الأمازيغية وحرية الصحافة في ليبيا

الأمازيغية وحرية الصحافة في ليبيا

أ.د. فتحي أبوزخار

باحث بمركز ليبيا للدراسات الاستراتيجية والمستقبلية

الفضول الإنساني وغريزة طلب المعرفة وسبر أغوار المجهول من أكبر الدوافع لتقصي الأخبار، وبصورة ما كانت الأخبار الشفهية في مراحل الاستقرار الإنساني ثم مع بدايات اكتشاف الكتابة كانت الصحف المكتوبة.
في سنة 1826 صدرت أول صحيفة بليبيا بأسم: “المنقب الأفريقي” وباللغة الفرنسية. مع منتصف القرن التاسع عشر كانت صحيفة طرابلس الغرب بالعربية والتركية ثم توالت الصحف والمجلات بمختلف اللغات مع استحواذ العربية في عهد النظام السابق. واليوم وبعد أن تحررت الصحافة في ليبيا من ربق العبودية للنظام الأحادي الدكتاتوري ما زالت تعاني من ارتداد تلك الحقبة والمتمثلة في الرؤية الواحدة والصوت الأحادي الذي لا يعلو عليه. فخلال انتفاضة 2011 كان الانفلات في التعبير ضد النظام الدكتاتوري، وبعد التحرير تحولت حرية الصحافة للقذف والسب الشتم ما بين المتصارعين على السلطة، بل تحول الأمر إلى اعتقال وخطف للصحافيين واعتداء على مقار القنوات الإعلامية.
ومضات الحرية الجزئية التي تعيشها الصحافة اليوم في ليبيا جدير بنا المحافظة عليها ومداراتها عن رياح الكراهية التي أوقدها جهلنا بقيمة الحرية التي نعيشها. لذلك قرر المركز الليبي للدراسات الأمازيغية، وبالتعاون مع مركز ليبيا للدراسات الاستراتيجية والمستقبلية إحياء اليوم العالمي لحرية الصحافة بعقد ندوة بعنوان: الآمازيغية وحرية الصحافة في ليبيا.

المقدمة:
في اللازمان يذكرنا الخالق بأننا معشر البشر سؤلنا “ألست بربكم؟” بالطبع مع وضوح الاجابة إلا أن تعبيرنا كذرية آدم بشكل ما كان بـ “بلا ” وبقصد التأكيد على أن الله هو ربنا. وبغض النظر عن مكان نزول أبونا آدم بالهند أو بغير مكان وكيفما كنا كذرية نسمة أو أم كهيئة الذر فيكفي أننا سؤلنا من الخالق بإقرار الربوبية وعلى ذلك كانت الفطرة إلى بلوغ الحلم حيث يخير الإنسان على الاستمرارية في العهد أو نقضه. بدون حرية التعبير على علاقتنا مع الخالق لن يكون معنى لوجدنا وكل من استوعب هذه الحقيقة التي تبدو فرضية فهب تظل جديلة! بالرجوع إلى مكان العهد مع الله سبحانه فقد يكون، وبدون جزم، في الملأ الأعلى حيث كتبت الصحف المطهرة “في صحف مكرمة مرفوعة مطهرة” والتي يفترض ألا تحمل إلا الحقيقة والعدل والاستقامة والتي يؤكد عليها الله سبحانه في مكان أخر من القرآن الكريم حيث يقول : “إن هذا لفي الصحف الأولى صحف إبراهيم وموسى ” ويقصد هنا الآيات الربانية لسورة (سبح أسم ربك الأعلى) .
فالصحافة التي تعتبر الإطار العام لجميع الصحف قد يتوافق الجميع على أنها جمع الأخبار وتحليلها والتأكد من مصداقيتها .. أي البحث عن الحقيقية ..وربما ربطها بحقيقة الواقع جعل تسميت أول صحيفة مصرية سماها رفاعة الطهطاوي بـ”الوقائع” فلا يمكن أن يكون الواقع ألا الحقيقة المنشودة.
تذكر الوكيبيديا الموسوعة الحرة بأنه في أوائل عهد الصحافة أطلقت تسمية الغازته عن الصحف نسبةً وتقليداً للأوروبيين حيث كانت الغازته أول صحيفة ظهرت في عام 1656 بالبندقية. وأطلق خليل الخوري أسم الجورنال عن أول صحيفة ببيروت عام 1858 تقليدا للفرنسيين. واستخدمت تسميت الورقة الخبرية، والرسالة الخبرية، وأوراق الحوادث كمسميات للصحف.
التحري من أجل الوصول إلى الحقيقة سيكون صعبا في غياب الحرية. إذن بحيث تحمل الصحافة رسالتها بعيدةً عن التزوير تحتاج لمناخ الحرية. والتظليل الاعلامي الذي عاشته ليبيا في ظل النظام السابق مازالت ارتداداته تعيش معنا وسلبياته تعكر صفو إعلامنا عموما والصحافة خصوصا.

