تشكيل حكومة جديدة هل يُجهض أمل الانتخابات؟!

تشكيل حكومة جديدة هل يُجهض أمل الانتخابات؟!

د. عبيد الرقيق

باحث ومحلل سياسي ليبي

كما هو واضح للعيان فإن حكومة الدبيبة لم تنجز الاستحقاقات الأساسية التي أوجدت من أجلها وفقا لاتفاق جنيف، فقد اخفقت في توحيد المؤسسات السيادية حتى الآن، وفشلت في توفير قاعدة اتفاق بين الأطراف لإجراء الانتخابات النيابية والرئاسية، وهي قد أقحمت نفسها في قضايا أخرى مثل تحريك عجلة التنمية من خلال بث الروح في مشاريع تنموية عديدة متوقفة منذ 2011م، ولكن يُؤخذ عليها هنا العشوائية وغياب الخطة المدروسة وهو ما أدى إلى تضخم في المبالغ المصروفة والمخصصة للمشاريع مما يُقوي شبهة الفساد، وإن عدّه المواطن البسيط من الإنجازات التي تحسب لحكومة الدبيبة مقارنة بالحكومات السابقة!.

إن محاولة مجلس النواب تشكيل حكومة جديدة وفتح باب الترشح لها يعتبر مغامرة محفوفة بالمخاطر،  فبدون موافقة ما يسمى مجلس الدولة يكون تشكيل حكومة جديدة من قبل مجلس النواب أمرا قد يعني استمرار حكومة الدبيبة في طرابلس وتكرار لما سبق من تواجد حكومتين اثنتين واحدة في الشرق وأخرى في الغرب، ولهذا فإن وجود حكومة جديدة بالمنظور الواقعي لن يكون فاعلا إلا في حالتين اثنتين:

  1. ضمان الحصول على الاعتراف الدولي بالحكومة الجديدة.
  2. ضمان تواجد الحكومة الجديدة في طرابلس وهو ما قد يواجه بتعنت عدم التسليم من حكومة الدبيبة وقد يفتح باب وقوع احتراب في العاصمة من قبل الداعمين لكلتا الحكومتين من المجموعات المسلحة.

إن تشكيل حكومة جديدة يعني واقعيا إزاحة أجل الانتخابات إلى أطول مدة ممكنة، وقد يكون أقصرها عامين كاملين وهو ما نخشاه، ووجدناه فيما سمي خارطة الطريق التي انبثقت عن اللجنة التي شكلها مجلس النواب مؤخرا بالخصوص، وهنا تبرز مخاوفنا حول مسألة كسب المزيد من الوقت لكل من مجلس النواب ومجلس الدولة، وما لم تتعهد الحكومة الجديدة بإجراء الانتخابات في أقصر وقت وبما لا يُجاوز السنة الواحدة فإن الأمر تعتريه شكوك كبيرة وفيه إجهاض صريح لمطالب الشعب الليبي وحقه في انتخابات جديدة رئاسية وبرلمانية.

إن من مؤشرات نجاح أي حكومة جديدة في هذه المرحلة الحاسمة تحديد مدة زمنية قصيرة لها لا تتجاوز عام واحد، وأن تكون بمثابة حكومة تسيير اعمال مصغرة تتكون من عدد محدود من الوزارات لا يتجاوز العشرة، وأن تحدد مهامها بدقة وعناية وعلى رأسها طبعا الشروع الفعلي في توحيد مؤسسة الجيش والأمن والمصرف المركزي وكل الهيئات السيادية وتحقيق الاستحقاق الانتخابي الذي يجب أن لا يتجاوز هذا العام 2022م، فهل يفلح مجلس النواب في تشكيل حكومة جديدة تحقق الآمال المنتظرة أم أن ذلك سيكون مجرد مناورة لإطالة عمر مجلس النواب والدولة وإجهاض الأمل في انتخابات جديدة تُنهي هذه الأجسام المتكلسة والمتورمة!؟.

الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.

د. عبيد الرقيق

باحث ومحلل سياسي ليبي

اترك تعليقاً