أنا ورئيس الوزراء في الظهرة

أنا ورئيس الوزراء في الظهرة

ذات يوم كنت أقود سيارتي في مدينة طرابلس وبالتحديد بعد المكتبة المركزية قصر الملك رحمه الله سابقا باتجاه الظهرة وكالعادة وأنا وسط الزحام تذكرت المسلسل التلفزيوني المصري القاهرة والناس وسط الزحام قول يا سلام وفي حبيبتي طرابلس وسط الزحام وقفت في سيارتي أقل يا سلام، يا سلام على وقتي ووقت الآخرين الضائع وسط الزحام الذي لم يلتف إليه أحد من المسؤولين لا رئيس وزارة ولا وزير مواصلات ولا غيره من المسؤولين!!! يا سلام على بلدي الذي يضيع فيه وقتي وغيري الساعة والساعتين والثلاث ولا بأس في ذلك ففي بلدي انقلبت الموازين والحكم والأمثال؟ يا سلام على بلدي الميت الحي، يا سلام على من يتقلد المناصب من شرق البلاد وغربها ولا يبالي، بل لا يفكر في وطنه ولا في مسئولياتها لا في الزحام ولا في غيره، ألسنا من يردد قائلا إن الوقت كالسيف إن لم تقطعه قطعك، أيحتاج من يضيّع وطننا ووقتنا في الطرقات وسط الزحام أن يُقطع رأسه بالسيف والسنان أم ماذا؟.

وبينما نحن كذلك لفت انتباهي أن الطريق المقابلة في الاتجاه المعاكس كانت مفتوحة والسيارات تسير بوتيرة سريعة بطريقة غير عادية بالنسبة لنا وبمساعدة الشرطة فسألت صاحبي ما الأمر قال: لابد أن هناك مسؤول مار من الاتجاه المعاكس وبعد قليل إذا بكوكبة من السيارات الضخمة المصفحة وبينهما كاشفةٌ للألغام تمر مسرعة وكأنها في الطريق السريع سابقا ليس في وسط المدينة والطريق أمامها سمحة لا وجود لسيارات تعرقل سيرها أو تقف في طريقها كما تقف في طريقنا كل يوم مرات ومرات؟؟؟ وإذا به سعادة رئيس وزراء بلادنا يطل علينا بموكبه!!!.

أستغرب من مسؤول كرئيس وزراء يمر في شوارعنا من شرق طرابلس إلى غربها ومن بحرها إلى جنوبها ولا يرى شوارعها وأزقتها الضيقة المكسورة ذات الحفر المتعددة الأشكال والأنواع والأحجام ولا يحرك ساكنا وكأنه يعيش ويسكن في مدينة غير التي نعيش؟؟؟!! يمر لا نقول وسط الزحام كما نمر، ولكنه حتما يرى من الازدحام ما نرى ولا أظنه أعمى لا يرى إلا إذا كان قلبه لا يرى وتلك إذاً هي القاضية علينا وعلى بلادنا التي ليس لنا من بعدها كاشفة!!! أستغرب من وزير يقال له ويسمى كنايةً بوزير المواصلات ولا أدري أي مواصلات هو وزيرها! فنحن دولة إن صح التعبير وفي هذا نظرٌ وخبر لا نملك مواصلات عامة ولا نملك طرقا صالحة لسير المركبات ولا نملك نظام مواصلات أما عن المطارات وحدودنا البرية فليس الخبر كالعيان والصورة هناك أبلغ من الكلام فلا أدري أوزير مواصلات هو أم وزير محاصصات؟؟؟ مسكينة هي بلادي تأن من هول ما بها من مفاجئات، ولكنها تقف صامتة لا تستطيع أن تتكلم.

ألا يعلم رئيس الوزراء ووزير المواصلات أن للمسؤولية واجبات تأن منها الجبال الشامخات الراسيات لا يستطيع صاحبها النوم لا اليل ولا النهار من هول وحجم ما بها من مسؤوليات فأين رئيس الوزراء من الزحام الذي نعانيه يوميا ونضّيع فيه الأوقات؟! أين رئيس الوزراء من الطرقات التي لم تعد صالحة على الإطلاق لسير المركبات وما تسببه من خسائر بشرية ومادية لا حصر لها؟! أين رئيس الوزراء من مشاكل لا حصر لها فيما يخص المواصلات ولا أريد أن أتكلم خارج النطاق وإلّا فحدّث ولا حرج.

ألا يعلم هؤلآء أن الإنسان وقت فإذا ضاع الوقت ضاع الإنسان وإذا ضاع الإنسان فقل على الوطن السلام ولا أظنه خافٍ عن رئيس الوزراء أن الإنسان في بلادي ضائع ورخيص والسؤال هو ماذا فعل ويفعل رئيس الوزراء ومن على شاكلته لحل مشاكل أضحت تؤرّق مضجع كل ليبي حي بل أضحت خطرا على وجودنا وكذلك البلاد والكلام هنا للأحياء ليس للأموات!!.

الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.

نوري الرزيقي

كاتب ليبي

اترك تعليقاً