تجاهل بعثة الأمم المتحدة في ليبيا للاقليات القومية… واقع التبو

تجاهل بعثة الأمم المتحدة في ليبيا للاقليات القومية… واقع التبو

 

 

في 21 مايو 2018 قدم المبعوث الأممي الخاص بليبيا السيد غسان سلامة إحاطة حول الوضع في ليبيا أمام مجلس الأمن، مُستعرضا الجوانب المختلفة سواء السياسية والدستورية وأوضاع بعض المناطق والمدن الليبية من بينها منطقة سبها المدينة الرئيسية للجنوب الغربي التي وصف وضعها السيد سلامة بوجود نزاع بين مجموعات لغرض السيطرة على مواقع استراتيجية، منذرا عن احتمالية تطور النزاع ليصبح عرقيا واقليميا وأن مجموعات من دول عديدة مجاورة لليبيا اتخذت من ليبيا ساحة بديلة، واقترح الحوار مع دول الجوار للسيطرة على الحدود والبعثة الاممية مستعدة لتيسير ذلك. نحن نستغرب هذا الكلام والمغالطة الأممية بتحديدها الخاطئ للصراع في منطقة سبها بأنه ليس بين طرفين ليبيين، لقد وضعت البعثة المعلومات بالقفز على الهويات والحقائق والأسباب ومزجها بوجهة نظر العنصريين من الأطراف المهيمنة على المؤسسات والوسائل الإعلامية، هذه المعلومات القاصرة الممنهجة متكررة من البعثة، ليست المرة الأولى في نوعها التي تظهر شكليا “كشاهد ما شفش حاجة”، أما جوهرها التجاهل المتعمد لذكر واقع الأقليات القومية في كثير من أحداث وقضايا تمسها بالمرحلة الانتقالية لليبيا، هذه البلدة المتعددة القوميات من التباوية والعربية والامازيغية والتارقية، والتي بسبب عوامل ورواسب تاريخية فُرضت عليها الأحادية القومية كثقافة ودولة ووطنية، فلا يُرى إلا وجه الثقافة العربية بجهاز الدولة، مما انعكس سلباً على وضع الاقليات بتجاهل حقوقها عقوداً وعدم اتاحة الفرصة أن ترى نفسها في الدولة بشكل فاعل، وتولدت كل مسببات الصراع وتراكمت في ضل هذه الهيمنة الأحادية، ووقعت نزاعات اثنية راح ضحيتها المئات، منها الحاصل في واقع اليوم مع أقلية التبو بسبها، مع استمرار انتهاج سياسات الاقصاء والتهميش وتجاهل القضايا، محاولة لفرض الهيمنة الثقافية بابعادها السياسية والاقتصادية والاجتماعية القبلية في المرحلة الانتقالية، وفي وضع اسس الدولة الجديدة من خلال الدستور الدائم.

لقد تغلغلت الأُحادية إلى أروقة البعثة الأممية في ليبيا الدعمة للتحول الديمقراطي والممثلة للقيم والمبادئ الدولية لحقوق الاقليات والشعوب الاصلية، وأصبحت الأحادية عيناً بديلا للعيون الأممية في النظر إلى الواقع الليبي، ترتب عنها اهمال قضايا الأقليات إرضاء وتماشيا مع سياسات الثقافة المهيمنة، وتعاملت البعثة بشكل ترميزي تضليلي مع الاقليات باظهارها في دور هامشي في بعض اللقاءات للمحاججة بها، إلى درجة عدم ذكر مفهوم الاقليات في نشاطاتها وتقاريرها المختلفة رغم قضاياها السياسية والحقوقية والجرائم والتهديدات العرقية، لذا غُيب صوتها الفاعل في الحوارات السياسية التي تجريها البعثة الاممية، وكذلك العملية الدستورية التي رفضها الأمازيغ منذ بداياتها، وقاطعها التبو وممثليهم في الهيئة التأسيسية لصياغة مشروع الدستور منذ أغسطس 2015 واعربوا عن رفضهم في حراكات تباوية عديدة بمناطق الجنوب الشرقي والغربي، وذلك بسبب عدم الإلتزام بالمادة رقم (30) من الإعلان الدستوري المؤقت الصادر في عام 2011 المنظمة لمعادلة اصدار الهيئة التأسيسية لقراراتها بحيث تصدرها بأغلبية الثلثين زائد واحد مع وجوب التوافق مع الأقليات (التبو – الطوارق- الأمازيغ) في الاحكام المتعلقة بهم، للأسف فإن البعثة الأممية تماشت مع الاغلبية في اصدارها لمسودتها الدستورية بدون شرط التوافق مع الاقليات، ولازمت الصمت حيال هذه المسألة في بياناتها وتقاريرها وفقا لشرعية “الغلبة”، فمثلا في إحاطة السيد سلامة المشار إليه أعلاه في مايو 2018 يذكر أن مقترح مشروع الدستور الصادر من الهيئة نالت الاغلبية القانونية اللازمة بموجب الإعلان الدستوري المؤقت ومن أغلبية اعضاء الهيئة بالمناطق التاريخية الثلاثة (برقة – طرابلس- فزان)، وانه قدم المساعدة للتوعية محليا ودوليا.

