الثورة الثانية في ليبيا بعد ما تخلوا عنها……غرغور هي تصحيح للثورة

الثورة الثانية في ليبيا بعد ما تخلوا عنها……غرغور هي تصحيح للثورة

د. ناجي بركات

وزير الصحة السابق بحكومة المجلس الوطني الانتقالي.

خواطر اليوم 16 نوفمبر 2013م ( الثورة الثانية في ليبيا بعد ما تخلوا عنها……غرغور هي تصحيح للثورة)

الكل في ليبيا ودول ثورات الربيع العربي يبحت عن مخرج هذه الايام لهذه الفوضى والفراغ السياسي والذي كان السبب فيه هو ترك الناتو والأمم المتحدة بأن يستعمل الاسلام السياسي لغرض الوصول للحكم بدول الربيع العربي. لقد فشلوا في مصر وفي تونس وليبيا. لقد كان وهم الدول الغربية والتي شاركت في الاطاحة بالقذافي، بأن الاسلام السياسي سيكون المخرج لمشاكلهم ,والتخلص من الجماعات الاسلامية ببلدانهم وربما اذا اصبحت فيه حكومات اسلامية معتدلة بهذه الدول فكثيرا من الاسلامين المتشددين سيغادرون اوروبا  وامريكا ودول اخري حيث اصبح غير مرغوب فيهم ولا يستطيعون طردهم.  هذا الرهان لم ينجح لأن الشعو ب العربية اصبحت ناضجة وحية وواعيه وخاصة في ليبيا والتي ترفض الاسلام السياسي لغرض الوصول للسلطة من ورائه، لأن الغرض منه ليس اصلاح البلاد ولكن ايقاف عجلة التنمية بالبلاد وليس لديهم برامج اصلاحية  الدول الكبرى ومجلس الامن على دراية بكمية السلاح والافراد والتي دخلت الى ليبيا ودول اخري عن طريق المطارات والموانئ واستلمتها بعض الجماعات  المحسوبة على التيار الاسلامي او غير الاسلامي وتورط بعض الدول في هذا وهي كانت مساهمة في دعم الشعب والليبي وثورته مند اندلاع الثورة. كذلك السلاح المنتشر والذي صار خطر على دول الجوار وجنوب اوروبا وهم على دراية بهذا ويعرفون من يسلم ومن يستلم. كل هذا كان نتيجة فتح الطريق لمن ينادون بالإسلام السياسي للسيطرة على السلطة في دول الربيع العربي وكان الهدف من هذا هو ان تبقي مشاكل المسلمين في هذه الدول وخاصة اذا تكونت امارات اسلامية يلجأ اليه كل من يحلم بالخلافة السادسة كما قالها بعض قادة هذه الجماعات.

اللوم الاكبر يقع على الدول والتي ساهمت في تحرير ليبيا وبمجرد سقوط القذافي تركت البلاد في فوضي وهى تعلم ان ليبيا ليس بها جيش او شرطة وحددوها كبيرة وكمية السلاح كثيرة بها وهي ستكون وجهت المتطرفين والمتشددين من هذه الجماعات. لقد تركوا ليبيا سهلة المنال واوصلوها الى هذا الحال حتي تكون دريعة لتدخلهم من جديد بحجة الارهاب والذي فعلا هم من صنعه ومن قام بصنعه في ليبيا. هل يريدون ضرب هذه الجماعات ضربة واحدة ويريدونهم ان يتجمعوا في ليبيا حتي يتم تصفيتهم جميعا. بهذا لا يعيرون اي اهتمام لمطالب الشعب الليبي ولا لحقوقه ولا الى أدميته. لقد بدأت اشك في نوايا الغرب وبعض من دوله بأنهم وراء مخطط يهدف الى تقسيم ليبيا ومحاولة لضرب جماعة الاسلام السياسي الى ما لا نهاية كما حدث في مصر. لقد شد انتباهي اجتماع السفير البريطاني بليبيا بعبدالرحمن السويحلي ومن لا يعرف من هو هذا الشخص. هو جزء كبير من المشكلة في ليبيا وهو وراء الكثير من المشاكل والذي يعرفها الجميع. ما الهدف من هذا اللقاء وهو معروف على الانجليز، دائما يبحثون عن المشاكس ومن لديه قوة تحميه وكذلك لديه رأي قوي داخل الحكومة ويلجأ اليه كل واحد عندما تحدث مشاكل بين الثوار  او من الثوار لأنه يملك القوة علي الارض. اللعبة اصبحت تتضح يوما بعد يوم وسيجدون كل الذرائع والوسائل للتدخل من جديد تحث قوانين الارهاب والتي هي صادره من الامم المتحدة وكذلك تفعيل قرار 1973 والذي يهدف لحماية المدنيين من القذافي ولكن الان من هذه الجماعات . ما حدث في بنغازي وطرابلس وقتل الابرياء من الشعب، انما هو دريعة قوية لهؤلاء للتدخل ومحاولة فرض الامن في ليبيا والبقاء طويلا. مجلس الامن ليس بهذا الغباء بأن يترك هؤلاء يعبثون في ليبيا وهم خطر على اوروبا ودول الجوار، حتما سيكون تدخل اذا ما وصلنا بحل وبأنفسنا.

