تهافت الفيدراليون فهم قذافيون جدد

تهافت الفيدراليون فهم قذافيون جدد

بما أن أكثر دعاة الفيدرالية ممن لديهم خبرة واسعة في مجال علم التصعيد الشعبي تنظيراً وتطبيقاً .، سواء كانوا كهولاً أو من الشباب المحاكين لعقلية أولئك الكهول وبعضهم ممن لهم خبرة واسعة في وثائق العهد والمبايعة ورفع الأيادي والهتافات . أو ممن كانوا معارضين للقذافي ولكن كانوا لا يلفظون كلمة ديمقراطية الا كما يتلفظ بها أي دكتاتور أو شخص أو حزب إقصائي ، فهذا مرض نفسي وشخصي ابتداءاً .

وهؤلاء كان حراكهم منذ بدء الثورة في الصفوف الخلفية وخلف الكواليس ، وهو حال أي طبقة قذافية الأفكار . وما أن شطحوا حتى أبانوا عن قذافيتهم بالبيان الأول من بنغازي . وللأسف خرج علينا منظرون للديمقرطية ومعارضين سابقاً ليباركوا هذه الخطوة !!! وهذا حال قذافي الفكر والتطبيق ولو كانوا معارضين ، ليس لهم من الديمقراطية الا التلفظ بها.

ثم أدعوا وتمسكنوا يوم مظاهراتهم المطالبة بالفيدرالية بعد إعلانهم لها !!!! ( أليس هذا لا منطق ولا معقول ) بأنها كانت سلمية وقد تم الأعتداء عليهم ( هؤلاء المساكين ) رغم أن الصور والمقاطع أظهرت زيف إدعائهم ، حيث كانت مظاهرتهم بحماية البطل الهمام الفريق حامد الحاسي !!! هذا من فر بسرعة خيالية يوم 15 / 3 / 2011 من اجدابيا ، وترك أهل الخندق في حصار لمدة 11 يوماً ، فيما هو أثبت علو كعبه وهمته العالية في الجري ، ومن الممكن الأستفادة منه في أولمبياد لندن القادم على فكرة.

هؤلاء السلميون ، طالبوا أهل برقة بعدم أستخراج بطاقة انتخابية ، فكان عكس ندائهم نسبة خيالية ، حيث استخرج معظم الناس بطاقاتهم الأنتخابية . ولكن أنى لقذافي الفكر والتطبيق أن يستفيد من ذلك ، ؟ فخرج أولئك القذافيون في محاكاة لخطاب زوارة ليظهروا معدنهم أكثر وأكثر لمن انخدع بمطالبهم . وليظهروا حماقة سياسية بما فعلوه وخبرتهم في ركوب الشعارات ، وأنى لقذافي الفكر والتطبيق أن يعير آراء الناس اهتماماً فقوته – كما يتوهم كل قذافي الفكر والتطبيق – في قوته العسكرية. !!!!

هؤلاء ليس لهم من الفيدرالية الا النفط ، وأنى لمن أعتاد على التصعيد وما يترتب عليه من إستيلاء على الأموال أن يؤسس ما يدعيه الأ على الأموال ؟ أنى لقذافي الفكر والتطبيق أن يؤسس فكره الا على القوة والتهديدات القذافية؟

للأسف أبتلينا بطبقة من السياسيين – أغلبهم ولا نعمم – إما يقصر السياسة على الأقتصاد أو على الدين أو على المثاليات أو ينزل بها وبأسلوب مخادع إلى جهويات غير صادقة في جوهرها وتخفي مخاطر ما قد يترتب على مثل هذا التصحر السياسي أو غياب استراتيجية بناء الدول والمؤسسات لديهم . وليس أدل على توقف الزمان لدى البعض من دعاة الفيدرالية في بنغازي وغيرها.