وبالرجوع إلى إحاطة سلامة عن النزاع في الجنوب الليبي فإننا نجد سياسة تجاهل الأقليات هي السبب في عدم ذكر هوية المجموعات المتنازعة وانتمائها وأسباب الصراع، والخلط ببعد اجنبي اقليمي لم يحدد طبيعته والاسماء، وعرض حل امني على اساس هذا البعد، تكريسا لوجهة نظر أطراف مهيمنة عنصرية تعتبر التبو مرتزقة اجانب لتبرير استمرار الأعمال العنصرية والإجرامية تحت عباءة الدفاع عن الدولة والوطن، إن الصراع بالجنوب بين التبو وقبيلة أولاد سليمان العربية بدأت منذ عام 2012 وتتجدد كل مرة، لاسباب تمييزية وحقوقية متراكمة، تتمفصل فيه القبيلة مع الدولة لتصبح امتيازا في صالح هذه القبيلة. فمثلا في فبراير 2018 أصدر المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني بيانا عن أحداث الجنوب بسبها، يصف فيها التبو بالمرتزقة، وانها تهاجم وحدات من الجيش الوطني، واعتبر هذا اعتداء على السيادة الوطنية وسيدافع المجلس والليبيون جميعا عن الجنوب، ونجد بيانات أخرى عديدة صدرت من الحكومات السابقة، ومنها كتاب صادر في مايو 2018 من آمر المنطقة العسكرية سبها التابعة للقوات المسلحة العربية “الكرامة” تصب في هذا الإطار.

إن هذه التجاهلات المختلفة لواقع الأقليات التي تقوم بها البعثة الأممية لا تؤدي الى تحقيق المصلحة المشتركة بين كافة الليبيين والوصول إلى المصالحة والسلام الحقيقي المبني على الحقوق المرتبطة بالتعددية الثقافية (السياسية والثقافية والاقتصادية)، ويجب على الجميع البعد عن السياسات العنصرية والاقصائية وبناء السلام الحقيقي، وعلى البعثة العمل بعيون اممية والانفتاح على كل قضايا مكونات الامة الليبية وتسمية الأمور بمسمياتها، وعكسها في كافة الخطط والأعمال التي ترعاها، وصولا إلى وضع دستور توافقي يؤسس لدولة ليبية ديمقراطية متعددة الثقافات.

الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.

التعليقات: 9

  • عبدالحق عبدالجبار

    الاستاذ السنوسي حامد وهلي المسلم الليبي الوطني المحترم …. الامم المتحدة ليست السبب ولا من المفروض ان تدخل في ليبيا بهذا الشكل التي هي عليه الان اتركني أقول لك مع كل الاحترام سبب المشكلة اولاً الليبيين امثالك الذين يعتبرون انفسهم أقلية و قانياً الحكومات المتعاقبة التي هي ليست ليبية ولا وطنية ولا تتخد الاسلام شريعة و معاملة …فهذه الحكومات هي التي تتجاهل الشعب الليبي الطيب كله مع بعض و كل واحد او مجموعه يعتقدون ان هذه الحكومات تتجاهلهم هم انظر الي طوابير المصارف ماذا تري انهم ليبيين لا اقليات ولا أكثريات …كن مسلماً ليبياً وطنياً في اعتقدك و اعمالك و أفعالك و سوف لن تكون اقليات في ليبيا … الليبيين مسلمون ليبيون وطنيون ان كنت من هؤلاء فلا وجود للاقليات لغتنا لغة القران … اخي المحترم اترك عليك هذه الخزعبلات .. وبعدين نقسم البرلمان آلي اقليات وبعد ذلك الوزارات و الحكومات … الان لليبيين معركة واحدة لهم جميعاً هي استرداد وطنهم و ثرواثة من بائعة من الغربان الفئران الخفافيش ولَك فائق الاحترام

  • نعمان رباع

    كل الاحترام اخي عبد الحق لقد وصلني تعليقك منور

  • عبدالحق عبدالجبار

    اخي المحترم نعمان رباع الفاضل لقد قمتوا بالرد عليك و طلب السماح …ولكن عليك بنقر التعليقات الاحدث في مقالت الاستاذ محمد علي المبروك المحترم

