هو نضال سلمي من أجل ثقافة بديلة تقودنا الى صنع مستقبل الأجيال ومن أجل كرامة وطني ونصرة حق شعبي الشرعي والعادل في هذا الوجود . يقولون أن من وراء أشد النصائح لهجة وفظاظة وقسوة حب كبير ..فاللهم اني أشهدك حبي لكل الليبيين وكرهي للظلم وللخداع وللطغيان ورفضي للهزيمة وضياع وطني ومحنة شعبي كل هذه السنين !!!

الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.

اترك تعليقاً