الحرية والصحافة الليبية:
أثر توصية اعتمدت خلال المؤتمر العام لليونسكو في عام 1991 ووجهت للجمعية العامة للأمم المتحدة والتي بدورها أعلنت بأن 3 مايو من كل عام هو اليوم العالمي لحرية الصحافة. وضمن أحياء السنة الماضية لحرية الصحافة بعث السيد مارتن كوبلر عبر حساب التويتر برسالة ذكر فيها “دعونا نحيّي جميع الصحفيين الذين تحملوا المشاق لكي يكونوا صوت من لا صوت لهم. ونتذكر الذين فقدوا أرواحهم بتغطية الأخبار في ليبيا”. وأختتم رسالته باقباس نص للأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش حيث قال: “عندما نوفر الحماية للصحفيين، يمكن لكلماتهم وصورهم أن تغير عالمنا”.
ومن باب مراجعة الحركة الصحافية بعد 2011 ورصد ضمانات سلامة الصحفيين ومراقبة أخلاقيات مهنة الصحافة ارتأى المركز الليبي للدراسات الأمازيغية وبالتعاون مع مركز ليبيا للدراسات الاستراتيجية والمستقبلية أحياء اليوم العالمي لحرية الصحافة بعقد ندوة لمدارسة الوضع الصحفي في ليبيا ومعرفة ما وصلت إليه الصحافة من نجاحات وما واجهته من اخفاقات وذلك بهدف الوصول للأهداف التالية:
• التأكيد على أهمية ضمان حرية الصحافة والتعبير في مرحلة الانتقال الديمقراطي الذي تعيشه ليبيا.
• توسيع دائرة المشاركة المجتمعية بتأكيد ضمانات حرية الرأي بمختلف وسائل التعبير الورقية والالكترونية والإذاعية.
• قراءة ورصد أي انتهاكات ضد حرية الصحافة في ليبيا.
وانطلاقا من الأهداف المذكورة أعلاه تسعى الندوة إلى التأسيس لقاعدة النقاش من خلال المحاور التالية :
الالتزام بميثاق شرف المهنة:
حرية التعبير بمسؤولية تجعلنا نقترب أكثر من الحقيقة، إلا أنه غياب أطر للحرية مُفعلة وفي صورة ميثاق شرف مهني لمن يمارس التعبير بجميع وسائله المكتوبة والمسموعة والمرئية يجنح بالخطاب الأعلامي أحيانا بعيدا عن الواقعية والحقيقة. أثارت مسألة الشرفية والمهنية بالنسبة للصحفيين في اواسط الإعلاميين والمثقفين والتركيز على أهميتها والالتزام بها سيحد من الانزلاق في متاهات التظليل والكراهية التي سقط فيها الكثير من الصحفيين قبل وبعد 2011. ممارسة أي عمل يتطلب التمسك بأدبيات وشرف المهنة وفي المجال الصحفي يظل التمسك بشرف المهنة ضرورة وغاية في الأهمية لآن أي مغالطات أو حجب للحقائق سيكون أثرها سلبا على المجتمع بأسره.