  • عبدالحق عبدالجبار

    يا جماعة يا ابناء الوطن والله عيب عيب عيب و مهزلة و مصيبة كبري … وكأنه سوف ينام علي الفراش و يدخلون للمطبخ ….هؤلاء (الامم المتشرتعة و مجلس اللا أمن و الدول الأوربية والعربية و دول الجوار )بين الزوج وزوجته والأخ واخية والابن وأبيه والبنت وامها والأخ والأخ و الأخت والأخت …. اثقوا الله اثقوا الله في انفسكم وفي وطنكم وفي اهلكم … من الان شعارنا انا ليبي انت ليبي نحن خوت … انا ليبي انت ليبي احنه خوت … انت ليبي انا ليبي اخوة خوت … وليعلم جميع هؤلاء نموت نموت نموت ويحيا الوطن … الله ربنا و الاسلام ديننا ومحمد رسولنا و القران والسنه شريعتنا و ليبيا وطننا ( يجمعنا) و لغة القران لغتنا … نحن مسلمين ليبيين وطنيين اخوة لا يفرق بيننا احد لا هؤلاء ولا الأحزاب بجميع أنواعها …. شعار علمنا ابيض لا اله الا الله بالون الأخضر محمد رسول الله بالون الأحمر نموت نموت ويحيا الوطن ليبيا ليبيا ليبيا بالون الاسود … لا اختلاف علي العلم ولا النشيد ولا اللغة ….تمعنوا تمعنوا تمعنوا ايها الليبيين هذه ليبيا وهذا بر الامان

  • نعمان رباع

    شكرا اخي عبد الحق لقد نقرت ووصلتني رسالتك ومنور

  • نعمان رباع

    ادعو الله اخي عبد الحق الا يكثر امثال المريض فؤاد النمري في ليبيا الغالية اذا استمر هذا الانهيار الكابجراسي فسيكون امثال فؤاد النمري كثر لتمجيد اخطاء الماضي فارجو من الله ان يكون امثال الشهيد ناهض حتر كثر وليس النفاخ فؤاد النمري ولك احترامي

  • عبدالحق عبدالجبار

    اخي نعمان رباع المحترم … انا احترم رائك وأقدر شعورك ناحية بعض الاشخاص سوي كانت بالموجب او السالب … ولكن مع الأسف …انا لا اقيس الحق و الباطل الصح و الغلط بأعمال أشخاص لان هذا يسبب اختلاف بين اهل الوطن وانقسام …. و إنما القياس عندنا نحن في ليبيا يكون علي الكتاب و السنة وحب الوطن واهله و المعاملة ( الوطنية ) نحن وطن ليس فيه اختلاف وإنما هناك احزاب وأشخاص يتبعون دول هؤلاء الذين يزرعون الاختلاف والاخلاق … لكل بلد ولها خصوصياتها ولها تطريسها …. نحن في ليبيا لا نبحث عن أشخاص ولا حب أشخاص نحن نريد كاليبييين الرجوع الي الأصل انت ليبي وانا ليبي انت خوي اما نظام الحكم وكيف الوصول الي الكراسي فهذا معظم الليبيين لا يوجد بينهم اختلاف او خلاف عليه بل أقول لك عندما يصح الصحيح معظم الوطنيين الذي يخفون الله في اخوانهم اهلهم لا يريدون هذه الكراسي … عندما لا تدخل دول اخري و مصالحها و مرشدين وأحزاب …وعندما يتوقف الاختلاس وبيع الوطن …سوف نواجه صعوبه في الحصول علي من يريد الكراسي
    معظم الليبيين شعب يخاف الله وعليهم ان يخاف الله في بعظهم وفي وطنهم … الاشخاص تذهب وتاتي وتذهب ….ولكن الإيمان بالخالق و رسولة و الوطنية و حب الوطن واهلة و التسلّح بالاخلاق الحميدة والصدق و العفة والنظافة هو ما نريد والشعب الليبي يملك كل هذا مايريدة هو التجديد و تنظيف الغبار … ولَك فائق الاحترام

  • عرباوى

    اولا: يا أستاذ وهلي في عرف الديمقراطية لا يحق للأقلية فرض وجهة نظرها على الأغلبية.
    ثانيا: كلمة العربية حذفت من اسم الدولة الليبية اعترفا منا بتعدد القوميات في الدولة الليبية.
    ثالثا: مسودة الدستور الجديدة أعطت لكم كل حقوكم المطلوبة والمشروعة المعترف بها في القانون الدولي لحماية الأقليات.
    رابعا: العربية -في ليبيا خاصة والوطن العربي بصفه عامه-ليست عرق وانما هي عباره عن ثقافة جامعه وعامه يتحدث لغتها الأغلبية العظمى من السكان ومكونه من جميع الثقافات الأقلية الأخرى في الوطن.
    خامسا: التوازن السكاني في ليبيا يفرض على ان تكون اللغة العربية هي اللغة الرسمية للدولة.
    كما اسلفت الدستور الليبي طمن لكم كل حقوقكم المشروعة والمعترف بيها دوليا. ولكن الظاهر ان هناك هدف باطني اخر لكم مبنى على الطمع والشجع والعنصرية ولا يتمثل في حقوقكم المشروعة. وعليه أقول لك والى اشكالك “اصبر علينا شويه حتى نحل مشكلة درنه وبعدين نشوف”

  • رسالة من تحت الماء

    الاشكال هذه تجعلك تؤمن بمثل الذى يقول ” لا تشتري العبد الا والعصاة معه” ههههههههههه

التعليقات مغلقة.

التعليقات لا تعبر عن رأي موقع عين ليبيا، إنما تعبر عن رأي أصحابها.

اترك تعليقاً