انجازات المؤتمر وحكومته ..قوانين بالجملة وقرارات بالهبل..وماذا بعد.؟!

انجازات المؤتمر وحكومته ..قوانين بالجملة وقرارات بالهبل..وماذا بعد.؟!

د. عبيد الرقيق

باحث ومحلل سياسي ليبي

لماذا تظلمون المؤتمر الوطني وحكومته فتنكرون عنهما حصيلة من الانجازات العظيمة؟! التي لم ولن يسبق تحقيقها في اي مكان او زمان !! لماذا تتجنَون عنهما وهما الجسمان الوحيدان اللذان استطاعا في زمن قياسي تحطيم اغلب الأرقام القياسية في اصدار القوانين والقرارات.!.. لماذا تنقصونهما حقهما من التمجيد والتهليل وهما اللذان اكتشفا للعالم نظرية جديدة في علم تصريف الحكم والإدارة تسمى “نظرية الإدارة بالفساد!!” أليس مبعثا للفخر ان يأتي من ليبيا هذا الجديد ليضيف للمعرفة آخر ما تفتقت به الذهنية البشرية من قوانين تخالف نواميس الطبيعة؟! لتختزل ثورة بحجم شعب ووطن في مجرد مطالب مادية رخيصة لحفنة من الحذاق يتوهمون انهم مناضلون لمجرد ان هاجروا وتركوا ليبيا خوفا من بطش الحاكم او طلبا لحياة ارغد خارج الوطن! او لمجرد انهم امتشقوا سلاحا في لحظة من لحظات الفراغ العسكري.. او تبوءوا منصبا في لحظة من لحظات الفراغ السياسي.. او موقعا في لحظة من لحظات الفراغ الاجتماعي التي أحدثتها حرب الشهور السبع داخل القطر الليبي!

اذا تعالوا نستعرض معا بعض من انجازات مؤتمرنا وحكومتنا وفق نظرية “الإدارة بالفساد” التي تبنياها.. واللهم لا حسد!..

1- إصدار قوانين لصرف كل التعويضات المادية لفئات قليلة لا تشكل الا حوالي 0.01 % من الشعب المهمش..! وتشمل السجناء السياسيين منذ 1969 .. من صودرت ممتلكاتهم في السبعينيات..  كل المتضررين من حكم القذافي  من التجار وأصحاب المصانع الخاصة.. أصحاب العقارات والأراضي والمزارع..الخ  (طبعا باستثناء فئة محدودة اغلبهم قد تم تعويضه وفق ما كان متبعا.. لكنهم رأوا في ثروة الليبيين مغنما لابد من الاستحواذ عليه قبل فوات الأوان..!). النتيجة: تحويل روح العمل الوطني الى مجرد ارتزاق مادي يقتل الحس الوطني ويميت الضمير..قتل روح التضحية والفداء من اجل الوطن والشعب فالوطن صيَروه خزنة للمال والثروات ..غنيمة ولقمة و….فهل يعقل هذا العبث!؟ 

2- زيادة مرتبات العاملين في الدولة ومضاعفة أعدادهم مع علمهم بأن العدد متضخم وبشكل يفوق التصور.. طبعا هم بذلك يحفَزون العملية الإنتاجية ويدفعون إلى تحسين الأداء بطريقة إلى الوراء در!!  النتيجة: انهيار تام في قيم  وأدبيات العمل الوظيفي هبوط حاد في إنتاجية العاملين.. خلل في بنية المجتمع والدولة قد يؤدي الى حالة من التواكل السلبي الذي يصعب معالجته عبر السنين.!

3- زيادة عدد العاملين في السفارات في الخارج مع زيادة في مرتباتهم كونهم (ليبيون درجة أولى ومحاسيب للمؤتمر والحكومة).. النتيجة: إرهاق لميزانية الدولة من تبذير للمال العام وتدني في  السمعة الديبلوماسية للبلد أمام العالم !…

4- الإفراط في الابتعاث التدريبي للخارج فقط لكسب الود الاجتماعي وتصريف المال العام (للمحاسيب وأولي النعمة فقط)..النتيجة: انحراف بالتدريب عن هدفه السامي في زيادة المعرفة والتطوير ..إرهاق للميزانية العامة!

5- الإسهال في الإيفاد للدراسة بالخارج للتخلص من بعض الشباب وإبعاده عن الأحداث دون مراعاة للاحتياجات الفعلية..النتيجة: الانحراف بأهداف الدراسة بالخارج..تدمير مفاهيم التعليم العالي.. إرهاق للميزانية العامة

6- تدريب ما يسمى بالجيش والشرطة وبأعداد كبيرة خارج الوطن (إمعانا في تصريف الأموال وتحقيق أغراض ذاتية).. النتيجة: اكتساب ثقافة عسكرية قد لا تناسب وضعنا الحالي..انهيار في مستوى الولاء العسكري.. إرهاق للميزانية العامة

7- إصدار القوانين التي تكرس التمييز وعدم المساواة بين أفراد الشعب الواحد..النتيجة: ترسيخ حالة الانقسام والحقد بين أبناء الشعب الواحد .. تفتيت اللحمة الوطنية والنسيج الاجتماعي

8- الإفراط في تكوين وإنشاء المؤسسات والهيئات والمراكز العامة الجديدة ( خلق مواقع للمتنفذين في مستوى الإدارة العليا دون دراسة) النتيجة: تضخيم القطاع العام وترهيله ورهنه للإفلاس والتضخم + إرهاق الميزانية العامة.!

الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.

د. عبيد الرقيق

باحث ومحلل سياسي ليبي

التعليقات: 4

  • عبد الناصر علي

    أحسنت يا دكتور عبيد سرد منطقي وعلمي لواقعنا المدمي

  • محمد

    ما ننساس أن هذا الكاتب كان احد سجناء ابوسليم ….ومن فقد حتى املاكه …..كيف انت ما تبيش تعويض …زيهم…

  • فوزي بوكتف

    الكلام جيد ولكن يحتاج الى الى مشروع بديل، لا يمكن ان ننتقد فقط او نذكر العيوب .كنا في الماضي نقول ان القذافي يمنع المشاركة ، ولكن الان يجب ان نقدم المبادرات ربما في مشروع وطني وان نجتمع عليه ونتحاور ولكن كيف وما هي الآلية . نحتاج يا دكتور الى عمل يقوده اصحاب أهلية ، لقد قمنا بواجب ازاحة نظام القذاف ، وفي اختيار حر تم للشعب إقامة برلمان شهد العالم بنزاهته . الان دور الآخرين الذين يكملون المسير.

  • الكاتب

    شكرا ايها السادة على متابعتكم وتعليقاتكم…نعم اخي فوزي ..هذا وقت تقديم المبادرات ..لكن صدقني قمت شخصيا وعن طريق منظمات مدنية بتقديم الكثير من المبادرات للمؤتمر والحكومة لكن لم يلتفت لها ..فماذا عسانا نفعل ؟!
    ونحن نرى وطننا يذوي امام اعينا نتيجة سياسات غير مدروسة…انا مع فكرة ان يعقد مؤتمر للحوار الوطني نناقش فيه كل ما يهمنا لكن لمن نوجه صوتنا الذي لايستمع اليه ساسة اليوم

التعليقات مغلقة.

التعليقات لا تعبر عن رأي موقع عين ليبيا، إنما تعبر عن رأي أصحابها.

اترك تعليقاً