كل المؤشرات تدل عل ان الحراك الشعبي قد بداء وما انطلاق المبادرات للحوار  ومن كافة القوي الوطنية، الا دليل على ان الشعب سيقول كلمته في هذا كما قالها في 17 فبراير 2011م. مبادرة التيار الوطني ومبادرة شباب بنغازي ومبادرة ابوشاقور وتحالف القوي الوطنية وانطلاق مبادرة الحوار الوطني يوم 3 نوفمبر وحراك 9 نوفمبر 2013م. كل هذه دليل على ان القوي الوطنية ومن ورائها الشعب الليبي لن تسكت على هذه الانتهاكات وتريد ان تجد حل دون ان يجد الغرب ومجلس الامن دريعة للدخول لليبيا. لقد فشل الاسلام السياسي وفشل الغرب في تخمينه وحساباته بأنه سينجح وما غض النظر عن هذا من قبل مجلس الامن والغرب وما حدث بليبيا وما يحدث الان، الا حسابات خطائه قام بها الغرب والان يبحثون عن حلول واقرب حل هو ضرب هذه الجماعات. نحن نقول لهم، انهم ليبيون ولا نسمح لهم ونقول لهذه الجماعات ليس امامنا الا الحوار والوصول لنقاط الخلاف وايجاد الحلول لها لكي نصل بليبيا الى بر الامان.

ما حصل في غرغور يوم 15 نوفمبر 2013م، انه ناقوس خطر وهو يندر بدق الطبول لحرب اهلية في ليبيا والغرض منه تقسيم ليبيا  وزرع الفتنه ولن نحلم بأن تكون هنالك دولة اسمها ليبيا. الشعب لا يريد هذا ومن اطلق النار على المواطن الليبي بغرغور، ومن يسانده، انما هو ضد الشعب الليبي وضد وحدة تراب ليبيا. الشعب الليبي هو سيد الميدان ومن يراهن على هذا الشعب سينجح. فعلا نجح الشعب الليبي في الوقوف يد واحدة وكذلك استجابت الجماعات المسلحة لمطالب الشعب، انما هو دليل على ان ارادة الشعب لا تهزم ابدا. من هم كانوا بداخل غرغور لا يمثلون الا انفسهم ومن استقبلهم بالذبائح انم يطعن في نفسه وهم يمثلون انفسهم وعلى مناطقهم التبراء منهم ويجب محاكمة من اعطي الاوامر لهؤلاء. انه شر ما قاموا به وحتي القذافي فعله بطرابلس وبنغازي وانه عمل لا يمكن السكوت عليه . مثل هذه الاعمال وما ذكرنا في هذه المقالة سيكون سببا في نزول قوات اجنبية على الاراضي الليبية او يكون ضرب الليبيين بالطائرات من جديد ونحن لا نريد دم الليبيين يهدر مرة اخري. قتل مواطن ليبي بطائرات اجنبية وبجنود اجانب، انما هو اعتداء صريح على هذا الوطن ولا نسمح به.

الحل يكمن في الحوار بين الليبيين وبرعاية الامم المتحدة ومجلس الامن والدول الكبرى حتي نصل الي اتفاق يضمن وحدة ليبيا اول وتأسيس جيش وشرطة  وتأمين حدود ليبيا. كذلك نريد ان نصل الى تكوين حكومة من وطنيين شرفاء وان نستمر في انتخاب لجنة الدستور حتي نصل بليبيا الى بر الامان. كذلك نضمن من هذا الحوار البداية في المصالحة الوطنية ومرورا بالعدالة الانتقالية. كما يجب حل مجلس الثوار وكل المليشيات والكتائب وان ينضموا كأفراد للجيش ومن يريد ان يعيش حياة مدنية ستتكفل الحكومة الجديدة بإيجاد عمل له وتدريبه حتي يكون مواطن ليبي ناجح.

الان اصبحت الحقيقة واضحة ومن هم وراء كل هذا. من غرر به في تأييد هؤلاء ما عليه الا الانسحاب الان وان يقف مع الشعب والذي قال كلمته الان ويريد تصحيح هذه الثورة. على الغرب ومجلس الامن ان يدعم الحكومة الليبية الجديدة ويوفر لها النصيحة والمساعدة في الانتقال من العنف الى دولة مدنية. اما مؤتمرنا الوطني العام وحكومته: فهما لا حول لهما ولا قوة وهم جزء كبير من المشكلة وما عليهم الا الرحيل وتسليم البلاد لحكومة وفاق من الوطنين  والثوار الشرفاء كما كانوا في بداية الثورة. كما يجب ان تستمر المفوضية العليا في انتخاب لجنة الستين والتي ستكون داعمة للحكومة الجديدة ويجب حل جميع التشكيلات المسلحة وضمهم كأفراد للجيش اذا رغبوا او يذهبون للحياة المدنية. ليبيا امانة في اعناقنا ولا نجعل دريعة للأخرين لكي يستعمرونا مرة اخري ويقتلون الليبيين والليبيات بدون وجه حق. نحن قادرين على حل مشاكلنا وعليهم بمساعدتنا ومد يد العون لنا كما ساعدونا في الاطاحة بالقذافي وزمرته الفاسدة ولا نريد زمرة فاسدة اخري تتولى امر البلاد.

ليبيا حرة وستبقي حرة بشعبها ان شاء الله

الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.

د. ناجي بركات

وزير الصحة السابق بحكومة المجلس الوطني الانتقالي.

التعليقات: 1

  • علي جبريل

    كلام في كلام في كلام ونحن هنا في بنغازي ندفع في الثمن غاليا …. المنظرين والفلاسفة كثر …يجب ان يفهم الجميع بأننا في بنغازي وصلنا الى مرحلة إلياس وإذا لم تجد حلول للحمامات الدم في مدينتا نشأ ستخرج بالآلاف ولكن هذه المرة نطالب بالانقسام عن ناس لا يهمهم عذاب هذه المدينة ولا برقه ككل وقد أعذر من أنذر

التعليقات مغلقة.

التعليقات لا تعبر عن رأي موقع عين ليبيا، إنما تعبر عن رأي أصحابها.

اترك تعليقاً