هل التمايز في ليبيا 2012 هو تمايز قبلي أم جهوي ؟ نعتقد بأن من يقول بذلك يعيش في بدايات القرن التاسع عشر . وهي حالة شائعة حيث يعيش الأنسان ويحلل يناقش بالماضي وهو لا يدري بأن هذا الكون من سماته التحرك والتغيير وبسرعات جنونية في العصر الحديث.

من العيوب القاتلة أن لا ندرك حجم التبدل والتغيير في الحياة بكل وجوهها ، ونحاول أن نتخيل حلول أو أوضاع الماضي على ما فيها من أخطاء وعيوب على مشاكل الحاضر.

التمايز في ليبيا بين المدن . وهذه من سمات العصر الحديث ، فالأنتماء للمدينة شيء أساسي . وفعل السياسة الأيجابي العقلاني ليس قمع روح هذه التضامن المدينية ، بل استثمارها وتنميتها لكي تصب كلها كروافد في مصلحة الوطن من تنمية وترسيخ روح التضامن والتعاضد بأساليب عديدة لا يتسع المقام لذكرها.

وهذا ما يقع أساساً على عاتق السياسيين ، فالغالبية من الناس لا تهتم قدر إهتمامها بما يمس حياتها اليومية داخل نطاق مدينتها وما في مصلحة مدينتها ويقع على عاتق السياسين ترشيد كل ذلك بدون أن يطغى أي اتجاه على الآخر.

هل من نادى بالفيدرالية من بنغازي وغيرها تهمه مصلحة برقة فعلاً ؟! نعتقد أن هذا فيه قدر من السطحية ويقترب إلى السذاجه ؛ لأن غالبية الطبقة السياسية في بنغازي المنادية بالفيدرالية في بنغازي تستعمل برقة وثرواتها لأبتزاز حكومة طرابلس من أجل مصلحة بنغازي ولا شيء غير بنغازي . مخفيين نرجسيتهم الذاتية والأنا المتضخمة تجاه بنغازي هنا فقط كي لايحرجوا أنفسهم ويفتضح جوهر الموضوع الأساسي . نعم هؤلاء لا يرون في برقة الا خيولاً لإيصالهم إلى ما يبتغون هم لمصلحة بنغازي فقط ولا شيء غير بنغازي . ولكن هل من العار أن يبحث الشخص عن مصلحة مدينته ؟ ليس عاراً أو حتى خطأ مالم يكن على حساب الأخرين ومفضياً لمخاطر لا يدركها ولا يعييها من توقف لديه الزمان عند زمن معين فيظن الناس هم الناس والمكان هو المكان والظروف والوقائع هي عينها.

صحيح أن هناك رابطة إجتماعية قوية في شرق ليبيا ، ولكن هذه الرابطة لم تكن في يوم من الأيام مرتكزة على أسس اقتصادية كالنفط أو تحسب بالدولارات ، بل تجذرت اجتماعياً وفي أكثر الحالات ضنكاً وفاقة وعوزاً وحرماناً . وهذا هو ما قد يتسبب في تشظي ليبيا بل وبرقة ذاتها لا قدر الله. ؛ لأن هؤلاء عند حديثهم هن العدل والعدالة هم لا يدرون حقيقةً معناها في ميدان السياسة بكل فروعها ومن ضمنها الأقتصادي. فمن يطالب بارجاع شركات ومصالح عامة لبنغازي لا يمكن أن يعرف معنى العدل ، وما هي الا حماقة سياسية ستسبب في ما لا يحمد عقباه . وبمقتضى عدلهم هل يجب أن يكون مقر شركة الخليج في بنغازي أم جالو ؟ من يرفض المركزية بإدعاء ظلمها لا يمكن أن يقبل بأن تكون بنغازي أو البيضاء أو غيرهما مركزية للآخرين . من يرى بأن الفيدرالية هي الحل السحري وأن العالم يهرول هرولة للفيدرالية وبأنها الخلطة السحرية للنجاح المفترض فيها أن يدعوا إلى عدد فيدراليات أكثر وأكثر ، ولا يقصر الأمر على ثلاث فيدراليات.

