الجيش التشادي يتوغل في الأراضي الليبية والكتائب الليبية يحاصرون حكومتهم

الجيش التشادي يتوغل في الأراضي الليبية والكتائب الليبية يحاصرون حكومتهم

_123434_libya1

(الجنوب الليبي خارج عن سيطرة الدولة الليبية) تصريح اطلقته الحكومة النيجرية ومع دعوتها العاجلة للتدخل الأجنبي والذي جاء بعد تهديد الرئيس التشادي لليبيا على القناة القطرية والذي تم وصفه بأنه اعلان صريح للحرب يكشف جانباً مريعاً من حقيقة ما يحدث في كواليس الاقتتال السياسي الليبي الليبي الذي تقوده اطرافاً دولية خارجية.

وبحسب تصريح البرلماني الليبي السيد التواتي حمد العيضة وعضو لجنة الأمن القومي: فإن الجيش التشادي الرسمي قام بالتوغل أكثر من 100 كيلومتر داخل الأراضي الليبية ودون أن يجد أية مقاومة وفي غياب تام للجيش الليبي. ويضيف السيد التواتي بأن هذا اضافة لوجود مليشيات تشادية في مدن الجنوب الليبي بدعم وتمويل مباشر من الدولة التشادية. كما أن هناك عصابات مسلحة قد قامت مؤخراً بإختيار رئيس أركان لها وهو سوداني الجنسية وتابع لعصابات المقاتلين بدار فور.

وهذا التوغل للجيش التشادي الرسمي والعصابات المسلحة التشادية وتصريحات وزير خارجية النيجر يحدث في الوقت الذي  تقوم فيه المليشيات المسلحة الليبية وبكامل أسلحتها الثقيلة والخفيفة بحصار مقرات الوزارات الحكومية لبلادها. أما المؤتمر الوطني العام والحكومة والأحزاب السياسية الكبرى فهم منشغلون بالإقتتال فيما بينهم حول اقتسام الغنائم واقتسام الوزارات السيادية لدولة لا وجود لها أو سيادة.

فمنذ اسقاط نظام القذافي لم تتفق هذه القوى السياسية الليبية على شيء أو يجتمعون على مبدأ إلا عملهم تحت شعار موحد (فلتذهب ليبيا للهاوية) وهي بالفعل تنجر للهاوية جراء الانقسامات والصراعات الداخلية حول الغنائم وانتشار المليشيات المسلحة بلا حسيب أو رقيب.

شماعة تصحيح المسار والعزل السياسي:

وكلما أحست الأطراف المُنَظمة للفوضى الليبية بأن البلاد قـد تتجه للإستقرار يقومون بتعبئة وحشد الجماعات الثورية المسلحة وشحن الشباب البسطاء الذين لا يعلمون بأنهم مجرد بيادق على رقعة الصراع المحموم على السلطة. فالكبار يقبعون في الظل وهؤلاء الشباب البسطاء والفقراء تملأهم الحماسة والاندفاع خلف الشعارات البراقة لتصحيح المسار وتطهير البلاد من المفسدين.

وما يحدث لحكومة زيدان هو نفس السيناريو الذي حدث لسلفه الكيب بما سمي بمظاهرات تصحيح المسار وتطهير البلاد من رموز النظام القديم والتي روجت لها ورعتها دولة قطر وتكفلت بتغطيتها وتوجيه الرأي العام قناة الجزيرة ولم يمضي بضع اسابيع حينها على تولي حكومة الكيب مهمامها، رغم أن الكيب كان الخادم المطيع لأجندة تكريس الفوضى وبإعترافه شخصياً بقوله بأنه فشل لأنه كان مسيراً من قبل سلطات عُليا -لم يسمها حتى الآن-.

ولذلك لم يكن غريباً أن تتعرض حكومة زيدان لنفس السيناريو ونفس المصير بغية اطالة عمر هذه الفوضى المُنظمة والمُمَنهجَة. ومن الواضح أن هذا التحرك وهذه الاعتصامات المسلحة واستخدام العنف ضد الحكومة الليبية الحالية لم يحدث إلا بعد اقرار الميزانية التي تلكأ أعضاء المؤتمر الوطني العام بإعتمادها بغية عرقلة هذه الحكومة الناشئة. وكانت هذه الاعتصامات المسلحة تحت شعار العزل السياسي وتطهير البلاد من المفسدين ويدرك الجميع بأنها مجرد حجج واهية وكلمة حق أريد بها باطل. وخصوصاً بعدما أوضح المختصين والخبراء القانونيين مراراً وتكراراً بأن كل القوانين التي تصدر بقوة السلاح ماهي إلا قوانين باطلة سلفاً وتولد ميتة.