حضور خطاب الكراهية في الصحافة الليبية:
ارتدادات الفكر الأحادي للنظام السابق اليوم، وإعلامه الرافض لحرية التعبير ، خلق إعلام يستعين بأدوات الكراهية التي حرص النظام السابق على توظيفها ضد المخالفين له في الرأي. وباستمرار الصحافة المأجورة والموجهة ضد المتنورين والباحثين عن الحقيقة لمدة أربعة عقود أنتجت الحقد والحسد والغيرة بين مختلف طبقات وأطياف المجتمع الليبي بمختلف تنوعاته.
ومع وعي البعض بخطورة الانزلاق في متاهات الكراهية ومحاولة التعقل ومناقشة الأفكار عوضا عن تخوين أصحابها وإشعال براكين الكراهية ضد من يخالفهم الرأي إلا أن تيار زحف اللجان الثورية المدمر أسكت جميع أصوات الحرية بالداخل، وبذلك كان الانتقال إلى الخارج للتعبير بحرية. بعد 2011 مورست الحرية بالرغم من أنه استمرت الكراهية ضد فئة محدودة والمناصرة للنظام السابق وبالتأكيد لم يخدم انتفاضة التحرير. فاستخدام نفس ادوات النظام السابق والمتمثلة في الكراهية ضد المخالفين في الرأي، وتصويب نيران الفتنة ضد الاشخاص عوضا عن مناقشة الأفكار الهدامة التي زرعها النظام في ثنايا العقلية الليبية لن يساعد على الحرية والتحرر. واستنادا لما تقدم يظل السؤال الخطير والملح هل ما زلت الصحافة في ليبيا تمارس الكراهية؟

مكانة الأمازيغية في الصحافة الليبية:
في ظل دكتاتورية معمر القذافي استمرت الأمازيغية الركن الرابع للمحرمات : الدين، السياسية، والجنس. فجرم الحديث بتمازيغت وسجن من تمسك بأصوله الأمازيغية ودعى للتمسك والحفاظ على الهوية اللغوية والثقافية للأمازيغية. اندفعت خلال ثورة التحرير الأمازيغية بقوة وكثيرا ما تصدرت وسائل الإعلام، بل وبالرغم من محاولات تحجيم دور الأمازيغية والأمازيغي في التحرير إلا أنه ومع ذلك فكانت الأمازيغية حاضرة في جبهات وسائل الأعلام المناهضة لدكتاتورية معمر بل وصل الأمر إلى أن منحت قناة ليبيا الأحرار مساحة زمنية ضمن خارطة برامجها وبلغة تمازيغت .. أخفت بعد التحرير!!! تضائل الحديث عن الأمازيغية بعد التحرير ثم تحول إلى تكفير وتخوي وتعويق لكتابة الدستور وبناء الديمقراطية في ليبيا.
حرية الصحافة وأثرها على أحياء الأمازيغية:
الحرية هي البيئة المناخية الثقافية المناسبة للنمو اللغوي والثقافي وحرية الصحافة تخدم الحقوق وتدعم التحضر وتسهم في رقي المجتمع وتنويره. خلال الثورة بدأ تدريس تمازيغت وكانت تيللي أول صحيفة تستخدم التيفيناغ وتلاها العديد من الاصدارات المختلفة انتهت بمجلة أرمات والتي لم تدم إلا لوقت قصير. المشهد اليوم لا يبشر بخير إلا لو تم دعم وتفعيل المركز الليبي للدراسات الأمازيغية وجميع المؤسسات الأمازيغية الحكومية سواء تعليمية أو بحثية. ولضمان مناقشة فعالة للمحاور الأربعة أعلاه تستهدف الندوة حضور من لهم علاقة مباشرة وغير مباشرة بحرية الصحافة.
المستهدفين بالحضور:
• الصحفيين
• المثقفين بمخلف مشاربهم ومذاهبهم الفكرية والسياسية بليبيا.
• المدونين وأصحاب المواقع الصحفية.
• مؤسسات المجتمع المدني المهتمة بحرية التعبير .
• المهتمين بالأمازيغية والشأن الأمازيغي.

