ان كان الليبيون حقا يريدون انقاذ ليبيا !

ان كان الليبيون حقا يريدون انقاذ ليبيا !

لنكن واضحين .. فإنها الفرصة التاريخية التي لن تتكرر .. وقد أدركها اهالي تاجوراء وزوارة وبنغازي ومصراتة .. ولكن وحدهم لن يغيروا شيء .. فلا تتركوا ليبيا تضيع .. ولا تجعلوا الخارج يفرض عليكم “كرزاياته” وعملائه سواء عن طريق الغرب وأمريكا أو عن طريق الخليج أو دول الجوار أوغيرهم.

فإن هذا ما حدث فعلاً .. لقد قمتم بالثورة وقدمتم التضحيات الجسام ولكنكم للأسف تركتم ليبيا بين يدي “الكرازيات” تحت قبة المجلس الانتقالي. وحكومة المغتربين .. ولا تعلمون إلى أين سينتقل بكم هؤلاء أو بإمرة من يأتمرون ولمن يدينون بالولاء ..!

فإن كان الليبيون حقاً يريدون انقاذ هذا البلد فعليهم بالثورة البيضاء – ثورة الانتخابات في كل المجالس المحلية في جميع انحاء ليبيا … وإختيار الرجال الوطنيين الأكفاء في مدنهم وقراهم ممن يثقون بهم ليكونوا على رأس مجالسهم المحلية ومن تم ليكونوا أعضاء في مجلس قيادة البلاد أو مايسمى بالمؤتمر الوطني العام. فإن انتخابات المجالس المحلية في كل انحاء ليبيا اسوة بتاجوراء وزوارة وبنغازي ومصراته هو طوق النجاة الوحيد لليبيا بأسرها.

فأن تنتخبوا مجالسكم المحلية أيها الليبيون أفضل من أن تنتحبوا على ليبيا للأبد. انتخبوا من أي تيار أو من أي حزب شئتم المهم أن يكون مشروعه ليبياً وأن يكونوا رجالاً وطنيين ليسوا ممن يشتبه بأنهم تابعين أو عملاء لأحد. ويجب اقصاء كل من ثبتت عمالته لأي دولة كانت عربية أو غربية. ومدنكم وقراكم حتماً لم تعدم الرجال الوطنيين الشجعان والشرفاء ممن تحملونهم المسؤولية، والقادرين على توليها في هذه المرحلة الحرجة والخطيرة التي تمر بها ليبيا. والتي لا تفتقد فيها إلا لرجال وطنيين شرفاء من كل انحاء ليبيا.

لقد كان من البديهي أن لا يترك الغرب وأمريكا ليبيا وشأنها فهي تتربع على مخزون هائل من النفط والغاز. ومن المستحيل أن يتركوا ليبيا والليبيين وشأنهم. وكان من الضروري ومنذ البدء التحرك وبكل ما أوتوا من قوة للسيطرة على الوضع في ليبيا ورسم سياسة ليبيا الجديدة وفق مصالحهم. وأن تبقى ليبيا تحت الهيمنة والسيطرة الأوروبية الأمريكية.

لقد قال الحق عزّ وجل: (وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ). لذلك فإن الديمقراطية وتحرير الشعوب من الدكتاتورية.. هذا آخر ما تتحرك الأساطيل الأمريكية والغربية من أجله. وما أرادوا لنا الحرية أبدا ولكن أعينهم على النفط وعلى اقتصادهم. لذلك ننبه من يعوّل عليهم وعلى خدمهم في الخليج بأنه واهم. وأن من يعوّل عليهم في بناء ليبيا هم داخلها .. ومن أبنائها وليسوا في الدوحة أو أبوضبي أو واشنطن أو غيرها …!