وللأسف يستخدمون أساليب مضللة عن المركزية . فهل كان سبب إنقلاب القذافي 1969 ؟ قطعاً لا فلو كانت ليبيا مركزية قوية لما استطاع القذافي النجاة بانقلابه . وليرجع كل شخص ، من أين قام القذافي بانقلابه ، ليتأكد كل شخص بأن طرابلس لم تكن قوية ومركزية بالشكل الذي خيل لهم ، ولو كانت كذلك لقصدها القذافي وركز عيلها ولأقام منها إنقلابه وإعلانه.

ومن خداعهم أن سبب تدهور ليبيا هي المركزية ، وهم هنا لا يدرون – في غالبية لابأس منهم – معنى المركزية ويعتقدون أنها تعني تركز الوزارات في العاصمة ، في حين أنها تعني مركزية القرار ولو كانت جميع الوزارات موزعة على جميع المدن . هل سبب نجاح السويد الملكية . هل سبب نجاح فرنسا المركزية وأمريكا الفيدرالية ؟ هذا من السذاجة السياسية القاتلة . سبب نجاحهم هم هو عينه سبب فشلنا نحن ، الحرية حرية الصحافة استقلال القضاء وعي الشعب وهو الأهم ، وهو ما تحصل لنا في هذه الثورة . فضامن الديمقراطية والحريات في الغرب هو الشعب.

نعم هؤلاء لا يرون الدولة ، ألا كديدن كل اقصائي ، صنماً ، هي من تصنع السياسة وهي كل شيء وهي المعول عليها في كل شيء وهي الضمان . في حين أن الأمر يختلف في شيوع الحرية والديمقرايطة ويصبح المجتمع هو الضمان وهو المعول عليه وهو ساحة السياسة وميدانها ومقر تجاذبها بحيث تصبح الدولة وآلياتها هي التعبير عن توافق المجتمع أو عن التسويات التي تحدث في نطاق المجتمع.

لو نادى هؤلاء ب 20 فيدرالية لكان النقاش واقعياً وموضوعياً ، ولكن ضجيج فيدرالي ، ثم بدل أن أصبحنا بمركزية أصبحنا بمركزيتين طرابلس وبنغازي !! فهل يقبل هؤلاء بمنطق عدلهم أن تصبح اجدابيا والواحات والكفرة فيدرالية ؟ ما دامت الفيدرالية هي السبيل الأمثل والعصري والحداثي والعلمي في العالم ، بل الكون ربما ، فيفترض أن يصبح عصري وحداثي وساعياً للعدل كل من ينادي به ! هذا من أبجديات المنطق العقلاني ، إذن فالمفترض أن ينادي فيدراليو بنغازي أو البيضاء بفيدرالية برقة الجنوبية من منطلق أنهم ضاقوا ويلات المركزية فلا يريدون للأخرين أن يكتتووا بها !!! خصوصاً وأن لهم شرعية كشرعية دستور 1951 وهو اتفاقية الرجمة 1920 ، والتي جعلت من أقليم برقة الجنوبية إقيلماً بحكم ذاتي أشبه بدولة وبحدود جغرافية واضحة المعالم ومحددة.