اللغة وتاريخ الصحافة في ليبيا:
تاريخيا وحسب ما ورد في الوكيبيديا الموسوعة الحرة بأن أول دولة أصدرت صحيفة إخبارية كانت فرنسا بعد أن تقلد السلطة ريشليو بهدف توجيه الرأي العام، وفي عام 1631 كان أول إصدار لصحيفة جازيت دي فرانس. وظلت الصحف حكرا لسلطة الدولة ولم تكن حرة في أوروبا باستثناء انجلترا وهولندا واستمر ذلك لقرنيين من الزمان قبل أن يكون الانعتاق الكامل لصحف أوروبا وبشكل متفاوت. لعبت الصحافة دورا بارزا في حرب التحرير بأمريكا ومنح الدستور براح من الحرية منحها التعديل الدستوري في 1791. ومع ظهور الخدمات البريدية كان الانتشار للصحف المجلات على مستوى العالم، واليوم انحسرت الصحف الورقية بعد التحول إلى النشر الإلكتروني.
تأسست أول صحيفة بليبيا باللغة الفرنسية من قبل عدد من القناصل الأوروبيين عام 1826 بأسم: “المنقب الأفريقي”. وكانت أول صحيفة باللغة العربية يقابلها ورقة بالتركية هي صحيفة (طرابلس الغرب) في عام 1866 تلها الترقي 1897، فالرقيب العتيد، فجريدة المرصاد، فانتفاضة الأحرار إلى العدل، والفجر، إل جورنالي دي تريبولي، سيرينايكا ويكلي نيوز ، الرائد، كذلك كانت مجلة ليبيا المصورة، اللواء الطرابلسي، الوطن، ليبيا الحديثة، البلاغ ،برقة الحديثة ، بريد برقة بنغازي، العلم اليومية.
تنوعت اللغات التي كتبت بها الصحف والمجلات من العربية إلى التركية والفرنسية والايطالية والانجليزية وغابت الأمازيغية. ألا انها تميزت بهامش من الحرية بالرغم من غياب موضوع الأمازيغية فكان التنوع الفكري قبل الانقلاب إلى الفكر الأحادي “الجماهيري”.
بعد انقلاب 1969 كانت أعادة تسمية صحيفة الفجر بالفجر الجديد وتلاها عدد من الصحف: الفاتح، الجماهيرية الشمس، والزحف الأخضر بالإضافة إلى عدد من المجلات لا، أويا، قورينا، المشعل، البيت، شؤون أفريقية، حب الرمان، القمة،الشباب والرياضة الجماهيرية. وبالرغم من إتاحة فرصة للتعبير باللغة الإنجليزية إلا أن تحريم الأمازيغية بات واضحا بعد إعلان الدكتاتور معمر بأن كل من تعلمه أمه اللغة الأمازيغية فهي ترضعه السم!!! هذا من جانب اللغة فقط ولكن فيما يخص موضوع الأمازيغية فهي ضمنا محرمة وباتت من التابوهات المحرمة حسب نظرة النظام العنصري الدكتاتوري الجماهيري. بسبب غياب حرية التعبير انتقلت المعارضة إلى الخرج وصدرت عدة مجلات وصحف مع بداية الثمانينيات من القرن الماضي.

الأمازيغية في الصحافة خلال وبعد 2011:
قبل 2011 أنشأت مواقع إلكترونية كتبت عن اللغة والثقافة الأمازيغية وكان من أبرزها موقع تاوالت. وكان أيضا موقع ؤسان الذي استمر لسنوات ثم انقطعت به السبل في الفضاء الافتراضي مع مواقع أخرى. بعد 2005 وبصعود مشروع ليبيا الغد ظهرت محاولات مبطنة ومحتشمة بشأن النشر بالأمازيغية وانحصرت في إمساكيات شهر رمضان والتي تضمنت بعد الإشارات بالتيفيناغ مثل مواقيت الصلاة وأيام الأسبوع و ئيسكيلن أبجدية تيفيناغ.
كانت أول صحيفة أمازيغية بالتيفيناغ خلال انتفاضة 17 فبراير 2011 وتحديدا في شهر مايو حيث صدر أول عدد لمجلة تيلليⵜⵉⵍⵍⵉ (الحرية) بجيل نفوسه ، ومع التحرير صدرت صحيفة يفرن تايمز. مع بداية سنة 2012 توالا صدور المجلات المهتمة بالشأن الأمازيغي والمستخدمة للتيفيناغ فكانت: جادو نادرفت، وتامورت، تزيري ن لالوت، تاقرماس، وأرمات.معظم المجلات جمعت بين العربية والتيفيناغ باستثناء تاقرماس التي أثرت العربية وأرمات التي اقتصرت على استخدام التيفيناغ. مع استمرار قناة يفرن على الفيسبوك ولغياب تبني الحكومة دعم المجلات فتقريبا 90% منها أنتهى مع نهاية سنة 2012 .

