تجربة جنوب أفريقيا على لسان سفيرها في ليبيا..خريطة طريق جاهزة فهل نستفيد!؟

تجربة جنوب أفريقيا على لسان سفيرها في ليبيا..خريطة طريق جاهزة فهل نستفيد!؟

د. عبيد الرقيق

باحث ومحلل سياسي ليبي

حضرت يوم الثلاثاء الموافق 25/02/2014 بمدينة غريان ورشة عمل تحت عنوان ” وضع برنامج لبناء السلام في جبل نفوسة” نظمتها مؤسسة يونيدا التابعة للاتحاد الأوروبي ورعاها المجلس المحلي غريان.. كان مدعوا للمشاركة فيها سعادة سفير جمهورية جنوب أفريقيا الذي تفضل بإلقاء محاضرة بعنوان ( الدرس المستفاد من تجربة جنوب أفريقيا) ..كانت محاضرة قيمة أجاب في ختامها على مجموعة من الأسئلة وجهها الحاضرون.. ولتعميم الاستفادة رأيت أن الخص لكم أهم النقاط التي وردت فيها يحدوني الأمل ان تجد منكم قرائي الأعزاء ومن الساسة مزيد الاهتمام والتركيز للاستفادة بما فيها قياسا على حالتنا الليبية..

1- تحدث عن المواطنة مؤكدا بأنهم قد اتفقوا جميعا على أن تكون حقا مقدسا لكن فرد من أبناء شعب جنوب أفريقيا واستبعدوا في ذلك الانتماء الديني (توجد ثلاثة أديان في جنوب أفريقيا) كما استبعدوا الانتماء القبلي (توجد 13 قبيلة في جنوب أفريقيا)

2- ذكران محور التفكير ومنطلقه كان أن شعب جنوب أفريقيا بمختلف أطيافه وجد على هذه الأرض وهو بالتالي كله في مركب واحد ما يصيب المركب من خلل سيتأثر به الجميع وما يصيبه من خير سيعود على الجميع

3- تحدث بأنه تم تركيز الخطاب الإعلامي على قيم التسامح والتصالح والعيش في مجتمع متضامن متكافل وتم تسخير كل المنابر الإعلامية من إذاعات مرئية ومسموعة وندوات ولقاءات وبما في ذلك منابر المساجد لمخاطبة المسلمين والكنائس والدير لمخاطبة المسيحيين واليهود

4- ذكر بأنه تم بناء الحكومة على أسس لامركزية وفق ثلاثة دوائر أساسية من أعلى إلى أسفل: الدائرة الأولى وتشمل الإدارة العليا المركزية على مستوى الدولة (الوزارات والهيئات العامة) : الدائرة الثانية وتشمل الإدارات على مستوى الأقاليم “المحافظات” الدائر ة الثالثة وتشمل الإدارات على مستوى المدن والمناطق (البلديات)

5- أفاد بأنه توجد في جنوب أفريقيا 11 لغة محلية لكن اتفق الجميع على ان تكون اللغة الانجليزية هي لغة الدولة الرسمية وذلك بالنظر إلى حجم عدد المتحدثين بها كونها فرضت نفسها بنفسها في التعامل وضمان حرية استعمال اللغات المحلية الأخرى للمتحدثين بها في مناطقهم

6- ذكر بأنه قد تم استبعاد قيادات الصف الأول فقط (الإدارة العليا) والإبقاء على قيادات الصف الثاني والثالث كما هي لضمان تسيير الأعمال وتنفيذها بطريقة بيروقراطية تعتمد على الخبرة والروتين الإداري الذي ينظم الأعمال واستبعد تماما مبدأ الإقصاء والعزل على أسس عقائدية او أيديولوجية ترتبط بالنظام السابق

7- ذكر بأنه تم الاستعانة بالخبراء في جميع المجالات وطلب منهم تقديم مقترحاتهم للنهوض بالبلد في شكل مجموعة سيناريوهات متعددة (خطط طريق) تم عرضها على الشعب للاستفتاء عليها واختيار ما يناسب حيث اعتمدت الخطة التي تبناها الشعب من خلال الاستفتاء وتم تنفيذها فيما بعد

8- تحدث على انه تم تشكيل لجنة تسمى (لجنة تقصي الحقائق والمصالحة) انبثقت عنها ثلاثة لجان فرعية هي:

لجنة الاعتراف , وتختص بمتابعة وتوثيق اعترافات المذنبين بعد التحقق وبصورة ودية بعيدا عن التهديد والتعذيب لتقديمها فيما بعد للضحايا وطلب العفو منهم

لجنة العفو , وتختص بمتابعة وتوثيق حالات العفو للذين تضرروا ويرغبون في العفو والمسامحة طواعية سواء بعد تقديم اعترافات خصومهم او عدمها

لجنة التعويضات, وتختص بتقدير وتوثيق الأضرار التي لحقت بالضحايا ودفع التعويضات المقررة لهم

9- تولت دولة ماليزيا تدريب أفراد الأمن والشرطة في جنوب أفريقيا وأشرفت على إعداد كوادرها السابقين والجدد

الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.

د. عبيد الرقيق

باحث ومحلل سياسي ليبي

التعليقات: 1

التعليقات مغلقة.

التعليقات لا تعبر عن رأي موقع عين ليبيا، إنما تعبر عن رأي أصحابها.

اترك تعليقاً