وجوابهم بالتأكيد سيكون الرفض . لماذا ؟ لأن النظريات والمباديء والعقائد تؤسس على أشياء ثابتة مستقرة ، أما الخداع وعدم الصراحة والأتجار بالأخرين فهو متهافت كقصور رمال البحر تحمل هشاشتها من ذاتها وعدم تماسكها .
نعم فيدراليو بنغازي والبيضاء ودرنة وغيرها لا يعرفون معناً للعدل ، لو كانوا كذلك لطالبوا يفيدرالية جميع المناطق . فعوضاً عن التاقسيم الثلاثي للأقاليم الأفضل والأحرى والواجب أن تكون 15 فيدرالية أو أكثر . ولكن بما أنهم لا يرون في برقة إلا النفط كبقرة للحلب باتجاه بنغازي لكي يسيطروا هم وتصبح بنغازي مركزية لباقي مدن برقة !! فهل يقبل بالظلم من يدعي أنه يقف بوجه الظلم ؟!!! سبحانك ربي .
وحكومة طرابلس لا تسعى للأسف ألا لإرضاء بنغازي وطبقتها السياسية المراهقة لدرجة الجنون ، والتي تكاد تجعل بنغازي معول هدم وتفريق بدل أن كانت أيقونة للأحرار ، كما قلبت طبقة سياسية في مدينة غرب البلاد وجه تلك المدينة في عيون ووعي كثير كثير من الناس بسسب نرجسيتهم وحماقاتهم السياسية.

وحكومة طرابلس تظن بأرضاها هؤلاء المراهقين فعلاً أو ( اعتباطاً ) أنها ترضي أهل الشرق . وللأسف هذا حال من يجمد الحياة في زمن معين ولا يدري ما يحدث من تغيرات اجتماعية ولا يلمس الحراك المجتمعي والسياسي وما قد يفضي إليه مستقبلاً .

فتشكيل الحكومة الأنتقالية كان مثلاً من الغرب ( هكذا انطبع في وعي الناس شئنا أم أبينا) عموماً والباقي على بنغازي . ولننظر إلى قرارت الأيفاد الأخيرة وهي على ذات الشاكلة . فهي تصرفات وعقليات أدت وستؤدي إلى غضب سينفجر عن احتقان باديء لكل شخص ينظر للأمور بعيون عقله لا بما يتمنى .

بدايات الثورة لم يكن يشعل بال بعض الطبقة السياسية في بنغازي ألا تغيير اسم جامعة قاريونس لأن القذافي هو من وضع لها اسم قاريونس !!!ه وأبدلوه ببنغازي !!!!! مع أن القذافي هو من وضع لها اسم جامعة بنغازي فإسمها الحقيقي هو الجامعة الليبية قبل الأنقلاب المشؤوم 1969 . فهذا خداع يضاف إلى مجمل خدعهم المفضوحة والواضحة . فجاء هؤلاء المتقوقعين بشعارات واهية غير صادقة لتعبر عما يجول بهذه العقول من مراهقة وحماقة .

طبعاً فهم وغيرهم ينظرون لجامعة قاريونس على أنها ملكهم مع أنها بنيت من أرزاق الشعب الليبي ، وكانت في ذلك الزمن رمزاً لليبيا والليبيين ومبعث فخر لهم . فهل يجوز عدالةً أن تتحكم بنغازي وتستفيد حصرياً من جامعة بنيت بأرزاق الشعب اليبي و لا يستفرد أهالي اجدابيا والبريقة مثلاً ويتحكمون بشركة الزويتينة أو سرت ( البريقة ) للنفط ؟ أو لا يؤدي ذلك حتماً إلى هذا ؟ وهل من العدالة أن تتفشى البطالة في اجدابيا وجالو واوجلة واجخرة والكفرة فيما شباب بنغازي والبيضاء ودرنة وطبرق يعملون في حقول ومؤاني النفط في مدنهم ؟ وهل يعمل شباب هذه المدن في ميناء بنغازي مثلاُ أو مطار بنيينة أو مصنع الأسمنت أو ميناء درنة أو طبرق ؟

نعم عندما تؤسس حماقاتك على روابط مفرقة وخطيرة ستنقلب عليك حتماً . لأن كل الناس ستدخل حينئذ دائرة اللامعقول ويصبح تفكيرها كالذي ذكرناه سابقاً ، وعندها ستمتليء النفوس بالأحقاد والضغائن ونفقد التضامن والألفة الاجتماعية اللازمة لأي بناء سياسي عاقل ومنطقي ودائم ونافع .