“حريّة الصحافة لم تكن قط مهددة على النحو الذي هي عليه اليوم”.
هذا ما صرحت به منظمة مراسلون بلا حدود وتنقل العربي الجديد عن المنظمة أيضا بأنه “لم يسبق أن تعرضت حرية الصحافة لتهديدات بالوتيرة التي تشهدها حالياً .. ففي غضون خمس سنوات، تراجع المعيار الذي تستخدمه مراسلون بلا حدود بنسبة تصل إلى 14 بالمئة، إذ سُجل خلال هذا العام تفاقم في وضع ما يقرب من ثلثي (62.2 بالمئة) البلدان التي تشملها الدراسة، بينما تراجع عدد الدول حيث تُعتبر حالة وسائل الإعلام “جيدة” أو “جيدة إلى حد ما”، وذلك بنسبة 2.3 بالمئة”.
مع تصدر الدول الإسكندينافية المرتبة الأولى لحرية الصحافة تقبع أريتريا وكوريا الشمالية في ذيل الترتيب لحرية الصحافة. ولكن ما يلفت النظر هو ما يقوله السيد كريستوف ديلوار، الأمين العام لمنظمة مراسلون بلا حدود، حيث يقول: بـإن “التحول التي تشهده الديمقراطيات يقض مضجع كل من يعتقد بأن قيام حرية الصحافة على أساس متين هو السبيل الوحيد لضمان سائر الحريات الأخرى، متسائلاً في الوقت ذاته عن المصير الذي تقودنا إليه هذه الدوامة”
في تقرير بتاريخ 18 ديسمبر 2017 للمنظمة بعنوان: تصنيف حرية الصحافة لعام 2017: خريطة عالمية قاتمة على نحو متزايد تذكر بأن ” الحروب والنزاعات الطويلة غالباً ما تحمل في طياتها سموماً فتاكة تُهدد حرية الإعلام، إذ من شأنها أن تدفع بلداً ما إلى أسفل الترتيب في وقت قصير أو الإبقاء عليه في الحضيض لسنوات.. حالة الفوضى التي تعيشها ليبيا (163، +1) حالياً تنطوي على خطورة كبيرة بالنسبة للصحفيين. ففي بلد يقف على حافة الانفجار ويسقط فريسة للاشتباكات المسلحة بين مختلف الفصائل المتناحرة، قُتل ثلاثة صحفيين في عام 2016 بينما كانوا يغطون المعارك في سرت وبنغازي. ورغم أن عدد القتلى والمفقودين آخذ في التراجع، مازال الإعلاميون يواجهون التهديدات بانتظام، علماً أن الجرائم المُرتكبة ضدهم تمر وسط إفلات تام من العقاب. ”

الخلاصة:
مع التوافق بأن الصحافة هي نشر المعلومات استعرضت الورقة بعض المحطات المهمة وذات علاقة بتاريخ الصحافة في ليبيا وأبرزت أهمية مناخ الحرية الذي به ترتقي المجتمعات الساعية إلى الانتقال نحو الديمقراطية بعد التحول من الدكتاتورية لتمارس دورها كسلطة رابعة كما عبر عنها بورك الأنجليزي. وتظل الأمازيغية حبيسة البيوت ما لم يتوفر للصحافة الليبية مناخ الحرية وبمسؤولية، ويتحرك ممارسي مهنة الصحافة في إطار شرف المهنة.