ولا أستغرب أن يقفز إلى بعض الأذهان البسيطة مصطلح “نظرية المؤامرة”.! الذي تم نحته وترويجه لبسط الطمأنينة وتعطيل العقول .. من أجل استلقاء الضحية مطمئنة بين أنياب مفترسها وكلما تألم من عضها يهمسون له كفاك توجساً وابتعد عن التفكير بـ “نظرية المؤامرة” فما نعضك ونفترسك إلا لأننا نحبك ونقدم لك العون والمساعدة.

انه نفس السيناريو فمثلما حدث في العراق وافغانستان يتكرر في ليبيا شئنا أم أبينا. دائماً لدى أمريكا والغرب “كرزاياتهم” فمثلما حكموا أفغانستان عن طريق رجل أمريكا “حامد كرزاي” كان لديها بالطبع (كرازياتها) الليبيين الجاهزين للإطلاق للهيمنة على حكم ليبيا ما بعد سقوط الحليف العجوز القديم.

أليس غريباً أن الليبيين لا أحد منهم يعرف من أين جاء ولا كيف تم انتقاء رئيس المجلس المحلي لمدينته أو قريته؟ رغم أن الليبيون معروفون بأنهم شعب متماسك ومترابط اجتماعياً ويعرف أهل كل مدينة أدق التفاصيل عن كل عائلة بل عن كل فرد تقريباً حتى أنهم لقبوا مجلسهم الانتقالي بمجلس الأشباح ..!

ولكن رضي الليبييون بتلك المرحلة الحرجة على أمل الايفاء بوعد اجراء الانتخابات بعد التحرير ولكن ذلك لم ولن يحدث برعاية المجلس .. فالجميع طاب لهم المقام ولا أحد سيتزحزح حتى تركله المدينة التي تسلق باسم اهلها..! وقد دخلت الثورة عامها الثاني! فليس من السهل طبعاً .. التخلص من “الكرازيات”..! أما الشرفاء فسرعان ما ينسحبون أما أولئك فسيقاتلون بشراسة وقد رأيناهم في الجلسة العلنية وكيف انتفض جُلهم بل ورفضوا حتى مجرد مناقشة قرار تنحيتهم واعطاء مقاعدهم للأعضاء الشرعيين المنتخبين عن مدنهم..!

(الكرزايات) يأتون لأداء مهام محددة وعلى رأسها اشعال الفتنة والفساد ورعاية الفوضى وزرع بذور الفرقة وتقسيم البلاد والضغط على المناطق والاعراق المختلفة عن الطريق التهميش وهضم الحقوق بغية خلق بيئة الانفصاليين والعنصريين وهي السياسة التي أُتبعت في ظل حكم المجلس الحالي والحكومة الحالية بشكل منظم وممنهج. علاوة على اشتعال فتنة الحرب بين الليبيين انفسهم بسبب وبدون سبب. تحت مظلة حكمهم، ولن نستطيع تبرئتهم مما يحدث..!

ونقول لأهالي العاصمة المحاصرة “طرابلس” … بأن الحق والحرية ينتزعان بالقوة ولا يوهبان لأحد…! وانهم يجب ان ينتزعوا حقهم بإنتخابات مجلسهم المحلي ولن يستطيع أحد الوقوف في وجههم. وندرك بأن مدللي قطر لن ينزاحوا بسهولة .. ولكن ما ضاع حق وراءه رجال.

ولن يستطيع اعضاء الانتقالي ممن تم تعيينهم في الدوحة وأبوضبي أن يكرروا كلمات سلفهم .. من أنتم؟ أو انهم قد دفعوا ثمن بقائهم على رؤسكم … وإن كان قد فعلها العرادي وطالب بتعويض من يتم عزلهم من المجلس عن الطريق السماح لهم بالمشاركة بالانتخابات المحلية..! وكأن طرابلس ذات المليون ونصف نسمة لا يوجد بها مناضلين وشخصيات ليبية كفؤ إلا العرادي وآل بالحاج ليكونوا هم الاوصياء على العاصمة.

وشكر الله سعي الجميع.

حسام المصراتي
h.elmesraty@yahoo.com

الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.

اترك تعليقاً