ولكن … لعل المبادرة الأخيرة للشيخ على الصلابي الناشط الاسلامي المقيم بالدوحة تكشف النقاب عن حقيقة الصراع الدائر بين القوى السياسية المتناحرة على السلطة في ليبيا وتكشف النقاب عن الهدف الحقيقي وراء زوبعة الاعتصامات المسلحة واقتحام الوزارات. فقد كان من بين أهم بنود المبادرة هو اجراء تعديل وزاري على حكومة زيدان. وهذا هو جوهر الصراع الحقيقي، انهم ارادوا الحقائب الوزارية وما أرادوا الاصلاح أو العزل أو تطهير البلاد كما يزعمون.

هل كتائب المنقوش لحماية ليبيا أم هي طلائع لجيش دريس دبي؟

يتبادر إلى أذهان الليبيين المنتظرين لجيش المنقوش الذي وعدنا المجلس الانتقالي بأنه سيتشكل على يد المنقوش خلال 100 يوم، فهل هذه الكتائب التي تحاصر مقرات الوزارات السيادية هي كتائب لحماية ليبيا أم أنها طلائع لجيش دريس دبي الذي يزحف من حدودنا الجنوبية ودون أي رد فعل من الجانب الليبي؟ فهذه المليشيات بحسب السيد رئيس الأركان هي كتائب تابعة للجيش الليبي. أليس الأحرى بهذه الكتائب المدججة بالأسلحة الثقيلة مواجهة العدوان الخارجي أم أن السلاح الليبي قد كتب عليه أن لا يفتك إلا بالليبيين المدنيين والعزل وأن يكون برداً وسلاماً على كل غازي أجنبي؟

أخيراً … فليتذكر الليبييون أنهم عند مواجهتهم لهذه المحميات الفرنسية التي استباحت الأراضي الليبية لن يسأل الليبي رفيقه في الجبهة ان كان اخوانياً أو سلفياً أو ان كان من أنصار القذافي او من أنصار فبراير امازيغيا كان أو عربياً أو تباويا أو طارقياً فكل ما يجمعهم هو الهوية الليبية الاسلامية وكفى.

وكل أملنا كذلك أن يتذكر جيدا أولي الأمر ممن قفزوا الى الكراسي من أن “ورقة الاستقالة” هي أيضاً موقف وطني شجاع يحفظ ماء الوجه ويحفظ البلاد من أن تنجر فعلاً إلى هاوية لا رجاء من الخروج منها وأن لايفعلوا كما فعل الكيب من قبلهم وقد خرج يحمل وزر فشله ليعلن بنهاية المطاف بأنه لاحول له ولاقوة وبأنه كان مسيراً من قِبل سلطات عليا مجهولة – وقد كان عذر أقيح من ذنب.

نرجوا أن يتذكروا من أن التاريخ لن يرحم استكانتهم ورضوخهم وضعفهم. فالانسحاب والعودة للمنفى أشرف من الذل والهوان وجر البلاد للهاوية التي يريدون.

وحفظ الله ليبيا وشعبها من شر ما يكيدون

الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.

التعليقات: 2

  • المهدي بن صالح مسلاتة _ ليبيا

    البلاد في خطر فعلى الجميع التكاثف ومؤازرة الحكومة لا عرقلتها

  • شكورفو

    ليبيا عليها السلام والله ياخوتى اللى صار فى ليبيا هما نفسهم مش قادرين كيف يحلو او يفسروه وكيف مايقولو اربطها بيدك حلها بسنونك مش كنا متريحين زمان اما بنسبه ليا انى مع الجيش التشادى عنده الحق لقى ليبيا مهزله ……منور يادبى

التعليقات مغلقة.

التعليقات لا تعبر عن رأي موقع عين ليبيا، إنما تعبر عن رأي أصحابها.

اترك تعليقاً