جاءت الندوة التي نظمها المركز الليبي للدراسات الأمازيغية، بالتعاون مع مركز ليبيا للدراسات الاستراتيجية والمستقبلية، وليبيا تعيش حالة حزن مؤلمة بعد سقوط حوالي 14 من ضحايا ، نسأل الله أن يغفر لهم ويشفي الجرحى،التفجير الإرهابي بمفوضية الانتخابات بغوط الشعال يوم أمس، والمدان من جميع الحاضرين، فكان غياب المشاركين واضحا مع غياب تام للقنوات الاعلامية وظل أحياء اليوم العالمي لحرية الصحافة التزام لثلة من الصحفيين والمثقفين وكذلك للمركز لا يمكن الإنفكاك منه .. ومع عرض ورقة المركز كانت هناك مداخلات لكل من رئيس منظمة مناهضة التعذيب الكراهية أ. سمير الجرنازي، والمجلس الأعلى لأمازيغ ليبيا ألقاها أ.امحمد بن طالب، وللأعلامية أستعرضتها خدوجة الطابوني ولمركز ليبيا قدمها د. مصطفى رحاب تمحورت جميعها حول خطورة خطاب الكراهية الذي وُرثها النظام السابق واستمرت ممارسته بعد انتفاضة 2011. كانت للمشاركين وقفه مع حياة المناضل الصحفي فاضل المسعودي ذكر بها الاستاذ/ رضوان بن موسى فالمسعودي رحمة الله هو الكاتب والصحفي صاحب المواقف الوطنية الثابتة والراسخة سطرها من مساهماته ومشاركاته بقلمه في الأمل، والمعركة، وفزان والرائد وشق طريقه الصحفه بإصداره جريدة الميدان التي أقفلها انقلاب سبتمبر العسكري السود في 2 نوفمبر 1969 ، وقفت ومما ميز لقاؤنا اليوم جملة من النقاط نوجزها في ألأتي:
• مع إدراك أن الصحافة تحتاج إلى روح نضالية لكن يظل قبول التنوع المذهبي والفكري والسياسي، بما في ذلك اللغوي والثقافي، مرحبا به ما دام يقع داخل ساحة الفعل ليبيا. ويظل من الضروري وجود ميثاق يُأطر للعمل الصحفي يضمن للصحفي حرية الرأي ويضعه ضمن محددات شرف المهنة، على أن يسبق الدستور.
• غياب الشفافية بشأن ما حصل من زعزعة امنية بعد 2011 أفرزها الصراع الدولي باستخدام أيدي ليبية امتد ضررها إلى اعتداء على مقار قنوات إعلامية وخطف بعض الصحفيين مما دفع بالبعض الانتقال إلى الخارج وهذا يحد من دور الصحافة والأعلام عموما للقيام بدور فاعل تجاه الانتقال الديمقراطي في ليبيا.
• مع ندرة المسلسلات الليبية إلا أنها ومع الكثير من البرامج الإذاعية تنفث الكراهية لإرتبطاتها بالعف وحمل السلاح وبعدها عن الدعوة للحب والخير والسلام والبناء. وهذا أسهم بصورة مباشرة في العدوانية التي باتت سلوك الكثير من الليبيين مما يحتاج لمعالجة وللكتاب ومعدي المسلسلات والبرامج مراعاة ذلك والارتقاء بأقلامهم لكتبت ما يسهم في الآرتقاء.

الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.

أ.د. فتحي أبوزخار

باحث بمركز ليبيا للدراسات الاستراتيجية والمستقبلية

التعليقات: 14

  • عرباوى

    الامازيغية مكونه من عدت لهجات تختلف عن بعضها البعض. فمثلا لا يستطيع الامازيغى القاطن في “الجبل الغربي” ان يتخاطب بلهجته الامازيغية مع الامازيغى الذى يقطن مدينة زواره. وبعدين يا أستاذ فتحى انتم لم تكتشفوا الة الطباعة الا في هذا القرن…وجاى تتكلم على حرية الصحافة للامازيغ؟ وبعدين يا أستاذ لماذا لم تكتب هذا المقال بالامازيغية حتى تعم الفائده… يا أستاذ فتحى انت تعرف ان اللغة العربية يتكلمها الكردى والامازيغى والاشورى والمسيحى والمسلم والملحد…وهى احدى اللغات المعتمدة في الأمم المتحدة فما حاجتنا لتعلم اللهجات الامازيغية التي هي في طريقها الانقراض؟ يا أستاذ فتحى متى ستفهم ان العروبه هى ثقافه جامعه وليس عرق؟

