الشعب الليبي يدعو الحكومة والمجلس إلى ضبط النفس .!

الشعب الليبي يدعو الحكومة والمجلس إلى ضبط النفس .!

تابع الشعب الليبي بكل أسى المعارك المحتدمة بين المجلس الوطني الانتقالي والحكومة الانتقالية المؤقتة. وتبادل الاتهامات بين الطرفين والبيانات شديدة اللهجة والتي يٌحمّل كل منهما الآخر مسؤولية الاخفاق بإدارة شؤون الدولة ما بعد الثورة.

وفي الوقت الذي يترفّع فيه الشعب الليبي عن استخدام صلاحياته وذلك بسحب الثقة من الطرفين المتنازعين واعفائهما من مهامهما. إذ يقدر الشعب حساسية المرحلة وخطورتها عليه ينصح الطرفان بالتعقل وضبط النفس. وأن يترك كل منهما تبادل الاتهامات وأن هذا الأمر هو من شأن القضاء الذي سيستعد الطرفان لمواجهته.

أليس هذا من نكد الدنيا على المرء .. ان تجد مجلسا وحكومة ما من الصبر عليهما بد..! أن يجد الليبيون أنفسهم بعد كل هذه المعاناة وهذه التضحيات ما بين فكي رحى حكومة المغتربين ومجلس التوافق “القسري” .. مُكرَه شَّعبكم لابطل..!

قبل أيام كانت الأمور على مايرام ووقف المجلس والحكومة كالبنيان المرصوص في وجه الشعب وأحبطوا كل المحاولات الرامية إلى تصحيح المسار وتم فض اعتصام الشجرة وذهب معتصمي ميدن الجزائر وكل من تضامن معهم من مختلف أنحاء ليبيا الى بيوتهم يجرون أذيال الخيبة .. فالمسار المنحرف تم حسم أمره ولا تراجع .. ولا نسى ضربة قبضة اليد على الطاولة .. لا تراجع .. ! فقد تم تحديد وجهة ليبيا الجديدة وانتهى الأمر.

لا تراجع عن ديكتاتورية الكيب ومركزيته المتعمدة وتهميش كل ليبيا مع سبق الإصرار والترصد ورفضه حتى آخر لحظة فتح مكاتب لوكلائه في مدن ليبيا .. حتى يحتفظ الصقر الأوحد الجديد بوحدانية الأمر والنهي … والغاية الواضحة هي زيادة الإحتقان وزيادة غضب كل قرية وحي في ليبيا حتى يصب كل ليبي لعناته وحنقه على ما يسمى بـ ( ليبيا الواحدة ) واياك أن يزل لسانك أمام أي ليبي من سكان المدن النائية بالحديث عن وحدة ليبيا أو ترديد أي من الشعارات الرنانة عن الوحدة الوطنية أو اللحمة (بفتح اللام أو ضمها) .. فكلاهما محضور في ليبيا الكيب…!

شكراً للكيب فهذه أعظم انجازاتك فهل ستختم فترتك الانتقالية بترسيم حدود الجمهوريات الليبية واماراتها ـ تيمناً بمشائخك في دول التعاون- ولتشعلها حرباً أهلية لا تبقي ولا تدر قبل أن تقرر العودة إلى دفء الاحياء الأمريكية “وطنك الأم” ورب وطن لم يلدك..! هل هذه هي مهمتك التاريخية برعاية أمراء الخليج ..؟

أما الشيخ “عبد الجليل” فنأمل أن لا يمضي أكثر من ذلك في مشروع الأسلمة وفق المواصفات الأمريكية… ويجب أن يذكر جيداً بأن ليبيا بلد مسلم قبل أن يمُنّ علينا بمساعداتهم أمراء وملوك التعاون الخليجي موظفي أمريكا المخلصين. ولقد آن الأون أيها الشيخ ان تنتبه لبلدكم وشعبكم .. وليكن مشروعكم ليبياً ليبياً ودون وصاية من أحد… ! ودون اقصاء لكل من أراد يخدم ليبيا ويحمل مشروعاً ليبياً ليبياً ..

ربما تحمل قليلاً من التهكم … ولكنها تحمل أيضاً كثير من الجد دعوة الشعب الليبي لكما بضبط النفس أيها المجلس الانتقالي الموقر والحكومة الموقرة .. فلا تكونوا كما وصفكم سلفكم “القذافي” بأنكم “كحزمة الكرناف” التي لن تلتئمم أبداً .. نذكر جيداً حينها بأننا لم نٌعِره اهتماماً وان كان في الوصف بعض الحقيقة .. ولكن الشعب منحكم الثقة ودعى الله تعالى ان بأن تعتصموا بحبل الله جميعاً وبأن يوّحِد صفوفكم من أجل ليبيا حرة “مستقلة” موحدة ..!

ولكنكم حتى الآن لا تعيثون فيها إلا فسادا … وقريبا ستقسّم على أيديكم إرباً وسيادتها وحرمتها تنتهك علناً من العرب والعجم .. وأموالها وثرواتها تهدر بلا رقيب … وكل من يحتج على انتهاك سيادتها يقام عليه حد الأقصاء والتخوين ..

اتقوا الله وعودوا إلى رشدكم .. فصبر هذا الشعب ينفد وليس أبدياً !
ومرة أخرى عليكم بضبط النفس والتعقل قليلاً فقد أخجلتم الليبيون بتهوركم وطيشكم وتشبثكم بالكرسي بأسنانكم وأظافركم .. فقط اعملوا من أجل ليبيا ولن يزاحمكم أحد ..!

حسام المصراتي

h.elmesraty@yahoo.com

الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.

اترك تعليقاً