هذا الغموض وعدم الصراحة وأنعدام استراتيجية لبناء الدولة ومؤسساتها له آثار خطيرة جداً ، ومن ضمنها ما ذكرناها آنفاً والذي بكل تأكيد أثار حفيظة البعض ، فهذا أبداً لا يبني دولة بل خليط مفجر منفجر بذاته .

نعرف أن الناس في مجملها في كل مدينة لا تهتم في الغالب الا بمدينتها ، وهذا شيء طبيعي ، ولكن أن تكون الطبقة السياسية في تلك المدن كذلك ونحن لم نؤسس دولة لهو أمر جد خطير .

إن فعل السياسة الواعي والعقلاني هو أن نؤسس لوطن على قاعدة العدالة بين جميع المدن والمناطق والأفراد بحيث تتوفر الفرص بالتساوي لجميع الناس بغض النظر عن مدنهم أو قبائلهم أو أيدلوجياتهم أو الحالة المادية لعائلاتهم . ولن نصل لذلك إذا تصدر المشهد السياسي لدينا طبقة قذافية جديدة تحجر الزمان والمكان والواقع لديهم وبأسلوب مخادع لأنفسهم وللناس وواضح لكل ذيء لب ، وسيجرون البلاد إلى حالة يصبح معها التوقع والتحليل ضرباً من التنجيم.

نتمنى أن يعي الشعب الليبي وأهالي بنغازي والبيضاء ودرنة وطبرق وكل مدن برقة ذلك . هؤلاء من سطورا أعظم البطولات والمعاني البشرية في مدينتي ( اجدابيا ) وأنزلوا الدموع من مآقينا للحظات إنسانية لن تتكرر . نعم كانوا يرنوا بأعينهم إلى طرابلس ويلهجون بذكرها ليل مساء ، فتكّون لدينا في هذه الثورة فرصة لم تتكرر لأمة قط في العصر الحديث من ترسيخ الوطن وفرصة ذهبية لدولة يحيمها أهلها ولا تحميهم ، فرصة لبناء دولة من كل أبناءها بعد أن ترسخت في قلوبهم وعقولهم ووجدانهم ووعيهم الجمعي .

لكم مزق قلبي ما ذكرت من كلام عن بنغازي أو البيضاء أو درنة ، وهي مرارة لا يدركها ألا من كان من أهل برقة ، فهي جزء من عقل وقلب وكيان كل شخص هنا ، ويشهد الله أني ما ذكرت هذا الكلام ألا لخشيتنا عليها من هؤلاء الفيدراليين ( القذافيون الجدد ) . أرجوكم لبرقة خصوصية لم تكن أبداً مؤسسة على مادة أو مال ، أرجوكم لا تفسدوا هذا الواقع وتحيلوه إلى كابوس ، فتمسون كمن قال الله فيهم : ” … يخربون بيوتهم بأيدهم … ” .

نرجوا أن يرتقي تفكير الطبقة السياسية في مجملها إلى مخاطر اللحظة الراهنة وتحدياتها ، من كل قلبي أقول ذلك كي لا نخون دماء وأطراف أولئك الأبطال الذين خرجوا في أول يوم منادين بليبيا ولا شيء غير ليبيا ، وسطروا في طرابلس ملحمة وطنية جمعت أناساً لم يطئوا تراب طرابلس في حياتهم ، ولكن كان الوطن مطبوعاً في وعيهم لا لمال ولا نرجسية ذاتية ، فكانت هي المعيار في تمام حرية الليبيين وليبيا.

للتواصل مع الكاتب:
Alnaas1980@yahoo.com
saadalnaas@yahoo.com

الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.

التعليقات: 1

التعليقات مغلقة.

التعليقات لا تعبر عن رأي موقع عين ليبيا، إنما تعبر عن رأي أصحابها.

اترك تعليقاً