  • مفهوم !؟

    إلى السيد : عرباوي , بارك الله فيك لقد كفيت ووفيت ، وكثير من رؤوس التبن عندهم شهادة الدكتوراه وأكثر فى وطننا المخدوع أنهم يفضحوا أنفسهم بغبائهم أمام الجميع ، والمثل يقول لو الكلام من فضة فالسكوت من ذهب ، ماتلقى إلا المارقد وأخوه ، ولك الله ياليبيا .

  • عبدالحق عبدالجبار

    كل واحد يلعب قدام حوشة الكاتب و العرباوي … لا توجد عربيه ولا أمازغية … لا لغة ولا كيان ولا عرق ولا ثقافة الا في حياشكم … هنا في ليبيا توجد لغة القران وليبييين فقط اما الدارجة او العامية فهي عاميه حسب المدنين مثل عوكر و لعوص و هضا و عماك …. و بالنسبة لكم الاثنين اللعب في داخل حوشكم …. انقوللكم علي ابو العنصريه شن قال ( قال سوف يعمل جاهداً علي توصيف كل من هو برقاوي لم يقل عربي ولا أمازيغي يا رؤوس التبن معناها فرق العرب والأمازيغ إللي انت تحكوا عنهم زيادة و زيادة و بكره نسمعه يقول قبيلتي وبعدها عائلتي وبعدها ابنائي …. كفاية كفاية كفاية …ايها المفلسين

  • عبدالحق عبدالجبار

    ليبيا – أصدر 34 عضواً في مجلس النواب بياناً موجهاً الى مكتب النائب العام طالبوه فيه برفع الحصانة عن أي مسؤول ورد اسمه فى تصريحات عادل الحاسي قنصل الوفاق بالاسكندرية المستقيل من منصبه . وفي بيان صادر عنهم بوقت متأخر من مساء السبت وتلقت صحيفة المرصد نسخة عنه ، طالب النواب النائب العام بالتحقيق فى أي قضايا فساد او واسطة او محسوبية او استغلال لسلطة او منصب بغير وجه حق https://almarsad.co/2018/05/06/بينهم-النائب-الاول-لرئيس-مجلس-النواب-34/
    اين اسمك يا سهام اين ؟؟؟!!!! في اي طرف من الأطراف

  • عبدالحق عبدالجبار

    سخر عضو مجلس النواب عن مدينة بنغازي، زياد دغيم، من مطالبة 34 نائب برفع الحصانة عنه والتحقيق معه حول اتهامات القنصل الليبي في الإسكندرية عادل الحاسي الذي اتهم عدد من المسؤولين والنواب بـ«الفساد المالي والإداري» من بينهم زياد دغيم.
    وقال دغيم لـ«بوابة الوسط» ليل السبت «هل يوجد لدينا نائب عام بمناطق الشرعية أم يقصدون النائب العام المهدد بمدينة المليشيات». اما اله يا أ د غيم اي نائب عام انت تريد نرفع القضية عنده اختار ( سيالة … عبدالجواد … القطراني … مدير هوتيل صرم الشيخ … )

    http://alwasat.ly/news/libya/204681

  • عبدالحق عبدالجبار

    احسن شئ سمعته مضحك …. من طبعاً من غيره …أ د غيم الله يغيم عليه دنياه … وتابع دغيم قائلاً: بـ«النسبة لي أنتهى الأمر فكل اجراءات الوالد قانونية روتينية صحيحة ويسأل عنها من أصدرها ورفع الحصانة تحتاج موافقة رئيس مجلس النواب و120 نائب فكفي بطولات وهمية وخداع للناس».هههههههه اعتراف انها روتينية مصيبه يعني شئ طبيعي ولقد اصبح غيم هو المتهم والمحامي والنائب العام و القاضي … اماله ما هو الحصانة التي اصبحت حصان يركبه البرلمانيين و اصحاب الكراسي لاختلاس البلاد و بيعها

  • عبدالحق عبدالجبار

    يا صالح ان لم تخرج للشعب و تقر بالحقيقة او ترفع الحصانه عن هذا المعتوه … سوف تدخل التاريخ كا طالح … وفي الحالتين اما ان تكون ملطخ بالحرام كالمعتوه او انك شخص طالح فلا حرج عليك كما قال المعتوه هذا روتين عندكم … عندك اربعة وعشرون ساعة اما ان تكون صالح او طالح …. وان كنت طالح … فعلي الجيش بقيادة المشير ان يحارب منبع الاٍرهاب في البرلمان ارهاب الدولة في اموالها وقدراتها و شعبها …وليس ارهاب ردت فعل هؤلاء في درنة … الاول القضاء علي منبع الاٍرهاب في البرلمان والرئاسي و الاعلي … ارهاب بيع الوطن والاختلاس هو المصيبة ارهاب تحت الحصانة

  • عبدالحق عبدالجبار

    وزير التعليم عبدالجليل دغيم ابتزازي … و وقعت قرار والده دون علم….. هههههه هذا وزير التعليم

    https://www.libyaakhbar.com/libya-news/646631.html

  • عبدالحق عبدالجبار

    قال وزير التعليم المفوض بحكومة الوفاق عثمان عبد الجليل إن الرسالة التي ورد فيها الطلب بصرف المرتبات لم يذكر فيها لقب ادغيم والد عضو مجلس النواب.

    وأضاف عبدالجليل في تصريح لبرنامج لقاء خاص أن صرف المرتبات من اختصاص وزارة المالية، مشيرا إلى أن دورهم في وزارة التعليم يقتصر على إحالة مثل هذه المطالبات للنظر فيها ولم تكن رسالة تزكية. ليبيا الأحرار

  • عبدالحق عبدالجبار

    وزير المالية و الرئاسي يبحثون عن دخل زيادة … البائن تجارة تعيين والدين الأعضاء في البرلمان و الاعلي و الرئاسي و المؤاقتة الدائمة قد زادات ….
    مالية الوفاق اقترحت في خطاب موجه لرئيس المجلس الرئاسي فائز السراج وعضو المجلس أحمد معيتيق تلقت المرصد نسخة منه زيادة فئة الرسوم الجمركية على استيراد جميع السلع إلى نسبة 10% باستثناء 67 سلعة ذات تعريفة جمركية عالية، و118 أخرى معفاة من الضريبة….. البائن الرسائل كثيرة عند وزير المالية

  • عبدالحق عبدالجبار

    تحية إجلال و اكرام للأستاذة المحترمة ام العز الفارسي

    http://alwasat.ly/news/opinions/204623?author=1

  • عبدالحق عبدالجبار

    السراج يأمر بفتح تحقيق في اتهامات فساد طالت مسؤولين……
    كيف ومني وأين ومن هل تقصد حتي سيالة و عبدالجواد ؟ وأين انت من كل هذا يا هذا

    http://alwasat.ly/news/libya/204689

  • حفيد عقبة بن نافع

    أؤكد لكم أيها القراء الاعزاء أن الكاتب لا يكتب ولا يقرأ الأمازيغية ، فقط يتكلم اللهجة اليفرنية الأمازيغية، ومع هذا يريد صحافة ودور نشر أمازيغية وووإلخ . قلنا ولازلنا نكرر أن ليبيا يسكنها 98% عرب فلا يمكن أن تكون إلا عربية ، لغةً ومصيراً وتاريخاً وهويةً ، وهذا ما كان وهذا مايكون وهذا ما سيكون إلا أن يرث الله الأرض وما عليها .

التعليقات مغلقة.

التعليقات لا تعبر عن رأي موقع عين ليبيا، إنما تعبر عن رأي أصحابها.

اترك تعليقاً